ترامب يقيل رئيس الأركان الأميركي تمهيداً لتغييرات واسعة بقيادة الجيش

 

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقالة الجنرال سي كيو براون من رئاسة هيئة الأركان المشتركة، وأضاف في منشور على منصته تروث سوشال "Truth Social"، اليوم السبت، أنه سيعين مكانه اللفتنانت جنرال المتقاعد دان رازين كين، وأشار ترامب في منشوره إلى أنه سيجري قريباً تعديلات على خمسة مناصب رفيعة في قيادة الجيش الأميركي.

وقال ترامب في منشوره بحسب شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية: "أود أن أشكر الجنرال براون على خدمته بلدنا أكثر من 40 عاماً، بما في ذلك رئيساً لهيئة الأركان المشتركة الحالية"، مضيفاً: "يشرفني أن أعلن أنني أرشح الجنرال دان رازين كين من القوات الجوية ليكون رئيس هيئة الأركان المشتركة القادم"، ووصف كين بأنه "طيار ماهر وخبير في الأمن القومي ورجل أعمال ناجح ومقاتل يتمتع بخبرة كبيرة بين الوكالات والعمليات الخاصة". ويعتبر منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة هو المنصب العسكري الأعلى في القوات المسلحة الأميركية والمستشار العسكري الأول لرئيس الولايات المتحدة ولمجلس الأمن القومي الأميركي ومجلس الأمن الداخلي ولوزارة الدفاع الأميركية.

وقال ترامب في منشوره إن كين لعب دوراً بارزاً في القضاء على تنظيم "داعش" في ولايته الأولى، معتبراً أنه استطاع فعل ذلك في زمن قياسي بينما كان بقية القادة العسكريين الأميركيين يقولون إنهم يحتاجون لسنوات: "تم ذلك في وقت قياسي في غضون أسابيع. قال العديد من عباقرة الجيش المزعومين إن هزيمة داعش ستستغرق سنوات. أما الجنرال كين فقال إنه يمكن القيام بذلك بسرعة، وقد أوفى بوعده"، مضيفاً: "إلى جانب وزير الدفاع بيت هيغسيث، سيعمل الجنرال كين وجيشنا على استعادة السلام من خلال القوة، ووضع أميركا أولاً، وإعادة بناء جيشنا". وأشار ترامب في منشوره إلى أنه وجه هيغسيث "لطلب ترشيحات لخمسة مناصب إضافية رفيعة المستوى، وسيُعلَن عنها قريباً".

وعمل براون بصفته رئيساً لهيئة الأركان المشتركة مستشاراً عسكرياً كبيراً للرئيس، وتولى هذا المنصب مدة أربع سنوات، في أكتوبر/تشرين الأول 2023. واللافت أن ترامب هو من رشح براون ليكون أول رئيس أركان أسود للقوات الجوية في أوائل عام 2020، وبالرغم من ذلك، تلقى انتقادات من هيغسيث في الفترة التي سبقت تأكيده وزيراً للدفاع، وقال في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في حوار مع برنامج "شون رايان شو": "أولاً وقبل كل شيء، يجب طرد رئيس هيئة الأركان المشتركة". وأضاف: "لكن أي جنرال كان متورطاً في برامج التنوع والمساواة والشمول يجب أن يرحل".

وكانت شبكة "سي أن أن" قالت، أول من أمس الخميس، نقلاً عن مصدرين مطلعين، إن هيغسيث ربما يستعد لإقالة أكثر من نصف الجنرالات والضباط، وذلك من ضمن الجهود الرامية إلى "تطهير" الوزارة من كبار القادة الذين يُنظر إليهم أنهم إما سياسيون للغاية أو قريبون للغاية من وزير الدفاع السابق لويد أوستن. وأضافت الشبكة الإخبارية الأميركية أن قائمة لأولئك الذين يمكن فصلهم جرت مشاركتها مؤخراً مع مشرعين جمهوريين، ما يشير إلى أن عمليات الفصل قد تكون وشيكة.

وقالت رويترز إن القرار سيؤدي إلى حالة من الاضطرابات في وزارة الدفاع الأميركية التي تستعد بالفعل لإقالة موظفين مدنيين وإجراء إصلاحات جذرية في ميزانيتها، بالإضافة إلى تغيير في عمليات نشر القوات العسكرية الأميركية في ظل سياسة ترامب الخارجية أميركا أولاً.