شهد اليمن خلال عام 2022 أحداثا مهمة وتحولات معقدة، ضاعفت من تعقيدات المشهد السياسي والعسكري وزادت من قتامته، في ظل غياب أي مؤشرات على نهاية مرتقبة للحرب الدامية منذ 8 سنوات.
أبرز هذه المحطات كان إعلان الرئيس عبدربه منصور هادي نقل السلطة إلى مجلس رئاسي مؤلف من 8 أعضاء، والاتفاق على هدنة إنسانية لستة أشهر بدءا من الثاني من إبريل/ نيسان، قبل أن تفشل الأمم المتحدة التي رعتها التجديد لها لفترة إضافية بعد انتهائها في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الحالي، إضافة إلى نقل جماعة "أنصار الله" ( الحوثيين) الحرب إلى ميدان آخر، عبر شن هجمات عدة على موانئ نفطية تسيطر عليها الحكومة المعترف بها، ومنع أي عملية لتصدير النفط الخام إلى الخارج.
ورصدت "عربي21" في هذا التقرير أبرز الأحداث والمحطات التي مر بها اليمن في عام 2022:
كانون الثاني/ يناير
أعلن الحوثيون، في 3 كانون الثاني/ يناير، أنهم صادروا سفينة إماراتية قبالة مدينة الحديدة اليمنية في جنوب البحر الأحمر، قالوا إنها تحمل "معدات عسكرية دخلت المياه اليمنية بدون أي ترخيص وتمارس أعمالا عدائية".
وفي السابع من الشهر ذاته، أعلن الجيش اليمني، تمكن قوات تابعة له وألوية العمالقة المدعومة من التحالف (بقيادة السعودية) من تحرير واستعادة مدينة بيحان العليا، المركز الإداري لمديرية بيحان، غرب محافظة شبوة، بعد أسبوع من إطلاق عملية عسكرية بإسناد من التحالف لاستعادة ثلاث مديريات سيطر عليها الحوثيون في العام 2021.
وفي 17 يناير، أعلنت جماعة الحوثي، عن استهداف مطاري دبي وأبوظبي، ومنشآت "حساسة" في الإمارات بخمسة صواريخ باليستية، وعدد "كبير" من المسيرات.
فيما اعترفت إمارة أبوظبي، بانفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية، ووقوع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب مطار أبوظبي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين.
شباط/ فبراير
وفي 4 شباط/ فبراير، أعلن الجيش اليمني السيطرة على معسكر "المحصام" الاستراتيجي وفرض حصار شبه كلي على مسلحي الحوثي في مدينة حرض الحدودية مع السعودية، شمال غرب اليمن.
وفي محافظة تعز (جنوب غرب البلاد)، حققت القوات الحكومية تقدما ميدانيا، وسيطرت على عدد من المواقع في أطراف مديرية جبل حبشي الشمالية.
آذار/ مارس
في 4 آذار/ مارس، استعاد الحوثيون السيطرة على مدينة حرض الاستراتيجية بالقرب من الحدود مع السعودية.
ومنتصف الشهر ذاته، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، عن استضافة مشاورات للأطراف اليمنية في 29 آذار/ مارس الجاري، في العاصمة الرياض، بهدف إنهاء الحرب في البلاد.
وفي 19 آذار/ مارس، قتل 15 جنديا يمنيا، وأصيب عشرات آخرون، في ضربة جوية نفذتها مقاتلات تابعة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في جبهة البلق الشرقي، بمحافظة مأرب، شمال شرق البلاد.
وفي 25 آذار/ مارس، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن قواتهم استهدفت منشآت لأرامكو في مدينة جدة، ومنشآت حيوية في الرياض، بدفعة من الصواريخ المجنحة.
نيسان / إبريل
في الأول من نيسان / إبريل، أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن توافق أطراف النزاع في اليمن على هدنة لمدة شهرين، فيما رحبت الحكومة المعترف بها، وجماعة الحوثيين بذلك.
ودخلت الهدنة حيِّز التنفيذ في اليوم التالي.
وفي 7 نيسان/ إبريل، أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن تشكيل مجلس رئاسي بقيادة رشاد العليمي وعضوية 7 آخرين، مفوضا بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية ونائبه بعد مرسوم بإعفائه من منصبه.
أيار/ مايو
في 6 أيار/ مايو، أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، عن نقل عشرات الأسرى بموجب المبادرة الإنسانية المعلنة قبل أيام، إلى مدينة عدن، جنوبا، وصنعاء العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون.
وفي 31 الشهر ذاته، أقر المجلس الرئاسي اليمني، بتشكيل لجنة عسكرية وأمنية مشتركة لإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن، مكونة من 59 عضوا.
حزيران/ يونيو
في الثاني من حزيران / يونيو، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، عن موافقة أطراف الصراع على تجديد الهدنة لمدة شهرين إضافيين، لتدخل حيِّز التنفيذ عند انتهاء الهدنة التي كانت سارية في اليوم ذاته.
تموز/ يوليو
في 7 تموز/ يوليو، اتهم الفريق الحكومي اليمني المفاوض بشأن فتح طرقات تعز (جنوب غرب البلاد)، المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، في بيان، بالانحياز إلى جماعة الحوثي وأخذ المقترحات المقدمة منها بشكل كامل وترك مقترحاتنا في الفريق الحكومي، واصفا هذا الموقف من قبل غروندبرغ بأنه "غير منصف".
وفي الـ11 من الشهر ذاته، أعلن غروندبرغ، عن رفض جماعة الحوثي مقترحه الأخير بشأن فتح الطرقات من وإلى محافظة تعز، جنوب غرب البلاد.
وأواخر شهر تموز/ يوليو، أجرى رئيس المجلس الرئاسي اليمني، أول تعديل وزاري في الحكومة التي يرأسها، معين عبدالملك، شملت أربع وزارات، من بينها وزارة الدفاع.
وأطاح رئيس المجلس الرئاسي اليمني، بمحافظ محافظة حضرموت، شرق البلاد، اللواء، فرج البحسني، من منصبه، وعين مبخوت بن ماضي، بديلا عنه، بعد خلافات عاصفة بين الأول والمجلس، على خلفية قرارات أصدرها تتجاوز صلاحياته.
آب/ أغسطس
في 8 آب/ أغسطس، اندلعت معارك عنيفة بين قوات حكومية وأخرى مدعومة من دولة الإمارات في مدينة عتق، كبرى محافظة شبوة، شرق اليمن، بعد قيام الأخيرة بمهاجمة مقار وقيادات عسكرية وأمنية.
وفي 10 آب/ أغسطس، شن نائب رئيس مجلس النواب اليمني، عبدالعزيز جباري، هجوما شديدا، على المجلس الرئاسي بعد تعرض القوات الحكومية في محافظة شبوة، شرقا، لعشرات الغارات من طائرات تابعة للإمارات.
وفي 12 آب/ أغسطس، لوح حزب التجمع اليمني للإصلاح، بوقف مشاركة الحزب في كل مؤسسات الدولة، على خلفية أحداث محافظة شبوة، واستهداف القوات الحكومية بالطيران الإماراتي.
وفي 21 آب/ أغسطس، تمكنت قوات مدعومة من دولة الإمارات، من السيطرة على قطاعات نفطية في محافظة شبوة، بعد انسحاب قوات الجيش التابعة للحكومة المعترف بها منها، دون قتال.
أيلول/ سبتمبر
في الأول من أيلول/ سبتمبر، أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها الشديد إزاء استعراض عسكري نظمه الحوثيون في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، وتعده خرقا لاتفاق ستوكهولم الموقع في كانون أول/ ديسمبر 2018.
تشرين أول/ أكتوبر
وفي 2 تشرين أول/ أكتوبر، انتهت "الهدنة الأممية" في اليمن، وسط رفض جماعة الحوثي الموافقة على مقترح أممي حول تمديد الهدنة، ورفعت من سقف تهديداتها ومواقفها.
فيما وافقت الحكومة اليمنية على المقترح الذي قدمه المبعوث الأممي حول تمديد الهدنة في البلاد.
وفي الـ12 من الشهر ذاته، كشفت جماعة الحوثي، عن وصول وفد سعودي إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة منذ خريف العام 2014.
وفي 21 تشرين أول/ أكتوبر، أعلن عمدة محافظة حضرموت، شرق اليمن، مبخوت بن ماضي، عن هجوم استهدف ميناء الضبة لتصدير النفط في المحافظة بطائرتين ملغومتين، متهما جماعة الحوثي بالتورط في الهجوم.
وأكد بن ماضي على أن هجوما مماثلا بطائرتين مفخختين تعرض له ميناء النشيمة النفطي في محافظة شبوة، جنوب شرق البلاد، دون قوع أي أضرار.
فيما تبنى المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، الهجوم الذي استهدف ميناء الضبة بمحافظة حضرموت، شرق اليمن، أثناء رسو سفينة على الميناء لنقل شحنة من النفط تابع للحكومة.
وفي اليوم التالي من الهجوم على ميناء الضبة النفطي، أعلن مجلس الدفاع الوطني اليمني ( أعلى سلطة دفاعية) تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية"، ولوح بالانسحاب من كافة التزاماته ومنها اتفاقية ستوكهولم مع الجماعة ردا على هجومها على ميناءين نفطيين شرق البلاد.
تشرين ثاني/ نوفمبر
في 9 تشرين ثاني/ نوفمبر الجاري، شن الحوثيون هجوما بطائرة مسيرة على ميناء قنا التجاري في محافظة شبوة، (جنوب شرق البلاد)، فيما قال المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع إن الهجوم أفشل "محاولة لنهب النفط الخام عبر ميناء قنا المستخدم من قبل العدو للتهريب".
وفي 21 تشرين ثاني/ نوفمبر، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، عن تصدي واعتراض عدد من الطائرات المعادية التي تتبع جماعة الحوثي وقد هاجمت ميناء الضبة النفطي، للمرة الثانية خلال شهرين.
فيما أصابت إحدى الطائرات ( من دون طيار) الحوثية منصة تصدير النفط في الميناء وألحقت أضرارا مادية فيها، وفق الوزارة.
كانون الأول/ ديسمبر
وفي 2 كانون الأول/ ديسمبر، أعلن الجيش اليمني، تعرض مواقع قوات تابعة له في محافظة مأرب (شمال شرق البلاد) لهجوم من قبل مسلحي الحوثي، أسفر عن مقتل 7 عسكريين من القوات الحكومية، وفق المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية.
وفي 6 كانون الأول/ ديسمبر أيضا، نجا فريق أممي، من انفجار لغم أرضي بقافلة سيارات تابعة للبعثة التابعة للأمم المتحدة في محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن.
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر، وقع وزير الدفاع اليمني، الفريق الركن محسن الداعري، اتفاقية تعاون عسكري وأمني ومكافحة الإرهاب، مع وزير العدل الإماراتي عبدالله النعيمي، وذلك ضمن الجهود الرامية لتعزيز التنسيق العسكري والأمني بين البلدين الشقيقين، وفق وكالة "سبأ" الحكومية.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 8 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك