مأساة الضالع

 
قبل أسابيع، قصف ضبعان مدرسة اجتمع الناس فيها للعزاء، قتلت منهم ما بين العشرين إلى الثلاثين بريئًا، قال ضبعان بأن هناك من استفز قائد الدبابة فأطلق النار بأوامره باتجاه مصدر النيران العدوة، ثم اعتذر وبكل صفاقة لوقوع الضحايا....واليوم تتحول الضالع إلى ساحة معارك.
 
ضبعان، ذلك القميء الذي كان يومًا ما يحرق تعز، ويجعل منها مدينة أشباح، تم نقله إلى الضالع ليسوم الناس سوء العذاب تحت حجة حماية الوطن والوحدة!
 
دعونا نتجرد من كل حسابات الحزبية والمناطقية وعلائقهما، ودعونا ننظر بعين العدالة فقط إلى قضية الضالع، المدينة المكلومة.
 
يحتج ضبعان بأن هناك حراكًا جنوبيًا مسلحًا يهدد رجال الأمن...لا أحد ينكر الحراك الجنوبي المسلح، ولكن القتل يحصد الشيوخ والنساء والولدان وبكل وحشية، وبكل عنف!
 
اليوم، تتحول الضالع إلى ثغرة في جسد هذا الوطن، تحتقن هذه الثغرة بكل مشاعر الكمد والحقد والغيظ والحنق على البلد، كل البلد. إنها تمتلئ بكل مشاعر الشماتة واللعنة والكراهية على كل شيء، لأن شخصًا ما اسمه ضبعان، ينمتي مناطقيًا إلى الشمال، تم توليته مسئولية القتل الجماعي في الضالع، تحت لافتة الجيش، وبسلاح الجيش، وبرجال الجيش. ذلك الجيش الذي جاء لحماية الوحدة.
 
الجيش الذي يستظل بمظلته ضبعان، كان يتخلى عن مهمته الشريفة في الحفاظ على الوحدة أمام مجاميع الحوثيين – وهم العدو والخطر الأكبر على الوحدة- وكان ينسحب من أمامهم بل ويأمن لهم الطريق للدخول إلى دماج ويهرب لهم الأسلحة، تحت لافتة هذا الطرف أو ذاك !

 
لن أمتدح الجيش، ذلك الجيش الذي يقتل الإنسان البريء بحجة الدفاع عن الوحدة ، ويترك دعاة الإمامة والتشطير والمذهبية يسرحون ويمرحون بل ويسلمهم عددًا كبيرًا من عتاده وعدته، الجيش الذي يقدر على الحراك والقاعدة ولا يقدر على الحوثي، الجيش الذي يقتل الإنسان البريء ويسحقه ويهينه، بينما ينسحب من مواطن  الشجاعة والبطولة في شمال الشمال.....ذلك لا يعد جيشًا، إنه يمثل عصابة مسلحة عصابة، مع كامل الاحترام للشرفاء في الجيش وهم كثيرون.
 
هنالك تواطؤ هادئ مع ضبعان، الرئيس ووزير الدفاع يشتركون في هذه الجريمة بكل قطرة تسيل على يديه، أما المثقفون والنواب وأصحاب المكانة والشأن فيشتركون بسكوتهم عن الحديث عما يجري في الضالع.
 
إن حبنا للوطن يقتضي أن نكون صريحين في ذكر ما يجري، بعين العقل والعدل، ومع حساب التغيرات الموجودة، دون أن نقف مع الظالم ضد المظلوم، ومع القوي ضد الضعيف، ومع المجرم ضد الضحية، ودون أن نبرر للمجرمين من أي طرف.
 
إنه يتعين علينا الاعتراف وبكل صراحة، أننا إن أردنا الوحدة فعلينا أن نولي على الضالع أعدل الناس لا أجرم الناس، وأن نكرم أبناءها لا أن نهينهم، و أن نعوض الضحايا لا أن نزيد في أوجاعهم، كما يجب علينا أن نعاقب المجرمين.
 
إنه الحق، والحق مُرّ، ولكن الحقّ أحقُّ أن يُتّبَع.
يجب أن لا نترك من يلغم المستقبل، ويلغم الحياة، ويلغم الطريق أمام هذا الوطن وأمام الجيل الصاعد، ويبذر للمستقبل مشاكل سيواجهها من سيأتي من بعد، يجب أن لا نتركهم يعبثون كيفما يشاؤون، لأننا سنواجه مشاكلهم في الغد كما نواجه اليوم نتائج أزمة ما بعد حرب 1994م، ولعنة الحوثي السحيقة !.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< جائزة الأدب العربي يكرم الشاعر اليمني صدام الزيدي
< الإستحالات ومشاريع الشيطنة الكُبرى ....
< المعتقلون من شباب الثورة يعلنون مقاطعة جلسة محاكمتهم
< عمران : دورة تدريبية في الإسعافات الأولية لصف وجنود منتسبي اللواء 310 مدرع
< فتح مظاريف تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الطبية في صنعاء
< يخربون بيوتهم بأيديهم..!
< الحديدة : تفاصيل الشغب والفوضى التي حدثت اليوم كما يرويها مراسل " اليوم برس "

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: