يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطاً من جهات داخل حكومته إلى جانب تهديدات بالانسحاب منها، في ظل سحب معظم القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، والتقارير بشأن احتمال التوصّل إلى صفقة مع حركة حماس، إذ قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اليوم الاثنين، "إذا قرر نتنياهو إنهاء الحرب دون شن هجوم واسع النطاق على رفح من أجل هزيمة حماس، فلن يكون لديه تفويض لمواصلة منصبه رئيساً للوزراء".
من جهته، دعا وزير المالية رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، جميع أعضاء الكنيست والوزراء في حزبه، إلى "مشاورات عاجلة" اليوم، "على خلفية التقارير، حول تقدّم في المفاوضات الجارية في القاهرة من أجل التوصّل إلى صفقة، في ظل سحب قوات إسرائيلية من غزة". وتأتي الجلسة بهدف بحث الموقف من التطوّرات في الوقت الذي تزداد فيه الانتقادات من أحزاب في حكومة اليمين بشأن مستقبل الحرب.
ونقل موقع واينت العبري عن مسؤولين في أحزاب الائتلاف الحاكم أن هناك شعوراً بأن نتنياهو يخمد الحرب، ولا ينوي الوفاء بتعهداته في "القضاء على حماس" وتحقيق "النصر المطلق". وقال أحد المسؤولين: "أتمنى أن يدرك نتنياهو بأنه بدون رفح لن يكون رئيساً للحكومة"، وهو الموقف الذي يلتقي مع موقف بن غفير.
من جانبه، قال الوزير عميحاي إلياهو للموقع: "لا يمكننا الخروج من رفح قبل القضاء على حماس. نحن مستعدون للقبول بتسويات صغيرة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، ولكن لن نخرج من الحرب دون إخضاع حماس وهذا أمر واضح".
ويعتقد إلياهو، بأنه يمكن تحقيق النصر المطلق. وبخلاف مسؤولين سياسيين لا يرغبون في تعجيل استقالة كبار المسؤولين في الجيش على خلفية هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكي لا يتحول ضغط الجماهير عليهم وحدهم، يرى إلياهو أن كبار قادة الجيش يجب أن يستقيلوا فوراً، وقال "توقّعت أن يفعلوا ذلك بأنفسهم، فهم أخفقوا وجلبوا لنا الموت وجلبوا علينا كارثة"، لكنه لم يشر إلى أي مسؤولية على الحكومة نفسها، ومع هذا قال "أنا لا أخشى إجراء انتخابات، ويجب العودة إلى الجمهور، ولكن ليس خلال الحرب. عندما تنتهي الحرب يمكننا مناقشة ذلك".
من جانب آخر ورداً على تهديدات بن غفير وسموتريتش، قال رئيس المعارضة يئير لبيد إن حزب يش عتيد (هناك مستقبل) الذي يرأسه، مستعد لتوفير شبكة أمان كاملة لنتنياهو في سبيل التوصّل إلى صفقة مع حركة حماس تعيد المحتجزين الإسرائيليين.
يذكر أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لطالما وظّف مثل هذه الضغوط من شركائه في الائتلاف الحاكم من أجل التهرب من الكثير من المسؤوليات والقرارات، حتى برفض مطالب من قبل الإدارة الأميركية أو الضغوط الدولية، وإظهار أن بعض القرارات تهدد تماسك حكومته، خاصة تلك المتعلقة بالحرب على غزة، أو بالتطورات في الضفة الغربية، بما في ذلك البؤر الاستيطانية والتوسّع الاستيطاني وغيرها من القضايا.
وسحب جيش الاحتلال، أمس الأحد، الفرقة 98 من مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، بعد أشهر من المعارك الضارية مع المقاومة الفلسطينية. وبعد مرور ستة أشهر على حرب الإبادة، بقي في القطاع جنود من لواء "ناحال" يتمركزون في الممر الذي يقسم القطاع إلى قسمين، وتمنع إسرائيل من خلاله أيضاً عودة سكان غزة من الجنوب إلى الشمال.
وأعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي تنظيم صفوفه من جديد من خلال نشر قواته حول القطاع، بعد إنشائه منطقة أمنية عازلة جديدة في الأشهر الأخيرة، أو ما يُسمى بالشريط الأمني، على حساب أراضي القطاع التي احتلها.
ورغم سحب معظم قواتها، لم تعلن دولة الاحتلال الإسرائيلي نيّتها التراجع عن القيام بعملية عسكرية في رفح رغم الضغوط الدولية الممارسة عليها، ما يعني أن العملية قائمة في الخطط العسكرية، حتى لو لم يكن الموعد معلناً.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن جيش الاحتلال سيعتمد في المرحلة المقبلة على القيام بعمليات مداهمة لمناطق مختلفة داخل القطاع، بناء على معلومات استخبارية، وأن اخراج القوات قد يشكّل فرصة للاستراحة وشحن طاقتها من جديد استعداداً لعملية في رفح، خاصة في ظل إرهاق الجنود. كما يقلل سحب القوات من تعرض الجنود للخطر، في ظل مراوحة الجيش مكانه وعدم تقدّمه في المعارك.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك