ياباني أثرته أزمة كورونا .. من متشرد في شوارع طوكيو إلى رئاسة شركة بمليار دولار

 

لم يكن الياباني تايهي كوباياشي، سوى شخص متشرد في شوارع طوكيو، بعد أن طرده والداه من المنزل في سنّ الـ 17 عاماً، عندما ترك مدرسة ثانوية مرموقة للتركيز على فرقته الموسيقية. لكن ولعه بالمغامرة وامتلاكه قدرات على التفكير الرياضي، أوصلاه إلى رئاسة شركة تقنية ناشئة وصلت قيمتها السوقية حالياً إلى نحو مليار دولار.

يُعَدّ انتقال كوباياشي من الفقر إلى الثراء من بين أكثر القصص المثيرة التي برزت أخيراً بفضل قفزة أسهم الشركات الصغيرة التي تصنع الثروات في اليابان. إذ طُرحَت شركة كوباياشي، التي تساعد الشركات الناشئة والشركات الأخرى على تصميم وإنشاء أعمال ومنتجات جديدة، للاكتتاب العام في يوليو/ تموز، وتضاعفت أسهمها أكثر من ثلاث مرات منذ ذلك الحين.

إنها نتيجة لم يكن يتصورها سوى قلة قبل عقدين من الزمن. إذ يفصح كوباياشي عن أن والداه طرداه عندما ترك مدرسة ثانوية مرموقة للتركيز على فرقته الموسيقية، فكان يعزف الموسيقى في أثناء النهار، وينام في الغالب في الهواء الطلق، مستخدماً الصناديق الكرتونية للتدفئة خلال ليالي الشتاء القارسة. وكان بلا مأوى لمدة عام ونصف، قبل أن يغادر الشوارع ويعمل مهندس برمجيات.

كان كوباياشي، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية، أحد الأعضاء الرئيسيين في تأسيس شركة "فرامجيا" Framgia، التي سبقت الكيان المعروف الآن باسم Sun،  التي يشغل الآن منصب رئيسها التنفيذي.

بدأت قصة الصعود حينما قرر كوباياشي تحويل مسار حياته للمرة الثانية، ففي الـ19 من عمره، أشفق مدير نادٍ للموسيقى عليه وعرض عليه وظيفة، فعمل في النادي لمدة ست سنوات تقريباً.

لكن كوباياشي قرر في النهاية أن الوقت قد حان للمضي قدماً في طريق آخر. وفي بادئ الأمر، جمع بعض الأموال من بيع التسجيلات الموسيقية عبر الإنترنت، وصادف إعلاناً عن وظيفة لا تتطَّلب أي مؤهلات أو خبرة، الأمر كله يقتصر على خوض اختبار لمدة ست ساعات في مجالات تشمل المهارات الرياضية، والتفكير المنطقي، ومعدل الذكاء. واجتاز كوباياشي الاختبار وبدأ العمل في الشركة التي دربته ليصبح مهندس برمجيات.

سنحت الظروف لكوباياشي ليقابل ماكوتو هيراي، أحد مؤسسي شركة "صن". واتفق الاثنان على أن هناك العديد من مهندسي البرمجيات البارعين في البرمجة، لكن القليل منهم يستطيع استخدام تلك المهارات للتوصل إلى نماذج أعمال عملية. وقررا إنشاء شركة لسدّ الفجوة.

وانتقل كوباياشي إلى فيتنام عام 2012 لتعيين موظفين من مجموعة المهندسين الشباب في البلاد. وفي مارس/ آذار 2013، قام الأعضاء المؤسسون بتأسيس شركة "فرامجيا" في اليابان، التي تغيَّر اسمها إلى "صن" عام 2019. وكانت الفكرة توفير المهندسين لمساعدة الشركات اليابانية الناشئة التي كانت تكافح من أجل بناء أنشطة قابلة للاستمرار.

ويوضح كوباياشي: "كان موقفنا أن نلزم أنفسنا بتطوير تلك الشركات الناشئة، بغضّ النظر عن الخسارة أو الربح". ومع مضيّ الوقت، نمت أعمال "صن"، وأصبح لديها الآن أكثر من 70 عميلاً.

وأُدرِجَت الشركة في قسم الشركات الناشئة في بورصة طوكيو في يوليو/ تموز الماضي. وارتفعت أسهمها ستة أضعاف تقريباً لتصل إلى أعلى مستوىً لها في سبتمبر/ أيلول، لتتجاوز قيمتها السوقية 1.4 مليار دولار.

وانخفضت أسهم "صن" منذ ذلك الحين بنسبة 37%، لتنخفض القيمة السوقية للشركة إلى ما دون مليار دولار. وتناهز قيمة حصة كوباياشي البالغة 7.9% حوالى 74 مليون دولار.

وسجلت "صن" صافي ربح بلغ 649 مليون ين (6.2 ملايين دولار) وعائدات بلغت 3.97 مليارات ين للأشهر التسعة الأولى من 2020.

و"صن" واحدة من العديد من الشركات التي ارتفعت أسهمها خلال العام الحالي، إذ راهن المستثمرون على شركات التكنولوجيا وسط تفشي وباء كورونا.

يقول ميتسوشيجي أكينو، كبير المسؤولين التنفيذيين في شركة "إيتشيوشي" لإدارة الأصول في تصريح لبلومبيرغ، إن هناك طلباً جيداً على خدمات الشركة، لكن المبيعات والأرباح لا تزال منخفضة، وقد تكون المنافسة شديدة.

لكن كوباياشي يقول إنه على دراية بالمخاطر ولا يخاف منها، مضيفاً أنه واجه تحديات أكثر صعوبة من قبل.