السلطة الفلسطينية تقرر تعليق التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي

 

أعلنت السلطة الفلسطينية تعليق التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وقالت إنه "لم يعد قائماً اعتباراً من الآن".

وجاء إعلان السلطة عقب اجتماع طارئ ترأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الخميس، عقب المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين شماليّ الضفة الغربية، وأسفرت عن تسعة شهداء وعشرين جريحاً، أربعة منهم في حالة حرجة.

وهذه هي المرة الرابعة على الأقل التي تعلن فيها السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال خلال السنوات الثماني الماضية.

وتلا الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة بيان السلطة في مقر تلفزيون فلسطين برام الله، بحضور عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، مع غياب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ.

وأكد أبو ردينة أنّ من ضمن القرارات التي اتخذتها السلطة "التوجه الفوري لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، تحت الفصل السابع، ووقف الإجراءات أحادية الجانب".

وأضاف أبو ردينة أنّ القيادة قررت التوجه بشكل عاجل للمحكمة الجنائية الدولية، لإضافة ملف المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين إلى الملفات التي قُدِّمَت سابقاً، والدعوة الفورية لقدوم لجنة التحقيق الدولية المستمرة في مجلس حقوق الإنسان، للتحقيق وإحالة مخرجاتها بشأن مسؤولية الاحتلال عن هذه المجزرة للمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن.

وقررت القيادة الفلسطينية استكمال الانضمام إلى بقية المنظمات الأممية والدولية، والتحرك على المستويات العربية والإسلامية والدولية من أجل دعم الموقف الفلسطيني. وقال أبو ردينة في البيان إنّ "الرئيس يدعو جميع القُوى الفلسطينية لاجتماعٍ طارئ، للاتفاق على رؤية وطنية شاملة ووحدة الصف لمواجهة العدوان الإسرائيلي والتصدي له". 

إدارة بايدن تدعو السلطة الفلسطينية لـ"التراجع عن خطوات الرد"

في المقابل، قالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى إن "تعليق التنسيق الأمني" مع إسرائيل رداً على الغارة الإسرائيلية على مخيم جنين "ليس الخطوة الصحيحة" في الوقت الحاضر. 

وفي إجابتها عن سؤال حول عزم السلطة الفلسطينية على تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ضد العدوان الإسرائيلي، قالت مساعدة وزير الخارجية إن مثل هذه الخطوة "لا معنى لها" الآن.

وشددت باربرا ليف، التي تحدثت اليوم في لقاء صحافي عبر الهاتف حول زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى مصر وإسرائيل والضفة بين 29 و31 الجاري؛ على ضرورة تركيز الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على "خفض التصعيد".

وقالت إن الإدارة على تواصل معهما "لحثهما" على تركيز الجهود في هذا الاتجاه، من دون الإشارة إلى العملية وسقوط 9 قتلى من الفلسطينيين فيها.

من جهتهم، شكك معلقون إسرائيليون في جدية إعلان السلطة الفلسطينية، مساء اليوم، وقف التعاون الأمني مع جيش الاحتلال.

وقال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "معاريف"، طال لفرام، إن "السلطة الفلسطينية أعلنت خلال الأعوام الماضية وقف التعاون الأمني مع إسرائيل عدة مرات، لكنها واصلت هذا التعاون بشكل سري".

وكتب لفرام اليوم الخميس، على حسابه على "تويتر"، أن المرة الوحيدة التي أوقفت فيها السلطة الفلسطينية التعاون الأمني مع إسرائيل كانت في التاسع عشر من مايو/أيار 2020، بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن خطة "صفقة القرن"، مشيراً إلى أن وقف التعاون الأمني تم استئنافه بعد تولي إدارة الرئيس جون بايدن مقاليد الحكم في واشنطن.

أما المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" يوسي يوهشوع، فقد كتب على حسابه على "تويتر" أن كلاً من إسرائيل والسلطة واصلتا التعاون بشكل سري بعدما كانت قيادة السلطة تعلن عن وقفه علناً.

وفي سياق آخر، قال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هارتس"، عاموس هارئيل، إن تصعيد الأوضاع الأمنية في أعقاب المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مخيم جنين تخدم المصالح السياسية والشخصية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وفي تعليق نشره موقع الصحيفة اليوم السبت، أوضح هارئيل أن نتنياهو، من خلال التصعيد الأمني، ينجح في صرف الأنظار عن الاحتجاجات الداخلية الآخذة بالاتساع ضد حكومته.