تبنى مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الإثنين، أول قرار له من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة بعدما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، عكس مرات سابقة استخدمت فيها حق النقض "الفيتو" وأسقطت قرارات مشابهة.
والقرار الذي أيده 14 عضوا مقابل امتناع عضو واحد "يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان" الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن "يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار"، و"يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".
وقد سبق للولايات المتحدة أن عارضت بشكل منهجي مصطلح "وقف إطلاق النار" في قرارات الأمم المتحدة، وعرقلت ثلاثة نصوص في مجلس الأمن في هذا الإطار.
واستخدمت روسيا والصين، الجمعة الماضي، حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار أميركي، دعمت فيه واشنطن للمرة الأولى وقفاً "فورياً" لإطلاق النار في غزة ربطاً بالإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس في القطاع.
والنص الأميركي الذي أسقطه الـ"فيتو" لم يدعُ بشكل صريح إلى وقف فوري لإطلاق النار، بل استخدم صياغة اعتُبرت غامضة من جانب الدول العربية والصين، وكذلك روسيا التي نددت بـ"نفاق" الولايات المتحدة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لم يتمكن مجلس الأمن المنقسم بشدة سوى من تبني قرارين آخرين طابعهما إنساني بشأن ملف النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، من أصل ثمانية مشاريع طرحت للتصويت.
البيت الأبيض "فوجىء" برد فعل اسرائيل على قرار مجلس الأمن
وفي أعقاب القرار، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن البيت الابيض "فوجئ إلى حد ما" باستياء إسرائيل بعدما تبنى مجلس الأمن الدولي القرار بشأن غزة، في ظل امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
وفي مؤتمر صحافي في واشطن، قال جون كيربي: "يبدو أن دوائر رئيس الوزراء (الإسرائيلي) تسعى إلى إشاعة انطباع عن تباين، في حين أن هذا الأمر ليس ضروريا".
وأوضح أن الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن اليوم الاثنين "لا يمثل تغييرا في الموقف السياسي" الأميركي.
حركة حماس ترحب بقرار مجلس الأمن
في الأثناء، رحبت حركة حماس بدعوة مجلس الأمن الدولي إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكنها أكدت في بيان ضرورة "الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، يؤدي إلى انسحاب كافة القوات الصهيونية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي خرجوا منها".
وأعلنت الحركة عن استعدادها للانخراط في عملية تبادل للأسرى فوراً تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين.
وأكدت أيضاً أهمية "حرية حركة المواطنين الفلسطينيين ودخول كل الاحتياجات الإنسانية لجميع السكان، في جميع مناطق قطاع غزة، بما فيها المعدات الثقيلة لإزالة الركام"، داعية مجلس الأمن للضغط على الاحتلال "للالتزام بوقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي".
الخارجية الأميركية تأسف لقرار إسرائيل
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنه "من المفاجئ والمؤسف أن يقرر الوفد الإسرائيلي عدم القدوم إلى واشنطن" بعد امتناع أميركا عن التصويت على قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن.
وكان من المفترض أن يتوجه وفد إسرائيلي إلى واشنطن في وقت لاحق اليوم، في أعقاب طلب الرئيس الأميركي جو بايدن إجراء محادثات بشأن الاجتياح البري الذي يهدد الاحتلال بتنفيذه في رفح جنوبي قطاع غزة.
وبهذا الخصوص، قالت الخارجية الأميركية إن "اجتياحاً شاملاً لرفح سيكون خطأ وسيضعف أمن إسرائيل"، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيبحث عملية رفح مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الاثنين.
كما أشارت إلى أن المفاوضات بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة جارية وأحرزت "تقدماً" في مطلع الأسبوع.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك