سقوط تحالف القبيلة والدولة وانهيارهما معاً

 
كان الصراع في اليمن لعقود بين الدولة التي كانت ضعيفة وبين القبيلة التي كانت دولة داخل الدولة، وكان هناك تحالف غير معلن بينهما لبقاء الاولى في الواجهة الدولية امام العالم، مقابل الواجهه الاجتماعية للثانية . 
 
غير ان احداث السنوات الاخيرة 2011-2015 أكدت هشاشة الدولة كمؤسسة عسكرية مركزية، وقوة اقتصادية، لكن شكل الدولة بقى متواجدا في حده الأدنى، مقابل اكتساح نفوذ القبيلة .. وسجل العام 2011بدء انهيار التحالف بين القبيلة والدولة، او من يمثلهما، وكان هذا يعني تغير خارطة الصراع بالقضاء على من يمثل الدولة لصالح من يمثل القبيلة . 
 
حتى جاءت احداث الأشهر الاخيرة، واستهدفت القبيلة بشكل واضح، ولأول مرة يحدث اعادة تموضع داخل القبيلة اليمنية، "اكبر القبائل " فتقوى القبائل الصغيرة للانقضاض على راس القبيلة، وهو امر اطاح بالعرف الاجتماعي جانبا، بعد ان اطيح بقوة القانون، وهيبته المؤسسية وان كانت هيبة شكلية. 
 
فسقط القانون والعرف معا، تحت اقدام الصراع القبلي- الايديولوجي، وبرزت قوى جديدة خارج إطار الدولة والقبيلة. أي خارج عرف القانون، ومشروعية العرف، قوى تفوض نفسها بقوة السلاح ، وتجدد خريطة الصراع في اليمن ، بطريقتها.
 
هذه القوى الجديدة، سمحت بتنامي قوة "العصابات القتالية " التي تتشكل ليس وفق مفاهيم وأعراف اجتماعية ، او قيم سياسية ، بل وفقا لمصالح انية بحتة.
 

فالعصابات القتالية ، التي قوضت رأس القبيلة، لا يجمعها عرف او عَصّب او قيم، بل مصلحة متمثلة بالقضاء على الخصم القبيلي ، وقد تكونت من أعضاء من داخل القبيلة نفسها ومن خارجها، جماعات لايجمع بينها الا الثار اللحظي . وان كانت مؤقتا تحت رأية الحوثيين ، لكنها ليست قوى حوثية أصيلة .
 
وكذلك القوى التي تتشكل مؤقتا تحت راية القاعدة ، التي تجد لها حاضنا شعبيا، وقبليا بسبب اجتثاث القبيلة، واقتلاع المؤسسة العسكرية، فتنتهز القاعدة الفرصة لتكون البديل المسلح او المقاومة الشعبية "تماماً كما حدث في العراق".
 
لكن النية التوسعية عند الطرف الابرز في الصراع، يعمل على إسقاط ما تبقى من شكل ديكوري للدولة، مقابل بقاء البديل غائبا ، وهذا لا يعني الا توسع رقعة العصابات القتالية ، اما تحت راية الحوثي او تحت رأية القاعدة .
 
وًاي شكل جديد للدولة ، سيكون اضعف وأقل قدرة على الحسم، وسيجبر ان يتبع احدى العصابات القتالية، ليبقى محايدا، وضعيفا، ويؤكد انتهاء عصر العرف و القبيلة في اليمن.
 
والافضع هو سيادة الحرب اللاخلاقية، وهو امر يحدث لأول مرة في تاريخ الصراع الدموي الذي كانت تحكمه قيم واعرف تعرف بثقافة السلاح ، تمنع انزلاق الوضع او عشوائية الحرب.
 
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< تسريب اتصالات هادي: الأهداف والنتائج
< هادي كنز الحوثي .. والحوثي ما زال ضعيفاً !
< السياسية الخليجية فشلت وهي على وشك أن تخسر اليمن
< أبرز ما جاء في خطاب " عبد الملك الحوثي " والنقاط التي طالب بتنفيذها
< الحوثيون يعتقلون نجل شقيق الرئيس هادي بصنعاء
< اللجنة الأمنية بمحافظة عدن تتخذ عدداً من الإجراءات التصعيدية رداً على الإنقلاب المسلح
< قيادات حوثية : الليلة سيتم تحديد المستقبل

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقات الزوار
1-
انا يمني لاسني ولاشيعي -- 25-01-2015
سقط ناصر وصالح ومحسن وسيسقط الحوثي الاعلامية المتألقة منى صفوان كلام صحيح وموضوعي وهؤلاء العصابات والمليشيات الارهابية ستكمل مشروع هدم الدولة لانهم في المحصلة قبائل غير متعلمة واحفاد للعرب والايرانيين وليسوا من اصول يمنية وهم معترفي بذلك وللدقة فهم يمنيين من اصول عربية وايرانية ولا يحترموا جنسيتهم اليمنية ويجاهرون بولائهم للسعودية وايران بل يهرولون اليهم بالامس تعاطفنا مع مظلومية الحوثيين واليوم هم يمارسوا الظلم يدعون محاربة الفساد وهم ينهبون الجيش ويبتلعوا اليمن ست حروب ضارية ومدمرة وطلعت مسرحية دموية ياللاسف
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: