كشفت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة التي تشارك فيها القاهرة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة "، عن كواليس ليلة الخميس/الجمعة التي شهدت مفاوضات مكثفة، وصفتها المصادر بـ"الصعبة"، لتمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة في القطاع، لكنها لم تنجح.
وحمّل مصدر مصري مسؤولية انهيار مفاوضات تمديد الهدنة لحكومة الاحتلال، وأضاف: "كانت ليلة مضنية من الاتصالات، فشلت فيها كافة الجهود في إقناع الجانب الإسرائيلي بالتصورات المطروحة لتمديد الهدنة، التي رأى فيها الوسطاء تجاوباً كبيراً من حماس، التي عرضت تقديم قائمة تضم فئات لم يكن متفقاً عليها مسبقاً من كبار السن ومن الرجال بشأن تبادل الأسرى، وهو ما اعتبر مرحلة استباقية".
وأوضح المصدر أنّ "اقتراح إضافة كبار سن إلى القائمة جاء بعد رفض إسرائيل قائمة أخرى قدمتها حماس تتضمن ثلاثة جثامين لطفلين ووالدتهما، مع السماح بإطلاق سراح والدهما، رغم عدم انطباق شروط المرحلة الحالية عليه، وذلك لأبعاد إنسانية حتى يتمكن من دفن أسرته التي لقيت حتفها خلال قصف إسرائيلي سابق".
وكشف المصدر أنه "خلال المفاوضات، كان هناك رفض إسرائيلي قاطع لتسلم جثامين الأسرة الإسرائيلية"، قائلاً: "بدا واضحاً أن هذا الرفض وراءه خشية من تفجر الشارع الإسرائيلي ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لأنه مجرد توقيع الكشف عليهم، والتأكد من قتلهم خلال القصف، سيؤدي إلى ثورة غضب في الجبهة الداخلية، التي طالما طالبت بتجنب المناطق التي يتوقع أن يوجد فيها أسرى".
وأرجع المصدر فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات إلى "تضمين الجثامين الثلاثة ضمن كافة المقترحة التي قدمت خلال الليلة الأخيرة من المفاوضات قبيل انهيار الهدنة"، قائلاً: "تفهم المسؤولون في حكومة الاحتلال خطورة الخطوة، وهو ما بدا واضحاً في التصريحات الرسمية الصادرة من تل أبيب، بالتشكيك في ما روّجت له حماس بشأن تلك الأسرة".
وانتهت عند الساعة السابعة من صباح اليوم الجمعة الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة من دون أن يعلن أي من الجانبين تمديدها. وأعلن جيش الاحتلال في بيان استئناف القتال زاعماً قيام الحركة بخرق الوقف العملياتي لإطلاق النار واستهدافها الأراضي الإسرائيلية.
وأكد مصدر مصري لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أن حماس أبلغت الوسطاء بأنّ القائمة التي يجرى التفاوض بشأنها لمدّ الهدنة يوماً ثامناً هي آخر الأعداد المتاحة تحت أيدي المقاومة، وأنها ستكون بحاجة لوقت إضافي لإجراء اتصالات مع فصائل أخرى بشأن وجود أسرى لدى هذه الفصائل، إذا كانت حكومة الاحتلال ترغب في إطلاق سراح هؤلاء.
وبدأت الهدنة المؤقتة في غزة لمدة أربعة أيام صباح يوم الجمعة الماضي، قبل أن يُعلن تمديدها مرتين، وقامت حركة حماس بموجب الهدنة بإطلاق عدد من المحتجزين لديها، فيما أفرج الاحتلال عن عشرات الأسرى من النساء والأطفال من سجونه.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك