الأسد ينتقد محكمة لبنان والحريري يتهمه مجددا

قال الرئيس  السوري بشار الأسد إن ما يحصل في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري "مسيّس، ويهدف إلى الضغط على حزب الله" اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام في سوريا.
وأضاف الأسد -في مقابلة أجرتها معه أمس الأحد وكالة الصحافة الفرنسية- "نحن نتحدث عن تسع سنوات من عمر هذه المحاكمة، هل كانت عادلة؟ كل مرة كانوا يتهمون طرفا لأسباب سياسية، حتى في الأيام القليلة الماضية لم نرَ أي دليل حسي قدّم حول الجهات التي تورطت في هذه القضية".
وتساءل الرئيس السوري "ما سر هذا التوقيت؟ عمر هذه المحاكمة تسع سنوات، هل ما قدم منذ أيام كُشف فقط في هذه المرحلة؟". وتابع قائلا "أعتقد أن كل ما يحصل مسيّس، وهدفه الضغط على حزب الله في لبنان، كما كان في البداية هدفه الضغط على سوريا بعد اغتيال الحريري مباشرة".


وكان الأسد يشير بذلك إلى تقرير صدر في بداية التحقيق الدولي في قضية الحريري، وتحدث عن تورط مسؤولين سوريين في عملية الاغتيال التي وقعت في 14 فبراير/شباط 2005، في ظل هيمنة سورية واسعة على الحياة السياسية اللبنانية، ووجود لجيشها على أرض لبنان.
من جهته، جدد رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري اتهامه للرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف وراء اغتيال والده رفيق الحريري، وقال إن المتهمين الخمسة "هم عناصر من حزب الله، والجميع يعلمون من أعطى الأمر، إنه بشار الأسد، ويوما ما سننال منهم (المسؤولين عن الاغتيال) وسيدفعون ثمن ما فعلوه". في إشارة إلى محاكمتهم أمام المحكمة الدولية.


وصرح الحريري لقناة "أوروب1" الفرنسية متحدثا عن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال والده "إنها المرة الأولى التي تحاول فيها محكمة وضع حد للإفلات من العقاب، شعرت بأنها نهاية الاغتيالات السياسية في لبنان، وهذا هو الدفاع الحقيقي عن الديمقراطية".
وكان سعد الحريري أقر عام 2010 بـ"التسرع" في اتهام سوريا باغتيال والده، وذلك بعد زيارة قام بها إلى دمشق والتقى أثناءها الرئيس بشار الأسد، وقال وقتها "علينا دائما أن ننظر إلى مصلحة الشعبين والدولتين وعلاقتهما، ونحن في مكان ما ارتكبنا أخطاء، ففي مرحلة ما اتهمنا سوريا باغتيال الرئيس الشهيد، وهذا كان اتهاما سياسيا".


وتأتي هذه الاتهامات المتبادلة بين الحريري والأسد بينما استأنفت اليوم الاثنين محكمة الحريري جلساتها في لاهاي بهولندا، وقال أنطوان قرقماز محامي الدفاع عن المتهم باغتيال رفيق الحريري، مصطفى بدر الدين، إن الادعاء العام في قضية الاغتيال لم يقدم أي دليل ملموس بأن انتحاريا نفذ عملية الاغتيال.
ورأى قرقماز -أثناء الجلسة الافتتاحية المخصصة للدفاع- أن الأدلة المقدمة حتى الآن تشير إلى أن ما حدث كان جريمة اغتيال شخصية لا إرهابية.
يشار إلى أن جلسات المحاكمة انطلقت الخميس لمحاكمة خمسة متهمين منتمين إلى حزب الله غيابيا بالتورط في اغتيال رفيق الحريري و21 شخصا آخرين.
والمتهمون الذين يحاكمون غيابيا، هم: أمين بدر الدين (52 عاما) وسليم جميل عياش (50 عاما) وحسين حسن عنيسي
(39 عاما) وأسد حسن صبرا (37 عاما)، إضافة إلى مشتبه فيه آخر هو حسن مرعي الذي ينتظر ضم قضيته إلى المتهمين الأربعة. ويرفض حزب الله تسليم المتهمين، قائلا إن اتهامهم يخدم أجندة إسرائيلية.
وفي اليوم الثاني لانطلاق المحكمة الخاصة بلبنان، اعتبر محامو الدفاع أن افتراضات الادعاء بشأن هوية قاتلي الحريري "مجرد نظريات"، ورأوا أن الأدلة المقدمة ظرفية وغير ملموسة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فنسان كورسيل-لاروس المحامي عن المتهم حسين حسن عنيسي قوله أمام صحفيين إنه "من المفاجئ أن نرى أنه لم يتم بعد تحديد دافع للجريمة"، معتبرا أن "الادعاء لم يقدم سببا واحدا" وراء الاعتداء، وذلك إثر نشر المرافعة الأولية لمدعي المحكمة الخاصة بلبنان.
 

للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< ارتفاع في الأمراض المتصلة بنمط الحياة بالعالم العربي
< السكري والزهايمر والضغط.. أمراض تسببها قلة النوم
< بريطانيا: لا تقدم يذكر بـ"حقوق الإنسان" في إيران
< سلفيو دماج.. هجرة طوعية أم تهجير قسري؟!!
< مأساة الضالع
< جائزة الأدب العربي يكرم الشاعر اليمني صدام الزيدي
< الإستحالات ومشاريع الشيطنة الكُبرى ....

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: