كاتب سعودي يضع مقارنة بين الرئيس السابق " صالح " والدكتور الراحل عبد الكريم الإرياني

 
إمتدح الكاتب السعودي المعروف ومدير قناة العربية الأسبق عبد الرحمن الراشد الدكتور الراحل عبد الكريم الإرياني وتاريخه السياسي ووصفه بالشخصية المهمة في تاريخ اليمن الحديث ، وقارن شخصية الدكتور الإرياني بشخصية الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، حيث وصفه بالشخصية الشريرة والمخّرب.
 
جاء ذلك في مقال نشره الراشد في صحيفة "الشرق الأوسط " بعنوان " الكيمائي الذي خسره اليمنيون"  ، وكما تابعه " اليوم برس " وكما يلي : 
 
تحدث عبد الرحمن الراشد في مقاله عن أشهر رجلين في تاريخ اليمن المعاصر، الرئيس اليمني المعزول علي عبد الله صالح الذي وصل إلى الحكم عسكريًا بلا ثقافة، والثاني، الدبلوماسي الشهير الدكتور عبد الكريم الإرياني الذي جاء من بيت علم وحكم، فعمه كان ثاني رئيس للجمهورية اليمنية، وهو نفسه صاحب علم وثقافة، اختار دراسة الكيمياء والعلوم الوراثية في الولايات المتحدة.
 

وقال : وكما يحدث في الأفلام، الأول، هو الشخصية الشريرة الذي لا يزال متحصنًا، يدمر ويقاتل ويخرب. والثاني، الإنسان الطيب الذي قرر عندما نشبت حرب بين اليمنيين أن ينفي نفسه، ليعيش في القاهرة، ثم ألمانيا. وقبل يومين غيب الموت الإرياني في مستشفى في ألمانيا ليبقى صالح يعيث في اليمن تخريبًا.
 
وتابع  : كان الإرياني دائمًا شخصية مهمة في تاريخ اليمن الحديث، ولأن الرئيس صالح لم يملك الكفاءة لإدارة نشاطاته الدبلوماسية كان يعتمد عليه، مدركًا أن الدكتور الإرياني، بشخصيته الوطنية والليبرالية، وثقافته الواسعة، لا بديل له. ثم كسرت العلاقة بينهما بعد قيام الثورة، وخروج ملايين اليمنيين يطالبون صالح بترك السلطة. لجأ السياسيون إلى الإرياني فهندس أفكار التغيير، بحيث يتخلى صالح عن الحكم يليه مشروع انتقالي سلمي، يهيئ للانتخابات وكتابة دستور جديد. ثم لجأ إليه اليمنيون بعد أن أفسد صالح مشروع الانتقال واستخدم قواته للاستيلاء على السلطة من جديد، فتبنى دعوة تطالب صالح باحترام الاتفاق وأن يخرج من الحزب، لكن الواقع لا يطابق خيال الأفلام. ففي الوقت الذي كان يموت فيه الإرياني في برلين من ضعف القلب، يقبع صالح مختبئًا في أحد الأقبية في اليمن، يرفض أي حل ثمنه التخلي عن كرسي الحكم. صالح لم يمل ولم يكل، ويعتبر من أطول حكام العالم ديمومة في السلطة، وما كل هذه الدماء والدمار إلا بسبب تمسكه بها.
 
وأضاف : ولسنوات طويلة، اعتاد المكيافيلي صالح على استخدام كل الرجال المحترمين حوله لإنقاذ نفسه عندما يقع في المآزق، أو حتى يستخدمهم نيابة عنه. فقبل عقد ونصف كان صالح يعمل على ترتيب اتفاقية الحدود مع جارته السعودية، وحتى يبرر قراراته العدائية ألقى باللوم على الإرياني، رئيس وزرائه، مدعيًا أنه من كان يرفض إقامة علاقة جيدة مع الرياض، وأنه سبب التوتر، ومنع الإرياني من مرافقته هامسًا في أذن الجيران بأنه رفض إشراك الإرياني في الوفد لأنه ضد الاتفاق. 
 
وقال الراشد في ختام مقاله : وتمر السنون ليتضح لاحقًا أن الإرياني كان أكثر الشخصيات السياسية اليمنية رغبة في إنهاء أسباب التوتر الخارجي، وتوطيد العلاقات مع دول المنطقة، وداخليًا هو من قاد التصالح مع اليمنيين في الجنوب. وعندما اندلعت الثورة في اليمن كان مهندس الاتفاق الشهير الذي يقضي بخروج صالح، ونقل السلطة لمن يختاره الشعب اليمني. وقد تبنى الخليجيون، وكذلك مبعوث الأمم المتحدة، مشروع الإرياني، وأجبروا صالح على التوقيع عليه في صفقة صممت حتى تجنب اليمنيين الثارات والصراع على خلافة الديكتاتور المعزول. لهذا هاجم صالح الدكتور الإرياني وحرض عليه، فنفى نفسه إلى القاهرة، إلا أن السياسيين استمروا يلجأون إليه بحثًا عن حلول في وجه تعنت صالح وشركائه الحوثيين، لكن مرض الإرياني، ثم وفاته، غيبت الحكيم الذي يحتاجه اليمنيون ويتفقون عليه، من شمالهم إلى جنوبهم.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< الجبير: تقاربنا مع أميركا اللاتينية يزيد من عزلة طهران
< صدور قرارات جمهورية بتعيينات ( الأسماء - المناصب )
< أنباء عن وصول جثمان الدكتور عبد الكريم الإرياني إلى مطار صنعاء
< بالصور .. خطوط الدخان تتشكل على هيئة صواريخ أطلقت عقب تحليق الطيران في سماء العاصمة صنعاء
< الناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية يكشف سبب تقدم الحوثيين في بعض المناطق الجنوبية
< قتل 5 بينهم أمريكيان في إطلاق نار بمركز تدريب للشرطة في الأردن
< تطورات جديدة حول حادثة الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء وبريطانيا تمتلك معلومات هامة

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: