العلاقات بين السعودية وتركيا، والتدخل العسكري في ليبيا، وأزمة مالية تهدد العراق، من أبرز الموضوعات ذات الصلة بمنطقة الشرق الأوسط في الصحف الرئيسية في بريطانيا.
ونبدأ بتحليل في صحيفة الغارديان حول العلاقات بين السعودية وتركيا التي استقبلت العاهل السعودي الملك سلمان بحفاوة كبيرة.
وقال الكاتب سيمون تيسدال إن زيارة سلمان تركيا الأسبوع الحالي تعتبر لحظة مهمة في العلاقات بين الدولتين اللتين تجمعهما الكثير من المصالح المشتركة من بينها الرغبة في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متعاطف مع السعوديين في تنافسهم مع إيران.
وانتقد سلمان وإردوغان ما يعتبرونه "قيادة أمريكية ضعيفة، لاسيما بسبب الاتفاق النووي العام الماضي بين واشنطن وطهران"، بحسب ما جاء في التحليل.
ولذا، يرى الكاتب أن الرجلين ينصرفان عن حلفاء تقليديين في الغرب.
ويتوقع تيسدال أن يسعى سلمان لحشد الدول السنية إلى جانبه خلال قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي ستستضيفها مدينة اسطنبول.
وقال إنه سيحاول أيضا "مصالحة إردوغان على النظام العسكري الجديد في مصر" الذي أطاح عام 2013 بمحمد مرسي، الرئيس المنتخب المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين والذي كان مدعوما من تركيا.
ونقل الكاتب عن محللين أتراك قولهم إن تعزيز العلاقات التجارية والعسكرية بين تركيا والسعودية قد تزكي "سلوك (إردوغان) غير الديمقراطي" وتحديه للغرب في سعيه من أجل تحول نظام الحكم إلى نظام رئاسي.
التدخل في ليبيا
ونتحول إلى مقال رأي في صحيفة التايمز للكاتب روجر بويز حول التدخل عسكريا في ليبيا.
وقال بويز إن المجتمع الغربي - إيطاليا وبريطانيا وفرنسا ومسؤولين أمريكيين - يبحثون كيف يمكن إرسال قوة عسكرية إلى ليبيا.
وحذر من أن بريطانيا وحلفاءها يرغبون في إنهاء حالة الفوضى التي أعقبت نهاية حكم الزعيم الليبي معمر القذافي عام 2011، لكنهم يسيرون في الاتجاه الخطأ.
وقال إنه من السهل ملاحظة العوامل التي تغري بالتدخل عسكريا في ليبيا، حيث يتمدد تنظيم "الدولة الإسلامية" ليبث سمومه ويزعزع استقرار دول مجاورة مثل تونس.
ونبه بويز إلى أن "موجة الهجرة الصيفية" عبر ليبيا قد بدأت للتو، وربما يستغلها التنظيم لتهريب جهاديين إلى أوروبا.
ومع ذلك، فإن أي إجراء واسع النطاق هذه المرة سيضاعف من أخطاء عام 2011 بدلا من أن يصححها، بحسب المقال.
وأشار الكاتب إلى أن الحكومة الليبية الجديدة قد لا تكون في حاجة قوة عسكرية دولية مطلقا.
وأضاف أن ليبيا بالأساس أزمة حكم، ولذا فثمة حاجة إلى حل سياسي من الليبيين أنفسهم.
أزمة في العراق
ونشرت صحيفة فاينانشال تايمز تحقيقا مطولا حول الدمار الكبير الذي تركه تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدن فقد السيطرة عليها.
ولفت التحقيق إلى الحكومة العراقية، التي تواجه أزمة اقتصادية كبيرة، لا يمكنها تحمل إعادة إعمار هذه المدن.
وبحسب الصحيفة، فإن التحالف بقيادة الولايات المتحدة والحكومة العراقية أنفقا المليارات من أجل هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وإنهم حققوا مكاسب في هذا المسعى، إذ أن 40 في المئة من المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم قد عادت إلى سيطرة الحكومة العراقية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها أنفقت 6.5 مليارات من الدولارات منذ عام 2014 على الجهود العسكرية ضد التنظيم في العراق، بحسب ما نقلته الصحيفة.
ولفتت فاينانشال تايمز إلى أنه، في المقابل، لم تنفق الوزارة إلا 15 مليون دولار على جهود دعم "الاستقرار"، وهو ما يطرح مخاطر أن تكون الدول الغربية قد تكسب الحرب، لكنها تتجاهل تبعاتها.
وحذرت الصحيفة من أن العراق يواجه أزمة اقتصادية وشيكة، إذ يوجد به قرابة 3.3 مليون نازح (بحسب تقديرات الأمم المتحدة). ونبهت إلى أن تجدد العنف الطائفي قد يعزز حالة الغضب التي ساعدت تنظيم "الدولة الإسلامية" على السيطرة على مناطق ذات أغلبية سنية.
وقالت إن هذه المشاكل قد تحول الانتصارات العسكرية إلى خسائر عملية.