أوضح وزير الخارجية جمال السلال في كلمة اليمن أمام الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي القاها مساء أمس أن اليمن شهد مُنذ مطلع العام 2011 مطالب بالتغيير نتيجة الازمات السياسية والاقتصادية المتتالية وانسداد الافق السياسي ، كادت تعصف به وتدفعه إلى أتون الحرب الأهلية وألقت بتداعياتها السلبية على مختلف المناحي السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية.
وأكد السلال أن اليمنيين أدركوا أن الحوار هو السبيل الأمثل للخروج من الأزمة ..مجددا شكر اليمن لكل من قدم الدعم للشعب اليمني وللتسوية السياسية التي جسدتها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزير وقادة دول الخليج وأمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بنعمر وأعضاء مجلس الأمن على موافقهم الداعمة لسير العملية السياسية في الاتجاه الصحيح.
وقال " بتوقيع المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية دخلت اليمن في العملية الانتقالية وتمكنت من تنفيذ معظم استحقاقات مرحلتها الاولى بنجاح وفي مقدمتها تشكيل حكومة الوفاق ، وإنشاء لجنة الشؤون العسكرية والانتخابات الرئاسية المبكرة، وتلى ذلك الولوج في المرحلة الثانية من العملية الانتقالية التي كان أهم استحقاقاتها عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تكللت اعماله بنجاح في 28 يناير 2014".
واستطرد قائلا :" على الرغم من التقدم الذي أُحرز في العملية السياسية الا انها واجهت وما تزال تواجه الكثير من التحديات التي كادت ان تعصف بها وتعيد اليمن إلى المربع الأول وآخرها التطورات الكبيرة والخطيرة التي مر بها اليمن ولا زال جراء التصعيد السياسي والعسكري الأخير لجماعة الحوثي(انصار الله) ومحاصرتهم العاصمة صنعاء ، وذلك بالرغم من قرار اليمنيين خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل بأن يكون ذلك اخر عهدهم باستخدام السلاح والعنف لتسوية خلافاتهم السياسية ".
ومضى قائلا :" ورغم ذلك فقد حرصت الحكومة على التعامل مع ذلك التصعيد بحكمة وصبر ايماناً منها بان الحوار هو الخيار الانجح لحل الخلافات ، وان الوطن لم يعد يحتمل المزيد من الصراعات كما ان المواطن قد اثقلت كاهله الازمات المتوالية ويتطلع بشغف إلى ان يعم الأمن والاستقرار ربوع الوطن".
وتابع وزير الخارجية قائلا:" لذا فقد بذلت الكثير من الجهود السياسية لاحتواء هذه الازمة ، وتم التوصل الى اتفاق السلم والشراكة الوطنية ، ورغم ذلك فقد لجأ الحوثيون للخيار العسكري وقاموا بمهاجمة معسكرات الدولة ونهبها والسيطرة على بعض المؤسسات الرسمية واقتحام البيوت الأمنه، ودخلت العاصمة صنعاء مليشيات مسلحة
وماتزال متواجدة فيها حتى الآن".
وأردف قائلا :" وما كان لذلك يمكن أن يحدث لولا الدعم السياسي والتنسيق اللوجستي من قبل بعض عناصر النظام السابق"، مؤكدا أنه وبذات النهج السياسي والتوافقي بذلت المزيد من الجهود السياسية التي كللت بالتوقيع قبل أيام على الملحق الأمني والعسكري لاتفاق السلم والشراكة الوطنية .
وشدد على ضرورة الالتزام التام بتنفيذ بنود هذا الاتفاق بما يضمن تحقيق سلم وشراكة وطنية حقيقية تحافظ على التماسك الاجتماعي بين كل اليمنيين ، حتى يتفرغون لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والمضي قدماً في استكمال تنفيذ ما تبقى من العملية السياسية التي دخلت مرحلة حاسمة ومفصليه تتطلب من جميع الاطراف السياسية اليمنية الالتزام بتنفيذ كافة التعهدات والاستحقاقات المترتبة على الاتفاق ، وتتطلب من المجتمع الدولي مواصلة ومضاعفة الدعم السياسي والمساعدات الاقتصادية.
وأشار إلى أن اليمن تواجه تحديات كبيرة في المجال الاقتصادي وعلى رأسها محدودية الموارد، وارتفاع معدلات البطالة والفقر، وارتفاع عجز الموازنة ،كما ان ثمة ازمة انسانية منسية في اليمن تتمثل في وجود اكثر من نصف سكان اليمن، اي نحو 14.7 مليون نسمة، ممن هم بحاجة الى شكل من اشكال المساعدات الانسانية، فضلاً عن إستضافة اليمن لما يربو عن مليون لاجىء من دول القرن الإفريقي.
وقال :" بالرغم من وجود خطط سنوية للاستجابة الانسانية في اليمن إلا انها للأسف لا تحظى سنوياً بالدعم المطلوب في حين يدرك المجتمع الدولي بان تدهور الوضع الانساني يهدد بنسف التقدم المحرز في الجانب السياسي".
ودعا السلال المجتمع الدولي إلى الوقوف مع اليمن الذي كان سباقاً في مواجهة هذه الآفة الدخيلة نيابة عن العالم في أهم بوابة جغرافية على مفترق باب المندب والمحيط الهندي باعتباره الشريان الحيوي بين البحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي المطل على بوابة العالم.
..مؤكدا عزم اليمن مواصلة الجهود بهمة عالية وبلا أدنى ادخار للجهد للوصول بالوطن إلى بر الأمان، وإغلاق كل منافذ وبؤر ومراكز النفوذ والإرهاب والاستقطاب والهيمنة على مقدرات الشعب وتطلعه المشروع إلى حياة آمنة ومستقرة في ظل مناخات العدالة والشراكة والمساواة بلا سطوة أو هيمنة أو نفوذ أو وجاهة زائفة.
وعبر في ختام كلمة اليمن عن شكره لرئيس الجمعية العامة والأمين العام ..متمنيًا لأعمال الجمعية العامة النجاح والتوفيق بما يحقق أمال وتطلعات شعوبنا في حياة يسودها الأمن والاستقرار وظروف العيش الكريم.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك