عندما تُصبح تهمة الإرهاب قوالب جاهزة

 

متى ما كانت تهمة الإرهاب عبارة عن قوالب جاهزة لدى واشنطن تركّبها على من تشاء وقت ما شاءت فلا نستغرب اتهامها للشيخ الدكتور عبد الوهاب الحميقاني بتمويل منظمات إرهابية وإقرار خزينتها بفرض عقوبات مالية عليه .

 
هكذا أضحت واشنطن تستخدم قوالب الإرهاب الجاهزة في تصفية وإبعاد كل من تراه يشكل خطراً على لعبتها الدموية القذرة، من صناعة الموت للشعوب المسلمة بتمويل ورعاية الإرهاب وأعمال العنف المسلح الذي تتحكم فيه حتى لا يطالها ويبقى في البلدان المسلمة، وتبدأ بتصفية من تريد تصفيته تحت مسمى الحرب على الإرهاب، وتنجح في تصفية شباب الأمة كما تنجح في تفتيت البلد وإضعاف نظامه وفرض الهيمنة عليه .
 
كل من يحاول بالطرق السلمية أن يميط اللثام عن حقيقة الحرب على الإرهاب واشنطن على استعداد أن تركّب عليه تهمة الإرهاب، وأن تدفعه مكره إلى اللجوء إلى استخدام السلاح في الدفاع عن نفسه إذا لم يجد الدولة الحامية له أو من يدافع عنه ويحميه، وتكون بهذا قد نجحت في تركيب القالب عليه، والقضاء عليه بإعدامه خارج القانون بطائرة بدون طيار أو أي وسيلة موت أخرى، وبهذا نجحت في القضاء على مشروعه الذي كان يهدد لعبتها القذرة .
 
الأعمال الخيرية والدعوية والإنسانية التي تسعى إلى نشر السلم الاجتماعي والتعايش، والتي تسعى عبر المنظمات الحقوقية إلى حماية الإنسان وحفظ حقوقه ونشر الأمن والسلام في العالم لا تعجب واشنطن هذه الأعمال، ويجب على من يتبنون ويرعون مشاريع مثل هذه التوقف والعمل معاً جنباً إلى جنب مع واشنطن في رعاية وإدارة الصراع في المنطقة .
 
يُعد العمل عبر المنظمات الإنسانية والحقوقية في مجال كشف وتعرية ما يسمى بالحرب على الإرهاب وإظهار حقيقتها يعد سلاح فتاك، من شأنه فضح سياسات واشنطن المعادية للشعوب العربية والإسلامية، ومن خلاله قد تتوقف واشنطن عن استباحة دماء الشعوب وانتهاك سيادة بلدانها على ذمة الكذبة الأمريكية الكبرى ( الحرب على الإرهاب ) .

 
وفي هذا المجال قد استطاع الناشط والحقوقي اليمني الشاب إبراهيم مثنى رحمه الله تعالى وأيضاً الناشط الحقوقي اليمني فارع المسلمي أن يفضحوا حقيقة الحرب على الإرهاب أمام الكونجرس الأمريكي، عندما دُعيا إلى الإدلاء بشهاداتهما حول استخدام الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن، كما استطاعت منظمات حقوقية يمنية رصد العديد من الغارات الأمريكية في اليمن وتوثيقها، وهذا ما لا تريده أمريكا حيث وله الأثر الكبير في إبطال مشروعها الإجرامي في اليمن والمنطقة على وجه العموم .
 
أصبح العمل الحقوقي والنضال السلمي بالكلمة والموقف والكشف عن الحقيقة سلاح أكثر فتكاً بخلاف النضال المسلح الذي أصبح لا يدافع عن نفس ولا يسترد حق مسلوب، وليس إلا ذريعة تتخذه أمريكا وإدانة بالإرهاب .
 
عندما صمتنا ولم نرفع دعوى قضائية ضد من ينفذون غارات طائرات بدون طيار الأمريكية في اليمن ومن يقفون ورائها نجحت واشنطن في تركيب المئات من قوالب تهمة الإرهاب الجاهزة لديها على المئات من المدنيين في اليمن بعد أن قضوا في الغارات الإجرامية التي تشنها وقد كان من بين الضحايا أطفال ونساء .
 
لا نستغرب كيف يتم تركيب قالب تهمة الإرهاب على الضحية بعد وفاته فما أن تشن طائرة أمريكية غارة على هدف بشري حتى يتم الإعلان فوراً عن مقتل العشرات من الإرهابيين في غارة لطائرة أمريكية بلا طيار دون معرفة هويات الضحايا سواء كانوا مدنيين وأطفال أو نساء.
 
كما نجحت واشنطن أيضاً في تركيب المئات من قوالب تهمة الإرهاب على أقارب ضحايا غارات طائرتها الإجرامية، فما أن يفقد شخص قريب له على يد طائرة بدون طيار حتى يحمل سلاحه الشخصي لعله أن ينتقم لقريبه، ولكنه أصبح إرهابي من الدرجة الأولى وتم تركيب القالب عليه بنجاح، وتتم تصفيته وإعدامه خارج القانون بطائرة بدون طيار، وهذا ما يسعد واشنطن كثيراً عندما لم يذهب للمطالبة بالقصاص من قاتل قريبه وترك السلاح الذي لم يوصله إلى الأخذ بثأره وإنما تسبب في مقتله أيضاً .
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< تغريد خارج السرب
< رئيس الجمهورية : اليمن لن تسلم "الحميقاني" للولايات المتحدة
< أوروبا والعالم الإسلامي
< مصر تشتري نصف مليون طن قمحا
< مهاجم برتغالي: هل رونالدو إنسان؟.. إنه آلة تهديفية!
< ليبيا تحذر من شراء النفط من موانئ خارج سيطرتها
< ضباط تهامة من القوات المسلحة والأمن يحددون أهدافاً لدعم للقضية التهامية ، ويرفعون علم الحراك التهامي ( التفاصيل)

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: