في وقت ما زال فيه الجدل يطبع المشهد الانتخابي في ليبيا حول القوانين الانتخابية وإمكانية إجرائها من عدمه، دخل على الخط سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، بعدما تقدم اليوم الأحد بأوراقه للترشح للانتخابات الرئاسية الليبية 2021.
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن قبولها أوراق سيف الإسلام القذافي للترشح للانتخابات الرئاسية.
واعتبرت المفوضية، عبر صفحتها الرسمية، أن سيف الإسلام هو ثاني المترشحين للانتخابات الرئيسية، بعد قبول أوراق ترشح عبد الحكيم بعيو، كأول مترشح للانتخابات الرئاسية منذ فتح باب للترشح.
وقال رئيس المفوضية عماد السايح، في تصريحات سابقة بشأن حق سيف الإسلام في الترشح: "إذا توفرت فيه الشروط"، قد تركت الباب مفتوحا على كل الاحتمالات.
وظهر سيف الإسلام في فيديو متداول، اليوم الأحد، داخل المركز الانتخابي في مدينة سبها، جنوبي ليبيا، وهو يتمم إجراءات تقدمه بطلب الترشح للانتخابات الرئاسية وسط موظفي المركز الانتخابي، وتبدو عليه علامات عدم الارتياح بشأن تأمين وجوده داخل المكتب الانتخابي.
ولم يتحدث سيف الإسلام خلال الفيديو إلا بآيتين "ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين"، فيما أخطأ في الآية الثانية "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"، بقوله "والله غالب على أمره ولو كره الكافرون".
وفي وقت سابق، أكد مدير مكتب الإعلام والتواصل بالمفوضية العليا للانتخابات خالد المناعي، أن المفوضية وردها إخطار من المركز الانتخابي في سبها بتسلمها أوراق تقدم سيف الإسلام للترشح للانتخابات، وأنها تنتظر فحص المركز الانتخابي ملف سيف الإسلام ومدى توفره على الشروط المعلنة.
ووفقا لمعلومات المقرحي، فإن زيارة سيف الإسلام تمت في الصباح الباكر اليوم الأحد تحت حراسات مشددة من قبل مجموعة من أنصاره من قبيلة القذاذفة في سبها، مؤكدا أن أغلب أهل سبها لم يلحظوا وجوده في المدينة وأنه غادرها بعد إتمام الإجراءات في المفوضية.
وفيما يرى المقرحي أن سيف الإسلام اختار توقيتا حساسا ليعلن عن ترشحه، اعتبر أن "الخلافات بين مختلف الأطراف، وكذلك نتائج عشر سنوات من الثورة التي أثقلت كاهل الليبي وجعلته يحن للماضي، قد تشكل بوادر نجاح لحملته الانتخابية".
من هو سيف الإسلام القذافي :
سيف الإسلام معمر القذافي (49 عاما)، هو الابن الأول للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي من زوجته الثانية، درس في ليبيا وخارجها، وحاصل على الدكتوراه من جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية. برز اسم سيف الإسلام عام 2001 كأحد أهم أبناء القذافي من خلال مبادرة سياسية عرفت وقتها بـ"ليبيا الغد"، تضمنت جملة من الخطوات التي تتجه في طريق تغيير سياسات نظام والده، الذي كان قد خرج لتوه من حصار دولي دام عقداً من الزمن.
وقاد سيف الإسلام عدة خطوات في اتجاه إصلاح النظام السياسي للبلاد، من أبرزها الموافقة على تفكيك برنامج صناعة أسلحة كيماوية، واتصالات مع عدد من شخصيات المعارضة السياسية لنظام والده في الخارج، بالإضافة لإطلاق حوار مع قادة الجماعات الإسلامية المحتجزين في سجون الدولة، قبل إطلاق سراح عدد منهم.
ترأس القذافي الابن جسما لتنفيذ مشروعاته الإصلاحية عرف باسم "مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية".
انحاز لنظام العقيد، وإثر اندلاع ثورة فبراير/ شباط عام 2011 للإطاحة بنظام القذافي، انحاز سيف الإسلام للنظام، وظهر في بعض خطاباته محرضا أنصار والده على القتال ضد "الثوار"، وفي بعضها ظهر وهو يحمل السلاح، ما حدا بمحكمة الجنايات الدولية إلى وضعه ضمن قائمة المطلوبين في يونيو/ حزيران 2011، التي ضمت أيضا والده، قبل مقتله على يد الثوار، وعدداً من رموز النظام.
وفي أغسطس/ آب 2011، أعلنت مجموعة مسلحة من ثوار مدينة الزنتان، غربي ليبيا، القبض على سيف الإسلام في صحراء ليبيا، أثناء محاولة فراره باتجاه إحدى دول الجوار الأفريقي، ولاحقا، رفضت المجموعة المسلحة نفسها، التي نقلته إلى الزنتان واحتجزته في أحد سجونها، تسليمه للسلطات القضائية في طرابلس لمحاكمته، لكنها سمحت بأن يظهر في جلسة للمحاكمة بواسطة تقنية الفيديو.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك