الشيباني: رفع العقوبات يعبّر عن إرادة إقليمية ودولية لدعم سورية

 
اعتبر وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، الثلاثاء، أن قرار رفع العقوبات يعبّر عن "إرادة إقليمية ودولية" لدعم سورية، بعيد تأكيد دبلوماسيين مَنْح الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر لرفع كل العقوبات الاقتصادية المفروضة منذ اندلاع النزاع. وقال الشيباني خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في دمشق: "إزالة العقوبات تعبر عن الإرادة الإقليمية والدولية لدعم سورية"، مؤكداً أن لدى "الشعب السوري اليوم فرصة تاريخية ومهة جداً لإعادة بناء بلده". وأفاد الشيباني: "توجّنا جهودنا الدبلوماسية برفع العقوبات الأوروبية، بعد أيام من رفع العقوبات الأميركية"، مشيراً إلى أن رفع العقوبات سيحدث أثراً إيجابياً على البلاد، و"سيفسح المجال لشراكات أكبر بالتنسيق مع الجانب الأردني".
وفي السياق، وحول العلاقات مع الأردن، قال وزير الخارجية السوري: "وقّعنا اتفاقية لإحداث مجلس تنسيقي أعلى لتعزيز العمل المشترك بما يخدم مصالح بلدينا"، لافتاً إلى "تهديدات أمنية مشتركة تواجه سورية والأردن"، وأن العلاقات مع الأردن تبشر "بازدهار مقبل".
إلى ذلك، قال الشيباني: "نركز مع الجانب الأردني على ترجمة العلاقة المتميزة بين البلدين إلى عقود واتفاقيات وشراكات يستفيد منها الشعبان السوري والأردني"، مشيراً إلى وجود "تنسيق كامل مع الأردن لتعزيز الروابط بين المنطقة وبين شركائها في الدول الأوروبية والأميركية".
من جانبه، قال الصفدي إن سورية "تمر بمرحلة تاريخية، والأردن سيكون لها السند والداعم حتى تصل إلى بناء سورية الحرة السيدة المستقرة الآمنة لكل مواطنيها، والتي يشكل استقرارها ركيزة لاستقرار المنطقة برمتها". وأضاف الصفدي: "ما يهدد أمن واستقرار سورية يهدد أمن الأردن واستقراره، ونسعى إلى تعزيز التعاون في مواجهة التحديات المشتركة".
وحول الاعتداءات الإسرائيلية شدّد الشيباني على أنها "لا تهدد سورية فقط بل جميع المنطقة، وتمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، ومنذ اليوم الأول قلنا نريد سورية مستقرة، فالشعب السوري تعب من الحروب"، بينما أشار الصفدي إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب سورية هي اعتداء على الأردن، واستقرار سورية يتطلب وقف كل التدخلات الخارجية في شؤونها.

وأكد الوزير الأردني أن "سورية بوابة الأردن إلى أوروبا"، مشيراً إلى مشاريع مرتقبة "تؤسس لعلاقات تعود بالنفع على المنطقة"، محذراً من أن "إسرائيل تريد الفرقة والانقسام حتى تُبقي سورية في حالة فوضى"، واصفاً ذلك بأنه "خطر على السلم والأمن في المنطقة".
وبدأ الصفدي اليوم الثلاثاء، زيارة عمل إلى دمشق، يترأس خلالها وفدا وزاريا يضم كلا من وزير المياه والري رائد أبو السعود، ووزير الصناعة والتجارة والتموين يعرب القضاة، ووزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، ووزيرة النقل وسام التهتموني. وبحسب ما ذكر بيان للخارجية الأردنية في وقت سابق، سيعقد الوزراء مباحثات موسّعة مع نظرائهم السوريين، وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، ووزير الاقتصاد والصناعة محمد الشعار، ووزير الطاقة محمد البشير، ووزير النقل يعرب بدر. وقرر مجلس الوزراء الأردني، الأحد الماضي، الموافقة على الإطار العام لإنشاء مجلس للتنسيق الأعلى بين المملكة وسورية. وجاء القرار للتوافق على أجندة عمل مشتركة بين البلدين، وتعزيز "التعاون الأخوي" بينهما في العديد من المجالات، خصوصاً الأساسية منها كالتجارة والنقل والطاقة والصحة، والتوسع لاحقاً إلى بقية المجالات. ويضم المجلس في عضويته وزراء الطاقة والصحة والصناعة والتجارة والنقل والزراعة والمياه وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والتعليم والسياحة.
ويجتمع المجلس بالتناوب في كل من البلدين، على أن يكون الاجتماع الأول في الأردن، ويعقد دوراته مرة كل ستة أشهر، ويجوز له عقد دورة استثنائية في أي وقت يتفق عليه الطرفان إذا دعت الحاجة لذلك. وأجرى الصفدي في 12 مايو/أيار الجاري، محادثات مع نظيريه التركي هاكان فيدان، والسوري أسعد الشيباني خلال اجتماع ثلاثي استضافته تركيا، وبحث آليات التعاون لدعم الجمهورية العربية السورية في جهودها لإعادة البناء والتصدي للتحديات التي تهدد مسيرتها وأمنها واستقرارها وسيادتها. وأكد الوزراء، خلال الاجتماع، أهمية مأسسة التعاون بين الدول الثلاث في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية وضرورته لدعم سورية في إعادة البناء على الأسس التي تضمن وحدتها وأمنها وسيادتها وسلامة مواطنيها.
وعلى هامش اللقاء الثلاثي، أجرى الصفدي اجتماعًا مع الشيباني بحث الخطوات التي سيتخذها البلدان لتعميق التعاون ومواجهة التحديات المشتركة. واتفق الصفدي والشيباني على عقد اجتماع موسع يحضره الوزراء المعنيون لبحث التعاون في القطاعات المختلفة، تفعيلًا لمجلس التنسيق الأعلى الذي كانا اتفقا على إنشائه خلال لقائهما في دمشق الشهر الماضي.
كما بحث الوزراء التعاون القائم لمواجهة خطر تهريب المخدرات والسلاح ومواجهة الإرهاب. وفي مؤتمر صحافي بعد اللقاء الثلاثي، أكد الصفدي أن المحادثات خلال الاجتماع "عكست موقفنا الموحّد في دعم  السوريين". وأضاف: "دعمنا لسورية مطلق، وقوفنا إلى جانب سورية في مواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها مطلق، واستقرار سورية هو ركيزة لاستقرار منطقتنا، وحصول الشعب السوري الشقيق على حقه في الحياة الآمنة الكريمة بعد سنوات من المعاناة أولوية بالنسبة لنا". وشدد على أن المملكة لن تدخر جهدًا في دعم سورية.
وقال الصفدي إن الاجتماع بحث خطوات عملية لدعم سورية وللمساعدة في تفعيل المؤسسات، وبناء القدرات، وبناء علاقات اقتصادية تجارية استثمارية تنعكس خيرًا على الجميع. وتابع: "صحيح أن ثمة تحديات في سورية، لكن ثمة فرصاً كبيرة أيضًا، وكلما عملنا معًا ونسقنا مواقفنا، استطعنا أن ندفع باتجاه الإفادة من هذه الفرص بما ينعكس خيرًا على سورية وعلى شعبها". وأكد الصفدي أن التحديات الأكبر هي التي تستهدف أمن سورية واستقرارها من الخارج، وفي مقدمة هذه التحديات العدوان الإسرائيلي المتجدد، ومحاولة إسرائيل التدخل في الشؤون السورية وبث الفرقة والفتنة والانقسام.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< الخدمة المدنية بصنعاء تعلن الخميس إجازة رسمية
< محافظ تعز يزور قيادة المحور ويؤكد على دعم الجيش الوطني
< الحوثيون يعلنون عن أهداف جديدة في إسرائيل ( بيان)
< سلطات الاحتلال تدخل 9 شاحنات مساعدات إلى قطاع غزة
< هل ينهي التطبيع السوري الأمريكي مستقبل قوات " قسد"
< منظمة حقوقية تدين قرار حظر التظاهرات في عدن وتطالب بمحاسبة مطلقي النار على المحتجين
< شاب يقتل والده المُسن في إحدى مناطق محافظة إب

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: