انتقد عضو الكتلة البرلمانية لحزب التجمع اليمني للإصلاح النائب علي عشال، تصريحات القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي عمرو البيض، الذي زعم أن نشاط الإصلاح في حضرموت تمثل "تدخلاً أجنبياً في الشأن الجنوبي".
واعتبر عشال تصريحات البيض، بأنها "نزق سياسي" وتعكس "نزعة إقصائية متعالية" لا تختلف عن العقلية الإقصائية التي الحوثيون في صنعاء، حين جرّفت الحياة السياسية، وصادرت الحريات، واحتكرت الحقيقة والرأي والقرار.
وقال عشال في تعليق على منشور البيض: "ما نراه اليوم من بعض الأصوات داخل المجلس الانتقالي الجنوبي ليس مجرد اختلاف في الرأي أو تباين في المواقف، بل هو تعبير عن حالة من النزق السياسي الذي يضرب بجذوره في عمق الأزمة، حين تتحول السياسة من فن إدارة التنوع إلى نزعة إقصائية متعالية".
وأضاف في منشور على صفحته بالفيسبوك: "فبدلًا من بناء جسور الشراكة، يختار البعض أن يقيم الأسوار، وأن يضع نفسه في موقع الوصي على الآخرين، ناسيًا أن الجنوب، بتاريخه وتضحياته، ليس حكرًا على أحد، ولا يُختزل في مكوّن أو تيار بعينه".
وأوضح عشال أن هذا الخطاب المتعالي، الذي يطل علينا بين الحين والآخر، يعكس ازدواجًا واضحًا في الموقف: يريد أصحابه أن يكونوا جزءًا من الدولة، وفي الوقت ذاته لا يؤمنون بمؤسساتها، ولا يحترمون مرجعياتها، ويشككون في كل ما لا يتوافق مع رؤيتهم. مضيفاً: "إنها حالة من الفصام السياسي، لا يمكن أن تنتج مشروعًا وطنيًا جامعًا، بل تزرع بذور الفرقة، وتغذي نزعات الانقسام التي طالما دفع أبناء الجنوب ثمنها غاليًا".
وأشار عشال إلى أن تصريحات "البيض" مثالًا واضحاً على هذا المنزلق. الذي استفز لاحتفال مكون سياسي بثورتي سبتمبر وأكتوبر المناسبتين الوطنيتين المجيدتين في الذاكرة اليمنية الجامعة.
وقال إن خطورة هذا الخطاب لا تكمن في قصوره وحدّته فحسب، بل في ما ينطوي عليه من نزوع لتجريف الحياة السياسية، وإعادة إنتاج آليات الإقصاء التي خبرناها في تجارب سابقة، وأن هذا الخطاب" ليس رأيًا سياسيًا عابرًا، بل تجلٍ لعقلية وصاية تستبطن نزعة استعلاء".
وحذّر البرلماني عشال من هذا النهج الإقصائي في الجنوب، الذي لو استمر فإنه "لا يهدد فقط التوازنات السياسية الراهنة، بل يمس جوهر الشراكة الوطنية التي تشكلت عبر سنوات من النضال، وتجسدت واقعاً بعد اتفاق الرياض وإعلان نقل السلطة الذي ارسى أسس هذه الشراكة".
وأكد على "أن الجنوب ليس فراغًا سياسيًا، ولا أرضًا بورًا تنتظر من يزرع فيها رؤيته الخاصة"، مشدداً على أن الإصرار على اختزال الجنوب في رؤية واحدة "لن يقود إلا إلى العزلة والتشرذم".
وختم عشال بالقول: "لقد انتهى زمن الوصاية على الجنوب وأبنائه بكل مكوناتهم وتنوعهم ، فإرادتهم الحرة اليوم هي المرجعية الوحيدة لصياغة الحاضر وبناء المستقبل، بعيدًا عن أي وصاية أو إقصاء من أحد".
وكان عمرو البيض، عضو هيئة رئاسة الانتقالي، قد اعترف ضمنياً بوقوف المجلس الانتقالي بشكل رسمي وراء الاعتداء على فعالية نسوية لحزب الإصلاح في المكلا، مساء أمس. وقال في تدوينة على منصة إكس إن "نشاط حزب الإصلاح في حضرموت يُعد تدخلاً أجنبياً في الشأن الجنوبي".
ومساء أمس قال حزب الإصلاح في ساحل حضرموت، في بيان إن عناصر تحمل شعارات المجلس الانتقالي اعتدت على الفعالية التي أقامتها دائرة المرأة بالحزب في قاعة الأندلس بالمكلا احتفاءً بأعياد سبتمبر وأكتوبر والذكرى الـ35 لتأسيس الحزب، رغم إخطار السلطات المحلية والأمنية بموعدها مسبقاً، واصفًا الحادثة بأنها "سلوك همجي واستفزازي يستهدف فعالية سلمية نسوية، وينتهك القوانين والحقوق الدستورية".
وحمل الحزب السلطات المحلية والأجهزة الأمنية المسؤولية عن ما جرى، داعياً إلى محاسبة المعتدين وضمان حماية الأنشطة السياسية السلمية.
* يمن شباب نت
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك