القمة العربية تتبنى الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة... ومؤتمر دولي في القاهرة قريباً ( نص البيان)

 
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيان الختامي للقمة العربية التي انعقدت في القاهرة مساء امس الثلاثاء إن القمة تبنت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة. وتهدف الخطة إلى توفير بديل في مواجهة ما طرحه الرئيس دونالد ترامب لإقامة "ريفييرا الشرق الأوسط" في غزة من خلال تقديم خطط لإعادة إعمار القطاع المدمر دون تهجير سكانه.
وأدان البيان الختامي للقمة العربية التي انعقدت في القاهرة، الثلاثاء، قرار الحكومة الإسرائيلية وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وغلق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة، مؤكداً أن الإجراءات الإسرائيلية تمثل انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وجدد البيان رفض استخدام إسرائيل الحصار وتجويع المدنيين سلاحاً لمحاولة تحقيق أغراض سياسية، مشدداً على ضرورة التزامها بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ورفض الدول العربية محاولات تغيير التركيبة السكانية في الأراضي الفلسطينية. وجدد قادة الدول العربية التأكيد بأن خيارهم الاستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل، الذي يلبي جميع حقوق الشعب الفلسطيني، خصوصاً حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني على أساس حل الدولتين، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، بما يضمن الأمن لجميع شعوب ودول المنطقة، بما في ذلك إسرائيل.
وشدد البيان على ضرورة الاستناد إلى مبادرة السلام العربية للعام 2002، التي تعبر بثبات ووضوح التزام الدول العربية بحل جميع أسباب النزاع والصراعات في المنطقة لإحلال السلام والتعايش المشترك، وإقامة علاقات طبيعية قائمة على التعاون بين جميع دولها، ورفض جميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية.
ودعا القادة العرب إلى تكثيف التعاون مع القوى الدولية والإقليمية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، وإنهاء كافة الصراعات بالشرق الأوسط، مع تأكيد الاستعداد للانخراط الفوري مع الإدارة الأميركية، وجميع الشركاء في المجتمع الدولي، لاستئناف مفاوضات السلام بغية التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية.
وأشار البيان إلى أهمية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، حتى تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإقامة الدولة الفلسطينية.
وجدد البيان الموقف العربي الواضح برفض أي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو داخلها، وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر أو دعاوي، باعتبار ذلك انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي، وجريمة ضد الإنسانية، وتطهيراً عرقياً، وكذلك إدانة سياسات التجويع والأرض المحروقة الهادفة إلى إجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه.
وشدد البيان على ضرورة التزام إسرائيل، بوصفها القوة القائمة بالاحتلال، بقرارات الشرعية الدولية، مع التحذير من تداعيات محاولات تهجير الشعب الفلسطيني، أو ضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، التي من شأنها أن تدخل المنطقة في مرحلة جديدة من الصراعات، وتقويض فرص الاستقرار، وتوسيع رقعة الصراع ليمتد إلى دول أخرى بالمنطقة، بما يعد تهديداً واضحاً لأسس السلام، وينسف آفاقه المستقبلية، ويقضي على طموح التعايش المشترك بين شعوب المنطقة.
واعتمدت القمة العربية الخطة المقدمة من مصر، بالتنسيق الكامل مع فلسطين والدول العربية، واستناداً إلى الدراسات التي أجريت من قبل البنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، باعتبارها خطة عربية جامعة، والعمل على تقديم كافة أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي لتنفيذها، وحث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم لها.

وأفاد البيان بأن الأولوية القصوى هي لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار إلى مرحلتيه الثانية والثالثة، والتزام كل طرف بتعهداته، خاصة الطرف الإسرائيلي، بما يؤدي إلى وقف دائم للعدوان على غزة، وانسحاب إسرائيل بشكل كامل من القطاع، بما في ذلك من محور "فيلادلفيا"، وضمان النفاذ الآمن والكافي والآني للمساعدات الإنسانية والإيوائية والطبية، وتوزيع المساعدات بجميع أنحاء القطاع، وتسهيل عودة الأهالي إلى مناطقهم وديارهم.
دعوة لمؤتمر دولي بالقاهرة في أقرب وقت
ورحبت القمة بعقد مؤتمر دولي في القاهرة، في أقرب وقت، للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة، وحث المجتمع الدولي على المشاركة فيه للتسريع في تأهيل القطاع وإعادة إعماره بعد الدمار الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي، والعمل على إنشاء صندوق ائتماني يتولى تلقي التعهدات المالية من الدول ومؤسسات التمويل المانحة، بغرض تنفيذ مشروعات التعافي وإعادة الإعمار.
ودعا البيان اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة إلى إجراء الاتصالات، وتنظيم الزيارات اللازمة للعواصم الدولية من أجل شرح الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، والتعبير عن الموقف المتمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء على أرضه وحقه في تقرير مصيره، وتكليف وزراء الخارجية العرب والأمين العام للجامعة بسرعة التحرك على المستوى الدولي، لا سيما بالأمم المتحدة ومع الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، في إطار بحث التحركات والإجراءات التي يمكن اتخاذها في مواجهة المحاولات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وحشد الضغوط الدولية لفرض انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، بما فيها في سورية ولبنان.
ورحب القادة العرب بالقرار الفلسطيني تشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، من كفاءات من أبناء القطاع لفترة انتقالية، بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية للعودة إلى غزة، تجسيداً للوحدة السياسية والجغرافية للأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك الطرح المقدم من المملكة الأردنية ومصر لتأهيل وتدريب كوادر الشرطة الفلسطينية لضمان قدرتها على أداء مهامها في حفظ الأمن في القطاع على الوجه الأكمل.
وذكر البيان أن ملف الأمن هو مسؤولية فلسطينية خالصة، ويتعين أن يدار من قبل المؤسسات الفلسطينية الشرعية وحدها، وفقاً لمبدأ القانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد، وبدعم كامل من المجتمع الدولي، مع دعوة مجلس الأمن إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام بهدف تحقيق الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وطالب البيان بوقف العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية، والاستيطان والفصل العنصري وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتدمير البنى التحتية، والاقتحامات العسكرية للمدن الفلسطينية، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة، مديناً محاولات تهجير الفلسطينيين داخلياً من مخيمات ومدن الضفة الغربية أو ضم أجزاء منها تحت أي مسمى أو ذريعة، الأمر الذي يهدد بتفجير الموقف برمته بشكل غير مسبوق، ويزيد الوضع الإقليمي اشتعالاً وتعقيداً.
كما أشار إلى الدور الحيوي الذي لا بديل عنه لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وولايتها الممنوحة لها بموجب قرار الأمم المتحدة بإنشائها في مناطق عملياتها الخمس، وبالأخص في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، ودعوة المجتمع الدولي والدول المحبة للسلام إلى تقديم الدعم السياسي والقانوني والمالي للوكالة لضمان استمرارها في أداء مهامها، ومطالبة الأمم المتحدة باتخاذ موقف حازم إزاء تعطيل دور إحدى وكالاتها المتخصصة عن ممارسة مسؤولياتها وواجباتها الإنسانية.
ودعا البيان إلى التعاون مع الأمم المتحدة لإنشاء صندوق دولي لرعاية أيتام غزة، من ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذين يناهز عددهم نحو 40 ألف طفل، وتقديم العون وتركيب الأطراف الصناعية للآلاف من المصابين الأطفال الذين فقدوا أطرافهم، وتشجيع الدول والمنظمات على طرح مبادرات ذات صلة أسوة بمبادرة "استعادة الأمل" الأردنية لدعم مبتوري الأطراف في قطاع غزة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< رئيس مجلس القيادة يبحث والرئيس السيسي العلاقات الثنائية والتطورات الوطنية والاقليمية
< العليمي يلتقي الرئيس السوري " الشرع " ( صور)
< الكرملين يعلق على بتجميد مساعدات واشنطن لكييف
< إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول كبير في حزب الله
< بالتزامن مع بدء سريان التصنيف كمنظمة إرهابية .. واشنطن تدرج ناطق الحوثيين ورئيس مجلسهم السياسي ضمن قائمة الإرهاب
< سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي في صنعاء وعدن لليوم الثلاثاء
< ما وراء موقف الجزائر بشأن القمة العربية الطارئة في مصر

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: