على أمل العودة قريبا إلى أرض أجدادهم، غادر مئات السوريين من أبناء حلب، الخميس، الأحياء المحاصرة إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في الريف وفق الاتفاق الروسي، في حين بارك الرئيس السوري، بشار الأسد، "تحرير" المدينة.
وأظهرت صور نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي كتابات على الجدران، يؤكد أصحابها عزمهم العودة إلى مدينتهم، التي كانت منذ 2012 مقسمة بين قطاع شرقي خاضع للمعارضة وغربي تحت سيطرة القوات الحكومية.
ومن العبارات التي كتبت على أنقاض المباني: "تحت كل بناء مدمر، عائلات دفنت مع أحلامها، دفنها بشار وأعوانه" و"راجعين يا هوى" و"أحبيني بعيدا عن بلاد القهر والكبت، بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت" و"راجعين يا حلب".
ومع استمرار عمليات الإجلاء، نشرت صفحة رئاسة الجمهورية على "فيسبوك" شريطا للأسد يقول فيه "أعتقد مع تحرير حلب سنقول الوضع ليس فقط السوري وليس فقط الإقليمي تغير بل أيضا الدولي.. هذا بحد ذاته تاريخ يرسم الآن أكبر من كلمة مبروك".
وبدأت، الخميس، عمليات إجلاء آلاف من المدنيين والمقاتلين من آخر معقل للمعارضة في القطاع الشرقي من حلب، الذي عانى سكانه طيلة السنوات الأربع الماضية من الغارات وعمليات القصف المقرونة بحصار خانق فرض قبل 4 أشهر، مما أدى إلى مقتل المئات.
وبعد أن نجح هجوم مكثف شنته، منتصف الشهر الماضي، القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات إيران الطائفية في استعادة مناطق واسعة من شرق حلب، أعلنت روسيا، الثلاثاء، عن التوصل لاتفاق يقضي بخروج من تبقى من المحاصرين.
وكان من المقرر أن تبدأ عملية إجلاء المحاصرين الأربعاء، إلا أن إيران وميليشياتها عرقلت العملية قبل أن تنجح روسيا، التي تدعم أيضا بشار الأسد، في منع انهيار الاتفاق الذي توصلت إليه مع تركيا الداعمة لفصائل من المعارضة.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصول طاقمها مع الهلال الأحمر العربي السوري لإجلاء 200 جريحا من المنطقة، بعضهم في حال حرجة، في حين تولت حافلات تابعة للبلدية نقل المقاتلين وعائلاتهم.
وبث التلفزيون السوري لقطات مباشرة لقافلة طويلة من سيارات الإسعاف والحافلات الخضراء تخرج وتعبر جسر الراموسة، في طريقها عبر الأراضي الحكومية إلى الجزء الريفي الواقع تحت سيطرة المعارضة في محافظة حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "القافلة التي تحمل الدفعة الأولى من الخارجين من مربع سيطرة الفصائل نحو الريف الحلبي، والتي تتضمن أكثر من 50 جريحاً مع المئات من أسرهم ومن المدنيين.. وصلت إلى منطقة الراشدين الرابعة" غرب مدينة حلب.
وأضاف أن "مجموعة جديدة من الحافلات والسيارات دخلت عبر معبر الراموسة - العامرية، نحو المربع المتبقي تحت سيطرة الفصائل بجنوب شرق الأحياء الشرقية من مدينة حلب، ليبدأ صعود المحاصرين داخل هذا المربع على متنها..".
وتعليقا على التطورات الأخيرة بحلب، قال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يان إيغلاند، إن روسيا أبلغت مجموعة العمل الدولية للشؤون الإنسانية في سوريا خلال اجتماع اليوم الخميس بأن عملية الإجلاء ستكون سريعة وسلمية.
وأضاف أن الأمم المتحدة لم تكن ضالعة في التوسط في إبرام اتفاق الإجلاء، لكنها أبدت استعدادها لمراقبة العملية ومرافقة المغادرين لحين وصولهم إلى وجهاتهم، مؤكدا أن المنظمة لديها خطط طوارئ لاستقبال 100ألف شخص في إدلب.
أما الجيش الروسي، فقد قال على لسان اللفتنانت جنرال فيكتور بوزنيخير إن القوات السورية توشك أن تكمل عملياتها في حلب، مضيفا أن حوالي 3000 من مسلحي المعارضة غادروا المدينة منذ أغسطس و108 آلاف مدني نقلوا إلى أجزاء آمنة بالمدينة.
وفي تركيا، قال نائب رئيس الوزراء التركي إنه من المتوقع إجلاء بين 80 إلى 100 ألف شخص من شرق حلب، في عملية يرجح أن تنتهي خلال يومين أو ثلاثة أيام، مشيرا إلى أن حكومة بلاده تدرس إنشاء مخيم في سوريا لمن يتم إجلاؤهم.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك