الصحافيون اليمنيون... دروع بشرية

 
لا أثر حتى الآن للصحافي جلال الشرعبي الذي تجاوزت مدة اختطافه من قبل جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، أكثر من شهر. لا أثر للرجل باستثناء صوره المعلقة بحسابات زملائه على مواقع التواصل الاجتماعي.
 
لم تمرّ على الصحافيين أيام كهذه، لا بهذه الخطورة، ولا بهذا الرعب، منذ سيطرة الجماعة الدينية المسلحة المتحالفة مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي. وهو الخوف الذي عبرت عنه نقابة الصحافيين بالقول: "إن حياة الصحافيين أمست مهددة تهديداً وجودياً في اليمن". فمنذ سبتمبر/ أيلول الماضي، خاضت الجماعة حرباً واضحة ومدروسة ضد الحريات الصحافية، لم تتوقف عند حد إغلاق مكاتب الشبكات التلفزيونية أو الصحف أو حجب المواقع بل وصلت إلى خطف الصحافيين وقتلهم.
 
دروع بشرية 
 
بدم بارد، عرّض الحوثيون حياة الصحافيين عبدالله قابل ويوسف العيزري للموت، عندما احتجزوهما في مبنى حكومي كانت الجماعة على علم بأنه معرض للقصف من قبل طائرات التحالف الذي تقوده السعودية.
 
وقضى الصحافيان اليمنيان، وهما مراسلان لمحطتي "بلقيس" و"سهيل" المعارضتين للحوثيين، في قصف استهدف مبنى الرصد الزلزالي في منطقة هران بمحافظة ذمار (جنوب العاصمة). وكانت والدة قابل، قد روت أحداثاً سبقت مقتل نجلها عندما ظلت تتوسل للحوثيين إطلاق سراحه، إلا أنهم كرروا إنكارهم معرفة مكانه، حتى إنهم منعوا العائلة من البحث في أنقاض المبنى بعد يوم من قصفه.
 
وعادت المخاوف من جديد لدى الصحافيين، مع استمرار إخفاء الحوثيين للصحافي جلال الشرعبي. إذ يتخوّف زملاؤه وعائلته من تكرار سيناريو ما حدث لقابل والعيزري، واتخاذه كدرع بشري. وقالت الصحافية سامية الأغبري "هل هناك جريمة لم يرتكبها الحوثيون؟ من أصغر انتهاك حتى الإبادة الجماعية واستخدام الأبرياء دروعاً بشرية، قتلوا عبدالله قابل ويوسف العيزري ولا يعرف بعد مصير جلال الشرعبي".

 
محاسبة أممية 
 
وكان الاتحاد الدولي للصحافيين قد طلب من الأمم المتحدة فتح تحقيق في عملية قتل الصحافيين قابل والعيزري، ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة. وقال رئيس الاتحاد الدولي جيم بوملحة، في بيان له: "نحن مصدومون من هذا الاستهتار المخزي بحياة الزملاء اليمنيين الذين تم تعريض حياتهم للخطر بشكل متعمد، مما أدى إلى مقتلهم".
 
ودان بو ملحة بشدة استخدام الصحافيين كأدوات سياسية وورقة مساومة في أي حرب أوصراع، مؤكداً على أن عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الصحافيين والمدنيين أثناء الصراع، هي جرائم حرب بموجب القانون الدولي. واعتبرت نقابة الصحافيين اليمنيين ما حدث لهما "جريمة وعملاً إرهابياً ضد الصحافيين"، وقالت إنه يؤسفها أن تعلن أن الحريات الصحفية باتت تحت رحمة المسلحين ودعاة الموت والحروب".
 
وتعرض مصورون في تعز (جنوب غرب البلاد)، إلى إصابات معظمها برصاص قناصة. وفي السابع من مايو/ أيار الفائت، أصيب المصوران بسام السياني وأبو بكر اليوسفي في شارع الأربعين غربي المحافظة، برصاص قناص حوثي.
 
والأحد الماضي، أصيب مصور تلفزيون "الجزيرة مباشر" في تعز نائف الوافي بشظية أثناء تغطيته للمواجهات الدائرة في المحافظة.
 
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< البيت الابيض يكشف حقيقة إجراء مباحثات "أمريكية – حوثية" في مسقط
< إنفجار مخازن للأسلحة وتصاعد أعمدة الدخان بعد غارة جوية على مبنى الإتصالات بالقرب من وادي ظهر بصنعاء ( صور)
< عاجل : قصف جوي عنيف على مواقع ومخازن للأسلحة على طريق وادي ظهر بصنعاء
< قتلى وجرحى في تجدد المواجهات بين المقاومة والحوثيين بتعز ( مواقع المواجهات)
< تقارب حوثي أمريكي بمسقط بعد الإفراج عن أحد المحتجزين الأمريكيين لدى الحوثيين
< محافظ مأرب يكشف عن اقامة معسكرات للمقاومة حول صعدة ويتحدث عن إنتصارات
< إعلان هام من وزارة التعليم العالي بشأن موعد التسجيل والقبول في الكليات الطبية والهندسية

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: