جامعة إب الحوثية !

 
عندما تحوث مشايخ محافظة إب واصبحوا وسيلة في يد الحوثي ، التمست نوعاً من العذر لأولئك المشايخ وقلت أن تحوثهم ناتج من جهلهم ، وعندما تحوث المسؤولون من مدراء العموم والمكاتب التنفيذية لم يجعلني ذلك أستغرب طالما وهم فاسدون سيتلائمون مع أي فاسد سواءً كان الحوثي أوغيره .
 
ولكن عندما تحوث الدكاترة والأكاديميون في جامعة إب وأصبحوا سامعون مطيعون للحوثي .... هنا شعرت باليأس والإحباط وفقدان الأمل ولم أكن أتوقع أن الصروح العلمية تنقاد تبع العناصر الظلامية وتسقط في مستنقع الجهل والتخلف والعشوائية .
 
قمة المهزلة والسخرية والإستهتار والاستخفاف عندما ترى دكتوراً درس وتعلم أكثر من ربع قرن تتمثل تلك المدة بأثنى عشرسنة تعليم أساسي وثانوي ، وأثناعشر سنة بكالوريوس وماجستير ودكتوراه بالإضافة الى العديد من الدورات وغيرها ... ولكن ذلك الدكتور الأكاديمي المتعلم يسيره ذلك الحوثي الجاهل الذي ربما لم يحصل على مؤهل الصف التاسع الأساسي.
 
قمة الألم عندما ترى دكتوراً أكاديمياً درس في السند والهند واليابان وفي دول آسيا وأوروبا وأفريقيا ، ولكنه يسيره شاب متخلف نشأ متمرداً دموياً في بيئة صعدة .
قمة القهر عندما ترى دكتوراً أكاديمياً يحمل القلم ويلبس اللبس الأنيق البدلة والكرفتة ولكنه يسيره شاب حوثي يمضغ البردقان ويحمل السلاح وله شكل أشبه بشكل نباش القبور .
 
 أنا من طلاب جامعة إب وأحب من علموني ودرسوني ، ولكن إن ماتعلمته في الجامعة هو مازرع في نفسي أن أكون محباً لوطني وخدمة مجتمعي، وماهذا مايجعلني أرفض الحوثي والتحوث وأرفض أن يكون الحوثي هو المسير لإدارة الحرم الجامعي ، فجامعة إب علمتنا أن نكون وطنيون وليس أن نكون متحوثون وهذا مانرفضه بشده أن نسكت عن الحوثي وأفعاله وجرائمه ونرفض أيضاً ان تكون جامعتنا تحت سيطرته وتصرفه .
 
وأيضاً أقول لدكاترة وأكاديمي جامعة إب أن وضعكم وموقفكم اليوم يتناقض مع محاضراتكم ومنهجكم وفكركم الذي كنتم تعلمونا ، وتلك العلوم المختلفة المتنوعة في المجال السياسي وانظمة الحكم وحوار الحضارات والأنظمة والقوانين والسلوك  والمنطق والفلسفة والثقافة والكثير الكثير لم تتلائم أو تتواكب مع القبول بالحوثي ومع التحوث أبداً وإطلاقاً .
 
 من المفترض أن تبدأ عجلة التغيير في المجتمع من داخل الجامعات بأعتبارها منار العلم وصرح المعرفة، ولكن جامعة إب أثبتت موقفها السلبي واللامقبول المتمثل بعدم القيام بالواجب الملقى على العاتق تجاه خدمة المجتمع والذي يتطلب موقفاً قوياً وخطاباً شجاعاً وتحركاً نشيطاً ضد فلول الجهل وعناصر الشر وافكار الظلام ومنهجية الخطر والتي يجسدها الحوثي الذي يعتبر أكبر طامة وأعظم مصيبة حلت على المجتمع اليمني برمته .
 
 سؤل أوجهه الى دكاترة وأكاديمي جامعة إب وأقول لهم أسألكم بالله ماذا درستم؟
هل درستم الحرية والعدالة والمساواة أم درستم العبودية والأستبداد والعنصرية ؟
هل تعلمتم في الدول المتقدمة وتخرجتم من الجامعات أم درستم في مركز الشباب المؤمن في أحد كهوف مران ؟
هل درستم وتصفحتم الكتب والمناهج القيمة التي ألفها البوفيسورات أم تصفحتم وقرأتم ملازم حسين بدر الدين الحوثي ؟ 
يادكاترة وأكاديمي جامعة إب على الأقل أحترموا تلك الشهادات التي منحتم إياها واحترموا مراكزكم التي وصلتم إليها وماهكذا تورد الإبل أيها الأكاديميون المتحوثون .

 
 يعتبر الدكاترة والأكاديميون في جامعة إب جميعهم (متحوثون ) وهم منقسمون الى قسمين : القسم الأول هو القسم الذي يؤيد الحوثي ويراوغه ويتواصل معه ويقبل قرارته وهذا الصنف بدون شك يعتبر صنف ( متحوث ) ، والقسم الثاني : هو قسم ساكت وصامت ولايحرك ساكناً وهذا الصنف يعتبر ( متحوث) ، فالسكوت علامة الرضاء والصمت عن جرائم الحوثي وافعاله وممارساته وانتهاكاته تعتبر جريمة ويجب على الاكاديمي أن يكون أول المعترضين على الخطأ وأول المنددين والمحذرين والمستنكرين ، بل وأول الثائرين ضد الأستبداد وأول المقاومين للظلم ، مالم فيعتبر ذلك الأكاديمي علامة سلبية في جبين المجتمع وخسارة فادحة على الوطن .
 
 تعتبر جامعة إب الآن جامعة حوثية خالصة يهيكلها الحوثي كيفما يشاء ويقرر فيها مايشاء ويغير فيها من يشاء ... وهنا ستعرفون لماذا لم تكن جامعة إب كجامعة صنعاء وتعز وليس هناك أي أكاديمي مختطف أو معتقل لدى الحوثي ولماذا يصدر من جامعة إب أي نشاط مندد ومحارب للحوثي ميليشياته وجرائمه التي ارتكبها في محافظة إب دون أن يجد رفض من الجامعة التي ينبغي أن تكون مصدر إشعاع النور في اللواء الأخضر الذي يزيل ظلام الليل الحوثي المقيت .
 
 واقع جامعة إب في الوقت الحالي وقرارات الحوثي التغييرية بشأنها يجعلنا نحكم أن موقف الأحزاب السياسية يعتبر موقف متحوث فالمؤتمريون الذين سلموا مناصبهم للمؤتمريين المعيين بديلاً لهم من خلال اصدارات قرارت التعيين من قبل الحوثي  يعتبروا جميعاً متحوثون الذين ( سلموا ) والذين ( أستلموا ) 
واللقاء المشترك يعتبر موقفه في جامعة إب موقفه متحوث حيث وهناك من قيادات الحزب الاشتراكي من قبلوا تعيينات الحوثي لهم في منصب رئيس الجامعة وهذا يعتبر تحوث والاعتراف بشرعية إنقلاب الحوثي .
 
وايضاً هناك دكاترة وأكاديميين في جامعة إب ينتمون لحزب الإصلاح ولكنهم صامتون وليس دور إيجابي في الوسط الطلابي والعلمي وتنوير العقليات لرفض ومقاومة الحوثي ... ولم نجد دوراً لرواد الفكر الإسلامي في جامعة إب المحسوبون على حزب الإصلاح كدور رواد الفكر الإسلامي جامعة تعز الذي يبرزه الدكتور فؤاد البناء وغيره من الدكاتره الذين نلمس ثمار حروفهم ودافع جملهم الرافضة والمحذرة والموضحة أخطار تلك العصابة الحوثية على الدين والفرد والمجتمع .
 رغم تمسكي بشرعية قيادة جامعة إب السابقة التي تم تعيينها عبر قرارات جمهورية ، ورغم اعتقادي أن تغيير الدكتور العزيز الوالد عبدالعزيز الشعيبي يعتبر خسارة على الجامعة ورغم إن السر الحقيقي لتغيير الدكتور الشعيبي هو رفضه تطبيق سياسة الحوثيين ، ولكن رغم تمسكنا بشرعية الشعيبي إلا أننا نلوم ذلك الدكتور الذي سلم رئاسة الجامعة لخلف معين من قبل الحوثيين لايمنحه قرار تعيينه أي شرعية .
 
ورغم محبتي وتقديري للدكتور طارق المنصوب الذي عينه الحوثيون رئيساً لجامعة إب فالدكتور طارق درسني ومن علمني حرفاً كنت له عبداً ، ولكنني أعترض على قبوله من منصب رئيس الجامعة عبر قرار اللجنة الحوثية .
 
أتمنى لأستاذي الدكتور المنصوب أن يكون وزيراً ورئيساً ولكنني أرفض أن يكون بطريقة مخالفة ... وهنا أسأل الدكتور طارق ماهي الصفة القانونية والشرعية لقرار االلجنة الحوثية الذي صدر بتعيينك ،، وبالله عليك يادكتور هل ترضى أن يكون شخص كمثلك يعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة وبحر غزير في هذا الجانب ولكنه يقبل قرار تعيينه الذي صدر من مقوت انقلابي لايعرف إلا أشكال وأنواع القات في سوق عنس ... ( أسفي عليك يادكتور).
 
 رغم أحترامي واعتزازي للدكتور عبدالله الفلاحي القيادي الإشتراكي إلا أنني أقول أن قبوله لقرار اللجنة الحوثية بتعيينه في منصب نائب رئيس الجامعة يعتبر أساءة لشخصيته الأكاديمي ولموقف حزبه الأشتراكي ، وأقول أن قبول الفلاحي لذلك القرار لن يبرره منشورات وتصريحات الدكتور عبدالعزيز الوحش القيادي الإشتر.اكي ؤإنما ذلك سيثبت على انفصام الحزب والتشكيك في وضوح موقفه الذي يبرهن على أن الحزب الأشتراكي ( رجل مع الإنقلاب الحوثي ورجل مع شرعية هادي).
 
 اخيراً أقول أن الحوثي قد جعل جامعة إب موقع للسوق السوداء ، وذلك عبر مندوب اللجنة الثورية الذي يستلم حصة الجامعة من المشتقات النفطية ثم يبيعها داخل الجامعة ، وأحيانا ترى في ظلام اليل العديد من الاشخاص الذين يخرجون من الحرم الجامعي وهم يحملون العبوات البلاستيكية الممتلئة بالبترول والديزل وهنا ستسائل هل جامعة إب صرح علمي أم محطة محروقات .
 
 ليست العبرة بالشهادات ولا بالمؤهلات فرب شاب مقاوم خير من أكاديمي متعلم يساند الظلم أو يسكت عنه ،، ومن هنا أقول لأولئك الأكاديميون تباً لكم ولمؤهلاتكم ولعقلياتكم ولموقفكم أيها المتحوثون وإلى اللقاء في مقال قادم
 
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< مصادر تكشف عن الوجهة التي سيتوجه إليها الرئيس هادي بعد زيارته لعدن
< موظف جيبوتي يدوس على جوازات يمنيين أثناء عمله ( صوره - تقرير )
< الرئيس هادي يصل عدن وسط إجراءات أمنية مشددة
< غارات جوية عنيفة وانفجارات تهز العاصمة صنعاء ( المواقع المستهدفة )
< مقتل نجل محافظ ذمار الأسبق وأحد ضباط الحرس الجمهوري في معارك مأرب ووكالة سبأ تؤكد الخبر( صورة)
< العميد احمد عسيري يفجر مفاجأة ويتحدث لأول مره عن وجود أسرى من الجنود السعوديين لدى الحوثيين وعددهم
< الزمالك بطلاً لكأس مصر

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: