اكد وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي أن اليمن ماض في بناء دولته الجديدة التي ينعم فيها كل أبنائه بالحرية والعدالة ويشاركون في حكمه ويحصلون على حصتهم من ثرواته، مهما كانت الصعوبات والتحديات.
وقال وزير الخارجية في كلمة الجمهورية اليمنية في أعمال اجتماع الدورة العادية الحادي والأربعين بعد المائة لوزراء خارجية الدول العربية التي تنعقد حاليا بمقر الامانة العامة للجامعة بالقاهرة :" وفي ظل اجواء ملبدة بالغيوم تحوم في سماء وطننا العربي يسعدني ان انقل لكم بشرى من ابناء سبأ الذين جسدوا الحكمة والإيمان ".. مبينا في هذا الصدد بأن الجميع جسدوا ادراكهم بأن مستقبل اليمن لا يمكن ان يكون آمناً ومستقراً الا اذا شارك كل اليمنيين في صياغته وبنائه".
وأضاف:" لا شك أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ووقوف الأشقاء في مجلس التعاون وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية كان له الأثر الكبير في نجاح اليمنيين في تنفيذ المبادرة وكان آخر النجاحات الإنتهاء من مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي رسم الطريق لبناء اليمن الجديد وفي توافق غير مسبوق بين كافة القوى السياسية".
وأثنى الدكتور القربي على دور الامم المتحدة ومجلس الأمن في الدفع بالتسوية السياسية نحو منتهاها.
وفي حين اعتبر وزير الخارجية أن قيادة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وصبره وحكمته كانا من مقومات النجاح الذي يعتز به كل اليمنيين، أشار الى صدور قرار رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة صياغة الدستور التي سيوكل اليها صياغة الدستور الجديد الذي ستترجم فيه توصيات ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وسينعكس فيه شكل الدولة الإتحادية.
ولفت إلى انه وبالرغم من تحديات تنفيذ المبادرة الخليجية إلا أن الحكومة اليمنية مضت باتخاذ الكثير من الخطوات لتحسين ظروف معيشة مواطنيها ومواجهة عناصر التطرف والإرهاب ووقف محاولات اثارة الفتن الطائفية والمناطقية التي تجد من يغذيها للأسف من الداخل والخارج.
واردف القربي قائلا "إن ما تحتاجه اليمن اليوم هو الوقوف معها لتعزيز النجاح الذي تحقق من خلال بناء اجهزة أمنها وجيشها وتنفيذ متسارع للتنمية فيها ونحن على ثقة بان الإخوة قادة دول مجلس التعاون وحكوماتهم سيستمرون في تقديم الدعم الذي بدأوه وسيقووا من شراكتهم مع اليمن لأهميتها لدول المجلس وارتباط ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم بها".
وتابع "إن الأمل معقود على كل الدول الشقيقة الأخرى في النظر فيما يمكن أن يقدمونه لأشقاهم في اليمن خلال هذه المرحلة الإنتقالية الصعبة وحتى تستقر الأمور وذلك كما فعل الأصدقاء من غير العرب في مجموعة أصدقاء اليمن".
وتطرق وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي الى التطورات على الساحة العربية .. موضحا أن اليمن انشغل بأوضاعه الداخلية خلال السنوات الثلاث الماضية الا انه كان يعيش في وجدانه مجريات ما يجري على مستوى وطننا العربي الكبير".
ونبه في ذات الوقت إلى أن درجة الخلاف التي تشهدها امتنا تهدد بانقسامات عميقة بيننا، مشددا بأن معالجتها تتطلب منا الصراحة والجدية والمواجهة للوصول الى الحلول التي تحفظ وحدة الأمة وتجنبها صراعات لا يستفيد منها سوى أعدائها ولا تخدم الأهداف التي نحرص جميعا على تحقيقها.
وأكد الدكتور القربي على أهمية الحفاظ على وحدة الصف العربي .. مبينا في هذه الخصوص أن ذلك يستوجب علينا تجاوز اي خلاف ايديولوجي او مذهبي او انتصار لطرف ضد طرف اخر في وضع نرى فيه إنهيار مقومات أمتنا والدمار يلحق بها في كل المناحي.
وعبر وزير الخارجية عن سعادة الجمهورية اليمنية بما حققه الاشقاء في تونس من توافق حفظ وحدة الشعب التونسي وعزز مسيرة الثورة وجنبه الصراعات والعنف، مشيرا الى ما يجري في مصر العروبة وليبيا العزيزة في سبيل تلبية تطلعات شعبيهما .
وقال :" نثق بأن صوت الحكمة سيسودان فيهما بعد ان اختارتا طريق الديمقراطية والصندوق للوصول الى الحكم".
وبينما عبر الدكتور القربي عن اسف الجمهورية اليمنية للاحداث التي تمر بها سوريا جراء الإفراط في إستعمال القوة وغياب أفق الحل السياسي حتى الآن الذي تقع مسؤوليته على الحكومة السورية بالمقام الأول .. ناشد في ذات الوقت كافة الأطراف في سوريا مراجعة مواقفهم وان يعودوا الى لغة الحوار فهي الطريق الأمثل لحل الأزمات السياسية وما عدا ذلك فهو الدمار وإراقة الدماء.
وجدد وزير الخارجية التأكيد بان القضية الفلسطينية ستظل القضية المحورية للأمتين العربية والإسلامية والتي يجب ان تستحوذ على جل دعمنا لها في مواجهة التعنت الإسرائيلي الرافض للحل السلمي المتنكر لكل الاتفاقات والقرارات الدولية.
وبارك الدكتور القربي لكل من الجمهورية اللبنانية والصومال تشكيل حكومتيهما، متمنيا لهما مزيد من التوفيق لما فيه صالح شعبيهما من امن وتنمية واستقرار.
وكان وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي هنأ في مستهل كلمته نظيره وزير خارجية المملكة المغربية على تسلمه رئاسة الدورة العادية (١٤١) لمجلس وزراء الخارجية العرب، متمنيا له التوفيق في ادارة اعمال الدورة، وبذل كل جهد لحل الصعوبات التي عليه تجاوزها في هذه المرحلة الحساسة في تاريخ امتنا.
*سبأنت
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك