تقرير أميركي: هل يصمد الحوثيون إذا قطعت إيران علاقاتها بهم؟

 
نشر "منتدى مراقب الشرق الأوسط" الأمريكي، عبر معهد أمريكان إنتربرايز، مقال رأي يتناول سيناريو محتملاً لفك الارتباط الإيراني بجماعة الحوثي بعد الضربات التي تلقها محور إيران.
وتساءل كاتب المقال مايكل روبين: هل سيصمد الحوثيون إذا قطعت طهران علاقاتها بهم؟ وهل يمكن أن يؤدي تراجع الدعم الإيراني إلى اختفاء الحوثيين من المشهد؟ الإجابة، وفقًا للكاتب، ليست بهذه البساطة.
الحوثيون، كما يصفهم المقال، جماعة قبلية شيعية زيدية، خرجت من جبال صعدة في شمال اليمن لتسيطر على العاصمة صنعاء ومناطق شاسعة من شمال البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.
لم تبنِ الجماعة سلطتها على قاعدة شعبية أو شرعية سياسية، بل فرضتها بقوة السلاح، معتمدة على تهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة والمنطقة الحرة في "المزيونة" القريبة من الحدود العمانية.
وأشار الكاتب إلى أن الجماعة تقوم باستغلال المساعدات الدولية الواردة عبر ميناء الحديدة، وتحويلها إلى وسيلة للمحسوبية ومكافأة المقاتلين، بينما يجري تجويع المدنيين ووصمهم بالخيانة.
استنزاف طهران.. وتقليص الأولويات
وقال الكاتب إن استثمار الجمهورية الإسلامية في الحوثيين باهظ التكلفة. شحنات الأسلحة والخدمات اللوجستية تُكلّف النظام أموالاً لم يعد يملكها. تخلى المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري الإسلامي عن حليفه القديم بشار الأسد. يُكافحون للدفاع عن حزب الله، ولا يستطيعون فعل الكثير لوقف عمليات إسرائيل ضد حماس.
وأضاف، وبما أن النظام الإيراني مُضطرٌ للاهتمام بأمنه الداخلي، فمن المرجح أن يواجه الحوثيون انخفاضاً في المساعدات الإيرانية، إن لم يكن انقطاعاً تاماً.
وتابع: "إذا لم يتمكنوا من العيش على المساعدات الإيرانية وكانت قدرتهم على تحصيل الضرائب أو الرسوم الجمركية محدودة، خاصة إذا فقدوا السيطرة على الحديدة، فماذا ينتظر الحوثيون بعد ذلك؟

يرى المقال أنه من قبيل التمني الاعتقاد أن الحوثيين سيختفون بمجرد توقف إيران عن تمويلهم. فالجماعة، التي يشبهها الكاتب بـ"عصابة إجرامية"، لن تتورع عن إيجاد مصادر بديلة للدخل بأي وسيلة كانت، من أجل دفع رواتب مقاتليها وتمويل أنشطتها.
حتى العصابات تحتاج إلى المال، يقول الكاتب، وقد تتخفى تحت غطاء سلطات محلية، لكنها ستبقى في جوهرها جماعة قائمة على الجريمة والابتزاز. وربما تأمل إدارة ترامب أن يؤدي تراجع القوة الإيرانية إلى استقرار المنطقة، ولكن الحوثيين لن يختفوا ببساطة؛ بل سوف يسعون إلى إيجاد طرق أخرى لملء خزائنهم.
نموذج الصومال.. قرصنة جديدة على الأبواب؟
يحذر التقرير من أن الحوثيين قد يتجهون إلى النموذج الصومالي كخيار للبقاء. فكما تحولت مجموعات صيد فقيرة في الصومال إلى قرصنة بحرية بعد انهيار الدولة واستنزاف الثروة السمكية، قد يلجأ الحوثيون إلى قرصنة السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وخليج عدن.
ويتوقع المقال أن تتحول موانئ الصيد الصغيرة شمال الحديدة إلى قواعد بحرية للقرصنة، تهدد حركة الملاحة الدولية.
لا يكتفي المقال بالتحذير من القرصنة، بل يتوقع أن ينخرط الحوثيون في تجارة المخدرات على غرار حزب الله، الذي موّل عملياته عبر شبكات تهريب الهيروين والكوكايين إلى أوروبا والشرق الأوسط.
ووفقًا للمقال، قد يستفيد الحوثيون من الشبكات التي بناها حزب الله في أفريقيا والخلايا الشيعية النشطة لتهريب المخدرات إلى السعودية أو عبر الطرق التقليدية إلى البحر الأبيض المتوسط.
هل يستعد العالم لمرحلة ما بعد إيران؟
يخلص المقال إلى أن على الولايات المتحدة وأوروبا ألا تكتفيا بالابتهاج باحتمال خسارة الحوثيين لداعمهم الإيراني، بل عليهما الاستعداد لسيناريو أكثر تعقيدًا، فالمعضلة ليست فقط في النفوذ الإيراني، بل في البنية الإجرامية التي تأسست عليها الجماعة الحوثية.
فالجماعات المسلحة المرنة، كالكارتلات والعصابات، قادرة على التكيّف مع التحولات، وتجد دائمًا وسائل جديدة لتأمين مواردها. والتحدي الآن يكمن في منع الحوثيين من التحول إلى نسخة يمنية من "القراصنة الصوماليين" أو "كارتلات المخدرات اللبنانية".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< ماذا يعني تهديد إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي؟
< عدن : مجلس الوزراء يقف امام الأوضاع الاقتصادية والخدمية ويتخذ عدد من القرارات
< الخدمة المدنية تعلن غداً الخميس إجازة رسمية
< إيران تحدد موعد تشييع جنازة قادة وعلماء قتلتهم إسرائيل
< ترامب: محونا منشآت إيران واتفاق غزة قريب جداً
< صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي في صنعاء وعدن لليوم الأربعاء
< مصلحة الهجرة والجوازات تدشّن نظام التأشيرة الإلكترونية

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: