حزب أنصار الله

 
بعد أن فتحت صنعاء أبوابها بأيدي أغلب أهلها وسكانها، لجماعة أنصار الله، وأصبحت الجماعة جزءاً لا يتجزأ من العملية السياسية المؤقتة بعد توقيع اتفاقية السلم والشراكة، للخروج بالوطن من دوامة الصراعات الحزبية والتسلطية، ستواجه الجماعة عدة مشاكل مردها تنفيذ العهود التي أطلقها الشاب عبدالملك بدر الدين الحوثي، زعيم الجماعة، وكما فهمت من كلماته في خطاباته المتعددة، سيواجه الشاب الثوري، مشكلة التحول من جماعة مؤثرة إلى حزب بناء، وسيواجه الحزب أو الجماعة السابقة مجازا، مشكلة الشباب المقاتل الذي انخرط في صفوفه لتصحيح مسار ثورة فبراير 2011 المغتصبة من قوى النفوذ السابق للنظام الفاسد، الشباب الذي انضم لجماعة أنصار الله من مختلف المحافظات اليمنية، شباب كانوا في الشوارع يقطنون، شباب أقصوا من وظائفهم، شباب أزيحوا من مهام رتبهم العسكرية، عسكريين من رتب وقدرات احترافية من قوات الجيش والأمن بعد الهيكلة، انضموا لجماعة أنصار الله، والأهم أحلام وآمال عامة الناس في صنعاء وجميع المحافظات، بالسلم والأمان، ووضع حد للمفسدين في النظام السابق والنظام المغتصب لثورة فبراير.
 
إذا كانت كل تلك المشكلات التي ستواجه الشاب عبدالملك الحوثي، فإن الحلول ستكون غاية في الصعوبة في أتون متطلبات العملية السياسية الشائكة المكونة من عدة لاعبين سياسيين في إطار الممارسة الديمقراطية الفضفاضة والإعلام الحر والبرلمان المسير.
 
إن ابتكار حل لكل مشكلة على حدة لكل فئة انضمت للجماعة، سيكون حلا آنيا لا حلا استراتيجيا، بالتالي سيكون ترحيلاً للمشاكل في حقيقة الأمر، كما ستواجه حلول الشاب الثوري بعد حين معارضة سياسية مشروعة وفقا للديمقراطية.
 
من خبرتي في متابعة ومكافحة الفساد المالي والإداري والسياسي خلال 20 عاما، أعتقد أن الشاب الثوري السلمي عبدالملك الحوثي، سيتكرم بتلبية مطالب عامة اليمنيين لتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية عموما، والوفاء بوعوده التي قطعها على نفسه اختيارا في خطاباته، ولن يكون الشاب السلمي مجبرا على ذلك، فاحتياج المواطنين للسلم والأمان والعدالة، سيكون حافزا للشاب السلمي تلبية مطالب الشعب.
 
كل تلك المطالب الشعبية المشروعة التي حمل الشاب الثوري السلمي من أجل تحقيقها، وفتحت صنعاء أبوابها، وفتح رجال الله في الميدان أبواب معسكراتها الخاصة بالأفراد والأشخاص، لن تتحقق بقوة السلاح بعد توقيع اتفاقية السلم والشراكة، وفي ظل الممارسة الديمقراطية، ولكن بفعالية الممارسة السياسية السلمية التي لا تقل أهمية عن قوة الرجال والسلاح، فالأمم تخوض الحروب دائما لتحقيق مكاسب سياسية وأهداف شعبية، ولن يكون كل ذلك إلا بقرار حكيم وشجاع من الشاب الثوري السلمي بالتحول من جماعة أنصار الله المؤثرة، إلى حزب أنصار الله السياسي الفاعل القوي، ولو بعد حين.
 
في مقابلة على قناة "اليمن اليوم"، العام 2013، طرحت فكرة تحول جماعة أنصار الله إلى حزب أنصار الله، كأساس سياسي للجماعة للممارسة الديمقراطية، بكل حال تحول الجماعة إلى حزب سيعبد الطريق لتحقيق عدة أهداف استراتيجية وطنية وخارجية.
 
أهم تلك الأهداف أن الجماعة بعد أن حصلت على تأييد شعبي واسع على المستوى المحلي، ستثبت سلميتها على صعيد المجتمع والأسرة الدولية كحزب سياسي فاعل قوي شعبيا ومستقل عن الغير.

 
آلية الحزب التنظيمية أكثر فاعلية سياسيا من آليه الجماعة في تحقيق البرامج السياسية التي سوف تترجم وعود الشاب الثوري بالمساواة والعدالة، ووضع حد للفساد بصورة فعلية من خلال برامج حزبية واقعية مادية.
 
سيبدد الحزب مخاوف شريحة كبيرة من الشعب اليمني من الإخوان الشافعية والحنفية وبقية المذاهب المتعددة مما يعتقدون بأن الجماعة تريد فرض نهجها على كل اليمنيين بالقوة الجبرية، كما سيبدد محاولات النيل من الجماعة بالعودة للإمامة، على الرغم من اعتراف الشاب الثوري بالجمهورية، وتشكيكهم باعترافه، وإشاعة أن اليمنيين سيجبرون مجددا على تقبيل أيدي وركب الإمام، وخاصة في المناطق الوسطى والغربية والجنوبية من الوطن، التي تمثل ثلت اليمن تقريبا.
 
تحقيق أكبر قدر من الفائدة الشعبية للجماعة أثناء الفتوة قبل الفتور الذي سيصيب الجماعة بعد الانخراط بالعملية السياسية إذا ما استمرت كجماعة لعدم القدرة على المشاكل التي ستواجهها كما ذكرنا بعاليه، بعكس العمل كحزب سيجعل منه قادرا على صنع الأحداث بفاعلية وقدرة شرعية وقانونية لتحقيق التحول من دولة فاشلة إلى دولة فاعلة على المستوى الإقليمي والدولي.
 
الحزب سيجعل من المواطنين في كافة محافظات الجمهورية ينخرطون في التأطير الحزبي، ما سيجعل الحزب متواجداً على جميع الأراضي اليمنية دون الحاجة للانتشار بقوة السلاح، وخاصة في جنوب الوطن، كما سيحد من فاعلية المنافسين الحزبيين التقليديين، وتقليل فرصهم في العودة للسلطة بطرق شرعية وقانونية تنافسية.
 
نتمنى على الشاب الثائر عبدالملك الحوثي، سريع الفراسة والبديهة، كما استفاد من أخطاء مغتصبي الثورة الأم، وتجييرها لصالح الشعب، وتصحيح مسار الثورة الشعبية السلمية، الاستفادة القصوى من المد الشعبي المتنامي للجماعة، والتحول إلى حزب سياسي، لأن المد الشعبي سرعان ما ينحسر خلال عدة شهور، عندما لا يلمس الناس تحسناً تنموياً واقتصادياً واجتماعياً، ويبحث عن بديل فاعل.
 
كما نتمنى من الشاب الثوري والمكتب السياسي لجماعة أنصار الله، استثمار المزاج الشعبي العام لفشل النظام التعددي السياسي الفضفاض في إدارة العملية السياسية، وفشل جميع الأحزاب السياسية في تحقيق برامجها السياسية التي وعدوا بها مرة بعد أخرى منذ العام 1990 وحتى اليوم، نتيجة لفساد قادة أغلب الأحزاب السياسية، وتسلط بعضها، وانتهازية البعض الآخر، وأيديولوجيات أخرى.
 
إن سرعة التحول من جماعة مؤثرة في العملية السياسية، إلى حزب سياسي شرعي وقانوني ممثل في البرلمان اليمني، سيكون له الأثر البالغ والفاعل في نجاح كل مشاريع الشاب الثوري الذي يطالب بتجربة مشاركة الجماعة بيسر وسلاسة في نظام الحكم الرشيد وفقا لمبادئ وقيم الثورة ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وسيغير نظرة المواطنين للمشاركة الحزبية في بناء اليمن على أسس وضعتها الجماعة كمبادرة سياسية في حزب سياسي، وسيغير قناعات المجتمع اليمني في الممارسة الديمقراطية الموجهة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< فساد وصرفيات مهوله بأمانة العاصمة كما يكشفها وزير المالية " زمام " في المذكرة التي وجهها لأمين العاصمة ( صورة المذكرة)
< المصدر" تعبر عن قلقها على سلامة رئيس تحريرها بعد تحركات مسلحين للبحث عن منزله ( نص البيان)
< عائلة ميسي تفكّر في الهروب من إسبانيا
< منظمة التعاون الاسلامي تعتزم تنفيذ مشاريع انسانية في اليمن بــ 260 مليون دولار
< الحوثيون يسيطرون على محافظة المحويت ومعلومات تكشف عن القائد الحوثي الذي يدير شؤون المحافظة ( تفاصيل)
< هل دخل الحوثيون حرب استنزاف مفتوحة ؟
< أحزاب اللقاء المشترك تهدد بعدم المشاركة في الحكومة الجديدة وتذكر الأسباب ( نص الرسالة)

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: