اختار الرئيس اللبناني ميشال عونأن تكون زيارته الأولى بصفته رئيسا للدولة اللبنانية إلى السعوديةغدا الاثنين على رأس وفد وزاري موسع، الأمر الذي رأى محللون أنه لا يخلو من الرسائل والدلالات.
ويلتقي عون بالملك السعوديسلمان بن عبد العزيز وكبار المسؤولين السعوديين، ويتوقع بعدها التوجه في اختتام محادثاته إلى قطر للقاء الأمير تميم بن حمد آل ثاني.
وأكدت شخصيات رسمية ومحللون سعوديون أن استهلال زيارات عون الخارجية بالمملكة له دلالات مهمة ويبعث مجموعة من الرسائل الداخلية والإقليمية، مشيرين إلى أن هذه الزيارة تأتي ضمن محاولة لإخراج الرئاسة اللبنانية من الصراعات الدولية والإقليمية والاهتمام بمصالح لبنان الاقتصادية العالقة منذ زمن في أزمة.
ويقول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي زهير الحارثي للجزيرة نت إن "الزيارة لن تكون شكلية كما يتمنى البعض"، معتبرا أن الزيارة "تفتح صفحة جديدة مع المملكة وتعطي لبنان شرعية إقليمية وتؤكد أن لبنان يرفض سياسة المحاور".
وعلى الرغم من أن عون يعتبر لسنوات أحد أبرز حلفاء حزب الله في الشارع المسيحي بلبنان فإن الحارثي يرى فيه الآن شخصية تمثل كل اللبنانيين، مما يجعله يغلب المصلحة الوطنية.
ويسعى عون منذ استلامه الرئاسة إلى إعادة تموضع لبنان -دبلوماسيا- على الأقل تجاه بعض الملفات، ولكن محللين سياسيين يرون أن هذا غير كاف للسعودية ودول الخليج في ظل حالة الاصطفاف الإقليمي.
ويقول الأكاديمي والباحث في الشؤون الإستراتيجية خالد الفرم إن "دول الخليج تنتظر من عون إجراءات عملية حيال المسار السياسي والعسكري للبنان نحو ملفات المنطقة، وعلى ضوء ذلك ستتشكل العلاقة القادمة بين دول الخليج ولبنان".
وتتهم دول الخليج حزب الله بموالاة إيران، والهيمنة على القرار السياسي في لبنان، وتدين تدخله العسكري إلى جانب نظام الأسد ودعمه لمليشيا الحوثي في اليمن.
وفي هذا السياق، ذكر الفرم للجزيرة نت أن "الرياض بحاجة إلى إجابات واضحة من الرئيس عون".
من جانبه، يقول الحارثي إن "الرياض تتطلع لسماع الرئيس إزاء هذه الملفات وكيف يمكن إعادة الحيوية للعلاقات الثنائية وما يمكن تقديمه من ضمانات والتزامات معنوية للسياسة الخارجية اللبنانية".
ويرى محللون آخرون أن التحول المرتقب في موقف لبنان تجاه الملفات الخلافية هو تحول مرحلي فرضته الظروف التي مرت بلبنان أثناء السنتين الماضيتين، وهو ما جعل إيران وحزب الله والموالين لإيران في لبنان يقدمون بعض التنازلات في بعض الملفات.
وبحسب الأكاديمي والباحث السياسي إبراهيم العثيمين، فإن لبنان أصبح مستقلا في قراره السياسي، معتبرا أن الأزمة في لبنان أزمة عميقه تكمن في بنية النظام نفسه والذي يعاني من ثلاث أزمات رئيسية تتمثل في الطائفية السياسية التي كرسها دستور 1926 والأزمة الثانية المتمثلة في الترهل المؤسساتي، خاصة المؤسسات الأمنية بسبب بروز انتماءات وولاءات إلى هويات (ما دون الدولة) أدت إلى تقوض وإضعاف مؤسسات الدولة.
وتكمن الأزمة الثالثة في التدخل الخارجي الذي فرضه ضعف الدولة، مما أدى إلى تقييد أي ردع من قبل الدولة وبالتالي شل مؤسساتها.
انفراج اقتصادي
وقبل عامين شهدت العلاقات السعودية اللبنانية توترا، وجمدت السعودية مساعدات مالية تقدر بثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني بسبب مواقف دولية وإقليمية تتناقض مع سياسية المملكة تجاه لبنان.
وتوقع سعوديون ولبنانيون أن يثار موضوع الهبة السعودية للجيش اللبناني، وإعادة السياحة السعودية إلى لبنان.
ويعتقد الفرم أن يحظى الرئيس عون بصفقة كبرى، وهي الإفراج عن الهبة العسكرية للجيش اللبناني، والتي تنظر إليها فرنسا وروسيا على حد سواء.
كما يتوقع الفرم أن يسعى الرئيس اللبناني لرفع التبادل الاقتصادي بين لبنان ودول الخليج بعد المقاطعة الخليجية بالمعنى السياحي والاقتصادي والدعم الحكومي.
أما أستاذ الإعلام السياسي عبد الله العساف فيرى أن رفض لبنان المغريات القادمة من طهران لتحوير مسار الزيارة "يعكس نتائج إيجابية لإعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها وتوقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك