قالت مجلة "ذا ناشيونال انتريست" الأمريكية، إنه "وعلى الرغم من أن خطة وقف إطلاق النار التي أعلنتها الرياض في اليمن هي خطوة في الاتجاه الصحيح؛ إلا أنه غير المرجح أن يوقف الحوثيون حملاتهم العسكرية في أي وقت قريب"، مشيرة إلى أن الحوثيين يردون على اقتراح السعودية بوقف إطلاق النار بمزيد من الهجمات.
وأضافت المجلة في تقرير لها ترجمه "يمن شباب نت"، إن الإجراءات الأخيرة للحوثيين تشير بقوة إلى أن السلام مع المملكة العربية السعودية والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ليس أولوية بالنسبة للحوثي. حيث انتقد مسؤولون حوثيون المبادرة السعودية فور إعلانها، مشيرين إلى أنها لم تذهب بعيدا بما يكفي لعكس الحصار الجوي والبحري الذي يحيط بشمال اليمن.
واقترحت المملكة العربية السعودية اتفاق وقف إطلاق النار على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في 22 مارس / آذار، سعيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ ست سنوات في اليمن. حيث أعلن عن الخطة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الذي اقترح أن تشرف الأمم المتحدة على سلسلة الحوارات التي سيشملها وقف إطلاق النار.
ويسمح الاتفاق بإعادة فتح المطار الرئيسي في العاصمة اليمنية صنعاء. ستستأنف الخطة أيضًا فتح المنافذ الجوية والبحرية في البلاد، مما يسمح بتدفق واردات الغذاء والوقود عبر نقطة الدخول المركزية في اليمن.
وذكر التقرير بأنه وعلى الرغم من أن الجولات الماضية من مناقشات وقف إطلاق النار بين المتمردين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليًا في اليمن لم تنجح، ويأمل السعوديون أن تلعب الأحداث الأخيرة لصالحهم بحيث تدفع إلى بعض التحرك بين قيادة الحوثيين.
فمنذ أن تولى الرئيس جو بايدن منصبه، تراجعت الولايات المتحدة عن تصنيف الحوثيين كإرهابيين، وأنهت دعمها لجهود الحرب التي تقودها السعودية، واقترحت "إعادة تقييم" العلاقات مع الرياض.
وتابع: "برغم مبادرة السلام التي اقترحتها السعودية، فقد واصل المتمردون الحوثيون شن هجوم في محافظة مأرب في اليمن، مما قد يؤدي إلى نزوح أكثر من 300 ألف"، مشيرا إلى أن جهود الحوثيين الحثيثة للسيطرة على هذه المدينة الرئيسية الأخيرة في اليمن تدل على عدم استعدادهم للتعاون مع وقف إطلاق النار.
وكان تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، قال بأن "الحوثيين يمنحون الأولوية للحملة العسكرية" في الوقت الذي يدفع فيه المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل. تدعم الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة مبادرة السلام التي تقودها السعودية.
بالإضافة إلى هجوم مأرب، أعلن المتمردون الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات شملت 18 طائرة مسيرة مسلحة استهدفت مواقع عسكرية وطاقة سعودية في 26 مارس / آذار. تلك الهجمات لم تحدث عقب اعلان المبادرة السعودية فحسب، بل أنها تزامنت مع زيارة ليندركنج المنطقة حيث كان الاجتماع مع قيادة الحوثيين ضمم جدول أعماله .
ورأت المجلة الأمريكية بأنه في الوقت الذي تأمل المملكة العربية السعودية في إعادة تقويم العلاقات مع الحكومة الأمريكية من خلال اقتراح وقف إطلاق النار، فإن إيران حريصة على استخدام الحوثيين لكسب النفوذ في المحادثات النووية المرتقبة بين الولايات المتحدة وطهران. إذ أنه ليس مستغربا أن تستخدم إيران مجموعات تعمل بالوكالة في البلدان المجاورة لتعزيز مصالحها الخاصة.
ولفتت إلى أن استراتيجيات مماثلة سبق وأن مكنت المنظمات المسلحة المدعومة من إيران من العمل خارج مؤسسات الدولة في لبنان وسوريا والعراق. وفي اليمن تمكنت إيران من توسيع موطئ قدمها حيث تراجعت الولايات المتحدة عن الصراع.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك