حيفا في الواجهة بعد عملية حزب الله... إليك أهميتها في اقتصاد إسرائيل

 

أصبحت مدينة حيفا المحتلة تحت المجهر هذا الأسبوع، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنود في هجوم شنّته مسيّرة تابعة لحزب الله الأحد 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، على قاعدة عسكرية جنوب حيفا. وتعتبر حيفا من المدن الرئيسية التي يعوّل عليها الاقتصاد الإسرائيلي، فهي تضم مرافئ تجارية أساسية، ومصفاة نفط ضخمة، ووادي السيلكون وحديقة ماتام التكنولوجية الذي حولها إلى مركز تكنولوجي محوري.

ومن المقولات الشائعة في إسرائيل أنّ "القدس تصلّي، وتل أبيب تعزف، وحيفا تعمل". ولا شك في أن هذا القول يعود إلى سنوات الانتداب البريطاني عندما تطوّرت حيفا بسرعة لتصبح الميناء الرئيسي على ساحل بلاد الشام، ومصفاة نفط، ومركزاً رائداً للسكك الحديدية، وفق موقع "المجلس الأوروبي". 

ويبلغ عدد سكان حيفا 396 ألف نسمة بحسب موقع "متروفيرس" الدولي، ويقدّر نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنحو 38.9 ألف دولار. وتتكوّن القوى العاملة في حيفا من حوالي 144.3 ألف عامل.

يتألف القطاع الأكبر في حيفا من الصناعات التحويلية، والتي تمثل 22.02% من العمالة في المدينة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك تصنيع أجهزة الكمبيوتر والمنتجات الإلكترونية، والذي يوفر 11.39% من العمالة في المدينة. وبالمثل، يظهر حضوراً كبيراً في الخدمات المهنية والتجارية (21.69%)، في صناعات، مثل الخدمات المهنية والعلمية والتقنية (11.96%). 

مصفاة حيفا

وتقع مجموعة بازان، وهي شركة لتكرير النفط والبتروكيماويات في خليج حيفا. وهي تُدير أكبر مصفاة نفط في إسرائيل. تبلغ الطاقة الإجمالية لتكرير النفط في المصفاة حوالي 9.8 ملايين طن من النفط الخام سنوياً، وتوفّر مجموعة متنوعة من المنتجات المستخدمة في العمليات الصناعية والزراعة والنقل.

وتعد أكبر منشأة تكرير وبتروكيماويات متكاملة في إسرائيل. كذلك توفّر الشركة خدمات التخزين والنقل لمنتجات وقود النفط، بالإضافة إلى الكهرباء والبخار للعملاء الصناعيين في المنطقة. ويتم تداول الشركة في بورصة تل أبيب تحت الرمز ORL، وهي جزء من مؤشر تل أبيب 35. 

ووفق موقع المجموعة على الإنترنت، فهي تُنتج 26600 طن من النفط الخام يومياً (حوالي 197000 برميل). يُوزّع نحو 70% من منتجات الشركة في السوق الإسرائيلية والباقي في الأسواق الدولية.

وانخفض إنتاج مصافي التكرير الإسرائيلية إلى أدنى مستوى نصف سنوي في ثلاث سنوات عند 261700 برميل يومياً للنصف الأول من عام 2024. وسجّلت مصفاة بازان انخفاضات متتالية في الإنتاج في النصف الأول من العام وصلت إلى نسبة 9% إلى 176000 برميل يومياً.

حديقة ماتام ووادي السيليكون

يقع وادي السيليكون الإسرائيلي في المنطقة بين مدينة حيفا شمالاً وحتى الأجزاء الجنوبية من ضواحي تل أبيب جنوباً، ويزداد تركيز الشركات فائقة التقنية في محيط تل أبيب. وتمتلك العديد من شركات التكنولوجيا العالمية مرافق بحث وتطوير في هذه المنطقة، بما في ذلك شركات مثل آي بي إم وإنتل حيث طوّرت إنتل معالجها ثنائي النواة (Core Duo) في مركز تطويرها في إسرائيل والموجود في مركز الصناعات العلمية في ضاحية ماتام في مدينة حيفا.

ووفق موقعها الإلكتروني، تقع حديقة ماتام عند المدخل الجنوبي لمدينة حيفا، وهي أكبر وأقدم حديقة صناعية عالية التقنية في إسرائيل. الحديقة هي مركز تكنولوجي محلي ودولي، حيث تعمل الشركات العالمية في مجال البحث والتطوير للتكنولوجيا المتقدمة، وهي معروفة باختراقاتها الدولية واختراعاتها الدولية.

وحديقة ماتام هي حرم جامعي مغلق، يغطي مساحة تقارب 200 ألف متر مربع ويعمل بها حوالي 6000 موظف. تضم الحديقة مباني تغطي مساحة تقارب 131 ألف متر مربع يتم تأجيرها لحوالي 50 شركة رائدة في مجال التكنولوجيا الفائقة مثل إنتل، إلبيت سيستمز، مايكروسوفت، فيليبس، زوران، غوغل، ياهو وغيرها. تتضمن الخطط المستقبلية للحديقة التوسع بأكثر من 100 ألف متر مربع.

ميناء حيفا 

ويعد حيفا ميناء بحرياً رئيسياً يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط خليج حيفا ويغطي مساحة 63 كيلومتراً مربّعاً. ويعدّ خليج حيفا مركزاً للصناعات الثقيلة وتكرير البترول والمعالجة الكيميائية. 

وتعتبر الموانئ الإسرائيلية الأكثر أماناً في العالم، كونها محمية بواسطة القبة الحديدية، إلى جانب أنظمة مضادة للصواريخ أخرى على الأرض وفي البحر.

ويعمل في حيفا عدد من الموانئ، بما في ذلك ميناء حيفا الذي تُديره مجموعة أداني الهندية، وميناء بايبورت الذي تديره مجموعة إس آي بي جي الصينية، وميناء أحواض بناء السفن الإسرائيلي الأصغر.