واشنطن تجري محادثات لمبادلة 3 أميركيين محتجزين بأفغانستان مقابل الإفراج عن مساعد بن لادن

 
تتفاوض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع حركة طالبان لتبادل أميركيين محتجزين في أفغانستان بسجين واحد بارز على الأقل يُزعم أنه مساعد لمؤسس وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن محتجز في خليج غوانتانامو، بحسب ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
وقالت الصحيفة إن إدارة بايدن، التي تناقش التوصل إلى اتفاق مع طالبان منذ يوليو/تموز الفائت على الأقل، أبلغت الحركة في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت أن الولايات المتحدة ستطلق سراح المحتجز في خليج غوانتانامو محمد رحيم الأفغاني، الذي تزعم الحكومة الأميركية أنه مساعد كبير لتنظيم القاعدة، إذا تم الإفراج عن جورج غليزمان ورايان كوربيت ومحمود حبيبي، وهم مواطنون أميركيون اختطفوا في أفغانستان عام 2022.
واقترحت طالبان في حينه إطلاق سراح رحيم واثنين آخرين مقابل غليزمان وكوربيت، بينما نفت الحركة احتجاز حبيبي. ولم يتخذ بايدن قرارًا بعد بشأن اقتراح طالبان، بحسب ما قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في جلسة سرية يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول السابق. ونقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص الحاضرين للجلسة، قوله إن رئيس اللجنة النائب مايكل مكول (جمهوري من تكساس)، أعرب عن قلقه من أن هذه ليست صفقة جيدة. ورفض مكتبه التعليق.
وأنهى كبير مفاوضي الإدارة الأميركية بشأن الرهائن، روجر كارستينز، مؤخرًا رحلة إلى الدوحة بقطر، حيث تحدث مع ممثلي طالبان حول إطلاق سراح الأميركيين. وقالت الصحيفة إن عرض طالبان يشكل معضلة لبايدن، وإن تسليم رحيم الذي تعتبره الحكومة الأميركية منذ فترة طويلة سجينًا بارزًا، وسجناء أفغان آخرين محتملين محتجزين لدى الولايات المتحدة، قد يثير انتقادات.
واعتبرت الصحيفة أن أفغانستان أثبتت أنها شوكة سياسية بعد أن أدى قرار بايدن بسحب القوات الأميركية منها إلى خروج فوضوي وعودة طالبان إلى السلطة، لافتة إلى أن إطلاق سراح واحد أو أكثر من السجناء الأفغان الذين يعتبرون تهديداً للأمن القومي مقابل إطلاق سراح مدنيين أميركيين يهدد بمزيد من التداعيات السياسية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، شون سافيت في بيان: "إن سلامة وأمن الأميركيين في الخارج هي إحدى أهم أولويات إدارة بايدن ونائبته كامالا هاريس، ونحن نعمل على مدار الساعة لضمان عودة جورج ورايان ومحمود الآمنة". ورفض متحدث باسم طالبان التعليق، لكن الحركة قالت منذ فترة طويلة إنها ستستبدل الأميركيين بالسجناء الأفغان الذين تحتجزهم الولايات المتحدة.
وندد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالصفقات السابقة التي أبرمها بايدن مع الخصوم. وبعد أن أتمت الولايات المتحدة في أغسطس/آب الفائت عملية تبادل أسرى شملت 24 شخصاً، قال ترامب: "مفاوضونا يشكلون دائماً إحراجاً لنا!". وقال بريان هيوز، المتحدث باسم ترامب في الفترة الانتقالية، إن الرئيس المنتخب "ملتزم بتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن الأميركيين الذين تم احتجازهم ظلماً".

ودعت عائلات الأميركيين المحتجزين لمدة عامين إلى أن تتخذ إدارة بايدن إجراءات لإطلاق سراحهم وأعربوا عن إحباطهم مما وصفوه بعدم إحراز تقدم. ووصفت وزارة الخارجية الأميركية غليزمان وكوربيت بأنهما محتجزان ظلماً، مما أعطى الإدارة مزيداً من السلطة والموارد للتفاوض من أجل إطلاق سراحهما.
وكان غليزمان، وهو ميكانيكي لإحدى الشركات في جولة في أفغانستان عندما اختطفته طالبان في ديسمبر/كانون الأول 2022. كما اختطفت كوربيت، وهو مستشار كان يسافر مع زميل ألماني على بعد 300 ميل شمال غرب كابول، في الصيف السابق. أما حبيبي، فاختفى في عام 2022 بعد أن قتلت الولايات المتحدة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في كابول. ويعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الجيش الأفغاني أو قوات الأمن خطفت حبيبي. ولم يتم تصنيفه من قبل حكومة الولايات المتحدة على أنه محتجز بشكل غير مشروع.
ووفقاً لما نقلته "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أميركي كبير وأشخاص آخرين على دراية بالمناقشات ذات الصلة، يسعى مسؤولو طالبان منذ فترة طويلة إلى إطلاق سراح رحيم، المحتجز في خليج غوانتانامو بكوبا منذ عام 2008. وقالت وزارة الدفاع الأميركية وقت نقل رحيم إلى غوانتانامو إنه كان مساعداً مقرباً لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأحد الميسرين والمتخصصين في المشتريات الأكثر ثقة لديه. ونفى رحيم هذه الاتهامات باستمرار، مؤكداً أنه عمل لغوي في أفغانستان، حيث كان يعمل باللغتين العربية و"الباشتو".
وقال جيمس كونيل، المحامي الذي يمثل رحيم: "هذا ليس ميسراً وثيقاً"، مضيفاً أن الاتهامات الأميركية ضد رحيم "مبالغ فيها إلى حد كبير، وفي السنوات الـ 17 التي تلت ذلك، لم يتم تقديم أي دليل". وأفاد تقرير التعذيب الصادر عن مجلس الشيوخ عام 2014 بأن رحيم تعرض لـ "أساليب استجواب مشددة" من قبل وكالة المخابرات المركزية، مثل الحرمان من النوم، بما في ذلك جلسة نوفمبر/تشرين الثاني 2007 التي استمرت حوالي 139 ساعة.
وطلبت طالبان من إدارة ترامب الأولى إطلاق سراح رحيم، وسعت مرة أخرى إلى تبادله خلال المحادثات التي سبقت إطلاق سراح أميركي من سجن طالبان في عام 2022. وقالت الحكومة الأميركية إنها تعتبر أن رحيم يشكل تهديداً كبيراً للأمن القومي وظلت لسنوات تقاوم مناقشة تبادله.
وفي أغسطس/آب الفائت، قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، إن بايدن لا يزال يخطط لإغلاق غوانتانامو قبل أن يغادر منصبه. وأضافت: "إنه شيء عقد العزم على تحقيقه". ولم تستجب الإدارة لطلب التعليق على ما إذا كانت لا تزال تخطط لإغلاق المنشأة.
 
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط https://telegram.me/alyompress


كلمات مفتاحية:


اقرأ ايضا :
< تصريح جديد من الخدمة المدنية بصنعاء بشأن بدء صرف نصف راتب .. وتكشف مصير الموظفين الذين أثبتوا تواجدهم
< تعرّف على مصير تعديل مواد قانون الأجانب في البحرين
< مجلس القيادة يصدر بيان ويعلن خطته لتطبيع الاوضاع في محافظة حضرموت
< السلطة المحلية تكرم قائد المنطقة العسكرية الأولى السابق
< حكاية المصافحة ودلالاتها.. ماذا تريد ألمانيا وفرنسا من سوريا ؟
< زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا... ويخلِّف 95 قتيلاً
< صدمة كبيره وتحرك في مصر .. حسابات على فيسبوك لبيع الأطفال

اضف تعليقك على الفيس بوك
تعليقك على الخبر

ننبه الى ان التعليقات هنا تعبر عن كاتبها فقط ولا يتبناها الموقع، كما ننبه الى ان التعليقات الجارحة او المسيئة سيتم حذفها من الموقع
اسمك :
ايميلك :
الحد المسموح به للتعليق من الحروف هو 500 حرف    حرف متبقى
التعليق :
كود التحقق ادخل الحروف التي في الصورة ما تراها في الصورة: