أفاد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، اليوم الجمعة، بأنّ حجم الكارثة في ليبيا الناتجة من انهيار سدَّين وجسور على خلفية العاصفة دانيال والأمطار الغزيرة والفيضانات التي خلّفتها، "ما زال مجهولاً".
وقال غريفيث متحدّثاً عن حجم الكارثة، في مؤتمر صحافي في جنيف: "أعتقد أنّ المشكلة بالنسبة إلينا هي في تنسيق جهودنا مع الحكومة ومع السلطات الأخرى في شرق البلاد، ثمّ اكتشاف حجم" الكارثة.
وأكد المسؤول الأممي: "لم نتوصل إلى ذلك بعد. لا نعرف ذلك". وتابع أنّ "مستوى الحاجات وعدد القتلى ما زالا مجهولَين".
وتحدّث غريفيث كذلك عن حاجة ليبيا إلى معدّات للعثور على الأشخاص المحاصرين في الوحل والمباني المتضرّرة، وكذلك إلى رعاية صحية أولية لمنع تفشّي الكوليرا بين الناجين.
وأوضح غريفيث أنّ الاحتياجات الملحة في ليبيا هي المأوى والغذاء والرعاية الطبية الأولية، من جرّاء القلق بشأن المياه النظيفة.
ولفت غريفيث كذلك إلى أنّ الفيضانات في ليبيا، التي أودت بحياة آلاف الأشخاص في أسوأ كارثة طبيعية تحلّ بها في التاريخ الحديث، أتت نتيجة تصادم "المناخ بالإمكانيات".
وأوضح أنّ "في ليبيا، حيث الوصول إلى درنة ما زال أمراً صعباً جداً... هذه مأساة تصادم فيها المناخ مع الإمكانيات".
وأعلن غريفيث، في هذا الإطار، أنّ مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أرسل فريق تنسيق لمواجهة الكوارث يضمّ 15 شخصاً نُقلوا من المغرب الذي تعرّض لزلزال في الأسبوع الماضي.
وأشار غريفيث إلى أنّ اقتراح رئيس بلدية مدينة درنة، المنكوبة من جرّاء العاصفة دانيال، إنشاء ممرّ بحري لتوصيل المساعدات قد يكون خياراً قابلا للتطبيق، لأنّ المدينة تطلّ على البحر الأبيض المتوسط.
وأردف قائلاً: "سوف تواصلون القدوم من البرّ، سوف تجدون الناس يفرّون في اتّجاه الجنوب... من درنة إلى المساعدات، بعيداً عن المدن، وبالتالي عليكم دعمهم كذلك". وتابع "لكن من المؤكد أنّ إضافة الخيار البحري أمر منطقي جداً".
وفي سياق آخر، توقّع غريفيث، في المؤتمر الصحافي نفسه الذي عقده اليوم الجمعة في جنيف، أن يطلب المغرب مساعدة أممية "اليوم أو غداً" لمساندة الناجين المتضرّرين من الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد في الأسبوع الماضي.
وصرّح غريفيث: "نتوقع ونأمل استناداً إلى محادثاتنا مع السلطات المغربية أن يرسَل طلب المساعدة اليوم أو غداً... أعني بذلك قريباً جداً".
وأوضح أنّه بعد الحصول على الضوء الأخضر من المغرب، سوف يكون بإمكان الأمم المتحدة المشاركة في مرحلة مساعدة الناجين.
وقد بلغ عدد الضحايا، من جرّاء الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز جنوب مراكش ليل الثامن إلى التاسع من سبتمبر/ أيلول الجاري 2946 قتيلاً و5674 جريحاً، بحسب الحصيلة الرسمية الأخيرة التي صدرت مساء أوّل من أمس الأربعاء.
وقال غريفيث: "أنا واثق من أنّ هذه الأرقام أدنى من العدد الفعلي، لكنّ السلطات وضعتها بتأنّ".
ولم ينتقد غريفيث عدم طلب المغرب فوراً مساعدة الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنّ "الأيام الأولى بعد كارثة مفاجئة تشهد على الدوام فوضى نسبية".
أضاف أنّ المرحلة الأولى "تركّز على البحث عن الناجين وعن الذين لم ينجوا"، في حين أن "المرحلة التالية تقضي بتقديم المساعدة للناجين وتوفير ملاجئ وغذاء ومعدّات طبية".
وتابع المسؤول الأممي: "آمل، في المغرب، أن ننتقل من مرحلة إلى أخرى".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك