سلّطت صحيفة التلغراف البريطانية الضوء على تجدد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ووصفت ذلك بأنه تطور مقلق يعكس تحولاً تكتيكياً قد يفرض على الولايات المتحدة تحريك حاملات طائراتها من جديد، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
وفي مقال تحليلي للخبير العسكري البريطاني، توم شارب، اعتبر أن "سيطرة الإرهابيين على نقطة اختناق شحن رئيسية في العالم لا يمكن أن تكون خبراً ساراً"، مشيراً إلى أن الحوثيين لم يتوقفوا فعليًا عن تهديد الملاحة الدولية منذ أكتوبر 2023، حيث نفذوا أكثر من 130 هجوماً على السفن، تسببت في إتلاف 44 سفينة وإغراق اثنتين، في ما وصفه بـ"حملة عشوائية" رغم مزاعم الحوثيين بأنها موجهة لمعاقبة إسرائيل وحلفائها بسبب حرب غزة.
ويحذر شارب من أن هذه الهجمات قد لا تكون مجرد جولة دعائية، بل ربما جزء من خطة أوسع تهدف إلى تشتيت القوات الأمريكية في المنطقة، في تمهيد محتمل لأي تصعيد إيراني في مضيق هرمز. وأضاف: "لو كانت إيران تخطط لإغلاق المضيق أو التدخل فيه، لكانت بدأت على هذا النحو".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحتفظ حالياً بحاملتي طائرات في خليج عُمان: "يو إس إس كارل فينسون" و"يو إس إس نيميتز"، ويرى أن التصعيد الحوثي المدفوع - أو الموجه - من طهران قد يدفع واشنطن إلى سحب إحدى هاتين الحاملتين غرباً لتغطية التهديد المتجدد، وربما استئناف الضربات الأمريكية التي توقفت منذ مايو الماضي.
وحذر الكاتب من أن تقليص عدد حاملات الطائرات الأمريكية في الخليج، قد يمنح إيران مساحة أكبر للمناورة، خصوصاً في ظل قرب انتهاء مهمة "فنسون"، وكون "نيميتز" مُعارة من قيادة المحيط الهادئ. ولفت إلى وجود حاملة الطائرات "جيرالد آر فورد" حالياً في المحيط الأطلسي، والتي قد تُسحب إلى البحر الأحمر أو المتوسط لتعزيز الحضور الأمريكي.
واختتم شارب مقاله بالقول: "سواءً كان هذا بداية حملة إيرانية جديدة، أو مجرد محاولة من الحوثيين لجذب الانتباه، فإن النتيجة واحدة: منظمة إرهابية تُحكم قبضتها على أحد أهم طرق الشحن في العالم، وهذا لا يُبشر بالخير".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك