أعلنت وزارة النفط العراقية عن اكتشاف خزين نفطي ضخم يُقدر بأكثر من ملياري برميل وسط البلاد، مما يعد من أكبر الاكتشافات النفطية في العقد الأخير. وقالت الوزارة في بيان إنها وبالتعاون مع شركة نفط الوسط، بالتعاون مع شركة (EBS) الصينية، تمكنت من تحقيق اكتشاف نفطي كبير في حقل شرق بغداد الجنوبي، والذي يكتسب أهمية استراتيجية كونه يضاف إلى رصيد العراق النفطي، الذي يأتي في المرتبة الخامسة عالمياً من حيث الاحتياطيات. ويأتي هذا الخزين الاستراتيجي ليعزز القدرات الإنتاجية في العراق، باعتباره أحد الأعضاء المؤسسين والمؤثرين في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، مما يدعم دوره المحوري في سوق الطاقة العالمية. وأكدت الوزارة أن هذا الاكتشاف جاء نتيجة لجهود مستمرة في التنقيب باستخدام أحدث التقنيات، مشيرة إلى أن الحقل الجديد يتميز بجودة النفط وسهولة الاستخراج، مما يقلل من التكاليف ويعزز الجدوى الاقتصادية.
وتعتبر احتياطيات النفط في العراق خامس أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم حيث تبلغ 140 مليار برميل، فيما يبلغ متوسط صادراته النفطية بحدود 3.64 ملايين برميل يومياً. وذكر مدير عام شركة نفط الوسط، محمد ياسين حسن، أن عمليات اختبار البئر الاستكشافية الرئيسة في حقل شرق بغداد حققت نجاحاً كبيراً، حيث تم الحصول على تدفق نفطي عالي الإنتاجية من النفط المتوسط والخفيف.
وتوقع حسن، خلال حديثه لوسائل الإعلام، أن يضيف هذا الاكتشاف أكثر من ملياري برميل إلى احتياطيات العراق النفطية، مما يجعله أكبر اكتشاف للنفط في وسط العراق، مشيراً إلى أن "الاختبارات الأولية للبئر أظهرت معدل إنتاج يومي يصل إلى 5 آلاف برميل من النفط الخام". وأكد حسن أن هذا الاكتشاف يكتسب أهمية استراتيجية؛ كونه يضاف إلى رصيد العراق النفطي، ويعزز القدرات الإنتاجية للعراق، أحد الأعضاء المؤسسين والمؤثرين في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
الفرص والتحديات في العراق
أشار مختصون في الاقتصاد إلى أن هذا الاكتشاف قد يُسهم في دعم خطط العراق لزيادة إنتاجه النفطي إلى 6 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2027، وهو ما سينعكس على الإيرادات الوطنية ويُساعد في تمويل مشاريع تنموية تحتاجها البلاد. وقال الباحث الاقتصادي، علي عواد، أن هذا الاكتشاف قد يُسهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية عن البلاد، ويوفر فرصاً جديدة للاستثمار في قطاع النفط والبنية التحتية المرتبطة به.
وأوضح عواد لـ"العربي الجديد" أنه رغم أهمية الاكتشاف، إلا أن الاستفادة منه تتطلب معالجة التحديات المتعلقة بالبنية التحتية والتكنولوجيا المستخدمة في عمليات الاستخراج النفطي، إلى جانب تحسين البيئة الاستثمارية لجذب الشركات العالمية. وأضاف أنه، في ظل انتشار الفساد، تبقى استفادة المواطن العراقي من الثروات النفطية محدودة، رغم الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها البلاد، موضحاً أن الإيرادات النفطية غالباً ما تُهدر وتسبب عجزاً في موازنة الدولة بسبب الفساد وسوء الإدارة، مما يمنع وصولها بشكل مباشر أو غير مباشر إلى المواطن العادي.
وأفاد عواد أنه رغم العائدات النفطية الكبيرة ما زال العراق يعاني من ارتفاع معدلات البطالة ومستويات الفقر، وهذا يعكس الفشل في استخدام العوائد لتحسين فرص العمل أو تعزيز الخدمات الأساسية، وضعف الخدمات العامة والتفاوت الاقتصادي. وشدد عواد على أهمية تعزيز الشفافية والمحاسبة وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني والحد من عمليات الفساد، وتوجيه العائدات إلى قطاعات إنتاجية تُسهم في خلق فرص عمل وتنمية مستدامة، فضلاً عن تخصيص جزء من عائدات النفط لبرامج دعم اجتماعي مباشر للأسر الفقيرة.
وعن شركة EBS الصينية، أوضح عواد أنها ليست من الأسماء البارزة المعروفة عالميًا في مجالات الطاقة أو البنية التحتية كالشركات العملاقة مثل CNPC أو Sinopec، مشيراً إلى أنها قد تكون شركة محلية أو ذات نطاق متخصص تعمل في مجال معين داخل العراق، وعادةً ما تكون هناك شركات أصغر تتعاون في مشاريع محددة مع الحكومة العراقية، أو مع شركات دولية كجزء من عقود ثانوية.
تعزيز موقع العراق في مجال الطاقة
من جانبه قال المختص في مجال الطاقة أحمد صدام إن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في تعزيز موقع العراق في ميزان الطاقة العالمي، كما يمكن أن يفتح مجالات كبيرة لتوسيع الاستثمارات النفطية في المستقبل، إذا ما طلبت السوق العالمية زيادة الإنتاج. وأضاف صدام، في حديثه لـ"العربي الجديد"، "تكمن أهمية الاستثمار في هذه الحقول في أنه يقلل الضغط مستقبلا على الحقول النفطية القديمة في العراق، فضلاً عن كونه ينوع مواقع الإنتاج في وسط العراق".
وبيّن أن وجود اكتشافات جديدة للنفط يعني أن نضوب النفط او انخفاض مستوى الاحتياطي في العراق ما زال بعيداً، وأن هذا الأمر يؤثر إيجاباً في قرارات الشركات النفطية الدولية على المدى الطويل. وأشار إلى أن ذلك يفتح الباب بشكل أوسع لتعزيز العلاقات مع الشركات العالمية على المدى البعيد، بما يعزز العلاقات الدولية للعراق مع الدول المستهلكة للنفط. وتحدث صدام أيضاً عن الشركة الصينية المتعاونة مع شركة نفط الوسط العراقية، معتبراً إياها من الشركات الموثوقة، والدليل على ذلك هو التزامها بعقودها في عدة دول منتجة في القطاع النفطي العالمي، وفقاً لقوله.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك