لا زال الخطر يحدق بحضرموت تلك المحافظة المسالمة التي لا يريد العقلاء من أبنائها الإنزلاق في الصراعات كما هو الحال في عدن وبقية المحافظات التي عمل المجلس الإنتقالي ومن خلفه الإمارات على ملشنتها من خلال دعم مليشيات خارج إطار مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية .
وبدأت القصة حينما بدأت حملة منظمة من قيادات الإنتقالي وصحفيين وكٌتاب إماراتيين يطالبون بخروج الضباط والجنود الشماليين من معسكرات حضرموت ، على الرغم من أن هؤلاء الضباط والجنود متواجدين في المعسكرات التابعة للمنطقتين العسكريتين الأولى والثانية منذ عشرات السنين وهم من ضمن قوام وتشكيلات وزارة الدفاع .
وبعد أن فشل هؤلاء بإخراج أولئك الجنود والضباط ، قاموا بإطلاق دعوات بضرورة توجه القوات العسكرية المتواجدة في المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية بحضرموت إلى جبهات القتال لمواجهة الحوثيين بدلاً عن ألوية العمالقة ، وتلك الدعوات الخبيثة ليست من أجل التخلص من الحوثيين ، ولكن من أجل الزج بالقوات العسكرية التابعة للمنطقتين وترك حضرموت لقمة سائغة لمليشيات الإنتقالي والإنقضاض عليها كما فعلت في عدن ، وهو ما ظهر جلياً من خلال البدء بالتجنيد والدعوات لحماية حضرموت .
وأعلنت ماتسمى لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام في كتلة حلف وجامع حضرموت التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، السبت، فتح باب التسجيل لتجنيد الآلاف في تشكيلات مسلحة خارج إطار مؤسسات الدولة.
ونشرت اللجنة في صفحتها على (فيسبوك) أنها بدأت توزيع الاستمارات لتجنيد 25 ألف مقاتل من أجل ماقالت: "العمل على تأمين الوادي والصحراء، والدفاع عن حضرموت من أي خطر يهدد أمنها أو يمس استقرارها"، حد وصفها.
وكان وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان، قد أعلن يوم الجمعة، في لقاءه مع ممثلين قبليين، عن بدء تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية لتجنيد 3000 من أبناء وادي حضرموت بوزارة الداخلية بالتنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة، بالإضافة إلى توجيهات الرئيس بتجنيد 7000 من أبناء حضرموت إلى الجيش عبر وزارة الدفاع في المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية.
والأربعاء، حذّرت الأحزاب والمكونات السياسية في حضرموت من الدعوات التي أطلقت لإنشاء معسكرات أمنية وعسكرية خارج إطار مؤسسات الدولة الرسمية.
وقالت الأحزاب والمكونات في بيان مشترك "نتابع بقلق بالغ الدعوات التي أطلقتها بعض المكونات مؤخراً والتي نادت إلى إنشاء معسكرات أمنية وعسكرية خارج إطار مؤسسات الدولة الرسمية بل ومناهضة لها".
واعتبرت الأحزاب تلك الدعوات بأنها "بادرة خطيرة جداً ويفتح باباً للفتنة الأهلية وسيزج بحضرموت في فوضى مسلحة لطالما تجنبتها حضرموت طيلة الفترة الماضية".
ومطلع الأسبوع الماضي، أعلن الشيخ القبلي حسن الجابري الموالي للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، أمام حشد من مؤيديه، اعتزامه فتح معسكر لتجنيد أبناء وادي حضرموت.
وقوبلت دعوات الموالين للانتقالي، برفض رسمي وشعبي وقبلي، وسط تحذيرات من محاولات لجر حضرموت إلى الفوضى وإدخالها في دوامة الصراع بعد أن ظلت بمنأى عن التوترات والصرعات السياسية والعسكرية.
وأكد محافظ حضرموت اللواء الركن فرج البحسني الأسبوع الماضي ، أن التجنيد خارج المؤسسات العسكرية والأمنية غير مقبول، مؤكدا أن ذلك خروج عن القانون والنظام والدستور.
كما عبّر البحسني عن رفضه لأي فكره تأتي من أي مكون أو حزب سياسي أو تجمّع قبلي بشأن فتح باب التجنيد غير القانوني، مؤكدًا أن قيادة السلطة ترفض تلك الأفكار ولن تسمح بقبولها في حضرموت.
من جانبه حذر الأمين العام المساعد لمرجعية حلف قبائل حضرموت الشيخ عارف علي جابر، من أن المجلس الانتقالي "يسعى لإدخال حضرموت التي ظلت بعيدة عن الصراع العسكري في دوامة الفوضى كما حدث في عدن.
وأشار جابر، في بيان له يوم الأحد الماضي، إلى أن المنطقة العسكرية الأولى هي قوة عسكرية تتبع الحكومة الشرعية، وتعمل مع التحالف العربي في مكافحة الإرهاب، وهي صمام أمان النظام الاتحادي في اليمن.
اليوم برس - يمن شباب
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك