لماذا لا يوجد في ماليزيا فقراء؟

 
تجربة رائدة لماليزيا مع شبح الفقر تستحق أن الوقوف عندها والاستلهام منها، كيف لا وقد قلبت رقم معدل الفقر من 60 % إلى 0.6% ، في ظرف أربعة عقود.
 
تحد كبير، وتجربة يحتذى بها لخصها رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبدالرزاق في مقابلة مع " العربية " خلال برنامج  " في كلمات ".
 
وأكد محمد نجيب عبد الرزاق هذه الأرقام المثيرة للإعجاب. قائلاً إن "النسبة كانت تتجاوز 60% عندما حصلنا على استقلالنا، وانخفضت هذه النسبة في عام 2015 إلى مستوى متدن جدا يبلغ 0,6%. فالفقر انخفض بشكل كبير للغاية".
 
وأرجع رئيس الوزراء الماليزي الفضل في ذلك إلى التركيز الدائم على تحقيق النمو شريطة ارتباطه بالعدل.
 
وأردف قائلاً "علينا أن نضمن أن النمو متوازن ويستفيد منه الجميع من دون تهميش لأي مواطن".
 
وكشف عبدالرزاق في معرض كلامه عن الخطة السحرية للتجربة الماليزية في النمو الاقتصادي، مؤكداً أن بلاده استفادت من التجربة اليابانية والكورية في التنمية، خاصة أن لهاتين التجربتين قصص نجاح في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، لافتاً إلى أن ماليزيا ما زالت ترسل بعثات تعليمية لليابان وكوريا الجنوبية، لنقل الخبرات والاستفادة من تقدم هاتين الدولتين.

نبذه مختصره عن ماليزيا وتطورها :

"ماليزيا بلد مساحته تعادل 320 ألف كم2 وعدد سكانه 28 مليون نسمة وكان الماليزيون يعيشون فى الغابات، ويعملون فى زراعة المطاط، والموز، والأناناس، وصيد الأسماك. وكان متوسط دخل الفرد أقل من ألف دولار سنوياً وكانت الصراعات الدينية (بين اتباع 18 ديانة) في ماليزيا .

قيض الله لماليزيا د. ماهتير محمد الذى يعود له الفضل الأكبر فى نهضة ماليزيا الحديثة ومهاتير محمد هو الأبن الأصغر لتسعة أشقاء. والدهم مدرس ابتدائى راتبه لا يكفى لتحقيق حلم ابنه «مهاتير» بشراء عجلة يذهب بها إلى المدرسة الثانوية.. فيعمل «مهاتير» بائع «موز» بالشارع حتى حقق حلمه، ودخل كلية الطب فى سنغافورة المجاورة.. ويصبح رئيساً لاتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة قبل تخرجه عام 1953 ليعمل طبيبا فى الحكومة الإنجليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت ماليزيا فى 1957 ويفتح عيادته الخاصة كـ«جراح» ويخصص نصف وقته للكشف المجانى على الفقراء.. ويفوز بعضوية مجلس الشعب عام 1964 ويخسر مقعده بعد 5 سنوات، فيتفرغ لتأليف كتاب عن «مستقبل ماليزيا الاقتصادى» فى 1970 ويعاد انتخابه «سيناتور» عام 1974 ويتم اختياره وزيراً للتعليم فى 1975، ثم مساعداً لرئيس الوزراء فى 1978، ثم رئيساً للوزراء عام 1981، لتبدأ النهضة الشاملة التى قال عنها فى كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاها من أفكار النهضة المصرية على يد محمد علي".


ماذا فعل هذا الرجل في 21 عاما؟

"أولاً: رسم خريطة لمستقبل ماليزيا حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج، التى يجب الوصول إليها خلال 10 سنوات.. وبعد 20 سنة.. حتى 2020!

"ثانياً: قرر أن يكون التعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة، وبالتالي خصص أكبر قسم فى ميزانية الدولة ليضخ فى التدريب والتأهيل للحرفيين.. والتربية والتعليم.. ومحو الأمية.. وتعليم الإنجليزية.. وفي البحوث العلمية.. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة فى أفضل الجامعات الأجنبية.

"ثالثاً: أعلن للشعب بكل شفافية خطته واستراتيجيته، وأطلعهم على النظام المحاسبى، الذى يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى "النهضة الشاملة"، فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدأوا «بقطاع الزراعة».. فغرسوا مليون شتلة «نخيل زيت» فى أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج وتصدير "زيت النخيل".

"وفي السياحة: قرر أن يكون المستهدف فى عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار عام 81، لتصل الآن إلى 33 مليار دولار سنوياً.

"وفي قطاع الصناعة: حققوا فى عام 96 طفرة تجاوزت 46% عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة فى الأجهزة الكهربائية، والحاسبات الإلكترونية.

"وفي النشاط المالي: فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلى برجين توأم فى العالم 65 مركزاً تجارياً فى العاصمة كوالالمبور وحدها.. وأنشأ البورصة التى وصل حجم تعاملها اليومى إلى ألفى مليون دولار يومياً.

"وأنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة فى العالم يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير، كما أنشأ عاصمة إدارية جديدة‏ بجانب العاصمة التجارية «كوالالمبور» التى يقطنها الآن أقل من 2 مليون نسمة، ولكنهم خططوا أن تستوعب 7 ملايين عام 2020، ولهذا بنوا مطارين وعشرات الطرق السريعة تسهيلاً للسائحين، والمقيمين، والمستثمرين، الذين أتوا من الصين، والهند والخليج ومن كل بقاع الأرض، يبنون آلاف الفنادق بدءًا من الخمس نجوم حتى الموتيلات بعشرين دولار فى الليلة!

 "باختصار: استطاع  مهاتير من عام81 إلى 2003 أن يحلق ببلده من أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول الناهضة، التي يشار إليها بالبنان، بعد أن زاد دخل الفرد من 100 دولار سنوياً فى 81 عندما تسلم الحكم إلى 16 ألف دولار سنوياً .. وأن يصل الاحتياطى النقدى من 3 مليارات إلى 98 ملياراً، وأن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار، فلم يتعلل بأنه تسلم الحكم فى بلد به 18 ديانة، ولم يعاير شعبه بأنه عندما تسلم الكرسى فى 81 كان عددهم 14 مليوناً والآن أصبحوا 28 مليوناً، ولم يتمسك بالكرسى حتى آخر نفس أو يطمع فى توريثه.

"فى 2003 وبعد 21 سنة، قرر بإرادته المنفردة أن يترك كرسى السلطة رغم كل المناشدات، ليستريح تاركاً لمن يخلفه «خريطة» و«خطة عمل» اسمها «عشرين.. عشرين».. أى شكل ماليزيا عام 2020 والتى ستصبح رابع قوة اقتصادية فى آسيا بعد الصين، واليابان، والهند" ..........

*اليوم برس

للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< المحلل السياسي الكويتي فهد الشليمي يحذر الحوثيين من التباهي بالأنساب والأصول ويهدد بفضحهم
< الجيش اليمني يعلن ضبط مخزن للأسلحة تابع لـ"القاعدة" شرقي البلاد ( صور)
< البرلماني الأكوع وصهر " صالح " يهاجم حكومة بن حبتور ويكشف عن إشتراطات لصرف المرتبات ويدعوا بن حبتور إلى إرسال المشرف عليه إلى مجلس النواب
< الحكومة اليمنية تطالب بالضغط على الحوثيين لتحويل الإيرادات
< ولد الشيخ يبدأ بجولة إقليمية جديدة بشأن الأزمة اليمنية
< اجتماع بتعز يقر إزالة جميع النقاط بمداخل المدينة وتسليم المكاتب الحكومية للأمن
< محافظ تعز يؤكد تحويل مرتبات الموظفين واقتراب عملية الصرف

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: