أكد قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، أن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) هي الوحيدة التي لم تلب دعوة الإدارة السورية لحصر السلاح بيد السلطة، معتبراً أن "حزب العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب" يستغلان مسألة تنظيم "داعش" لخدمة مصالحهما الخاصة.
وقال أحمد الشرع، في تصريح لوسائل إعلام تركية، اليوم الخميس: "لن نترك مجالاً للتفاوض مع قوات "قسد"، ولكن نمتلك الحق في استخدام الوسائل كافة لاستعادة وحدة أراضينا"، مؤكداً أن الإدارة في دمشق لن تسمح على الإطلاق بوجود سلاح خارج سلطة الدولة أو بتقسيم سورية. وأضاف الشرع أنه لا يمكن القبول أبداً بالتقدم الإسرائيلي في الأراضي السورية، مشيراً إلى أن العقوبات كانت مفروضة على نظام بشار الأسد وليس على الشعب السوري، وبالتالي يجب رفعها. وأعرب عن اعتقاده بأن الإدارة الأميركية الجديدة ستعيد النظر في العقوبات المفروضة على سورية.
إلى ذلك، التقى أحمد الشرع في دمشق، اليوم الخميس، وزير خارجية بيلاروسيا، ماكسيم ريزينكوف، في زيارة لافتة بعد أن كانت بلاده داعماً قوياً لنظام بشار الأسد المخلوع.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أنه حضر اللقاء أيضاً رئيس جهاز الاستخبارات العامة السورية، أنس خطاب. وفي تصريحات له عقب الاجتماع مع الشرع، قال ريزينكوف إن بلاده مستعدة لدعم الجانب السوري في مساعيه لدى المجتمع الدولي لرفع القيود المفروضة عبر العقوبات، مشيراً إلى أنه تناول مع الشرع مجالات التعاون لتسهيل إعادة إعمار سورية.
ونقلت الوكالة عن وزارة الخارجية في بيلاروسيا، قولها في بيان، إن ريزينكوف ناقش في دمشق مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع "بالتفصيل الوضع الدولي والصراعات الإقليمية، مؤكدين المصلحة المشتركة لتسويتها في وقت مبكر". وأضافت الوزارة: "إن بيلاروسيا تدافع عن سيادة واستقلال وسلامة أراضي سورية داخل الحدود المعترف بها دولياً"، مبينة أن ريزينكوف "أعلن استعداده لدعم الجانب السوري في المنظمات الدولية لحماية هذه المبادئ ولرفع العقوبات عن سورية". وأعلنت الوزارة أن بيلاروسيا ستقدم قريباً 50 حافلة هدية من رئيس وشعب بيلاروسيا إلى الشعب السوري، موضحة أنه سيجري تصنيعها وإنتاجها وتسليمها إلى سورية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وكانت بيلاروسيا بقيادة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو داعمة للنظام السوري السابق خلال السنوات الماضية، في ضوء تحالفها العميق مع روسيا، التي كانت تدعم بدورها نظام الأسد. وانتقدت بيلاروسيا الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري، واعتبرتها مؤامرة غربية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة. وإلى جانب الدعم السياسي لنظام الأسد، سعت بيلاروسيا لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع النظام عبر تقديم الدعم الفني والمساعدات الاقتصادية في المجالات المختلفة مثل الصناعة والزراعة.
ورأى المحلل السياسي محمد جزر أن زيارة الوفد البيلاروسي قد تكون جرت بإيماء من موسكو، بغية تقديم لفتة إيجابية تجاه حكومة دمشق، وبما قد يمهد لاحقاً لفتح قنوات مماثلة بين موسكو ودمشق. ولم يستبعد جزر أن يكون الوزير البيلاروسي قد حمل رسائل معينة من موسكو بشأن علاقتها المستقبلية مع الحكم في دمشق.
وعلى الصعيد الميداني، جُرح خمسة أشخاص مساء امس الخميس، بانفجار سيّارة مفخخة في مدينة منبج شرقي محافظة حلب شمالي سورية. وقال الدفاع المدني السوري إن الانفجار وقع مقابل المشفى الوطني على الطريق الذي يربط مدينتي منبج وحلب، وتسبب بإصابة خمسة أشخاص، حيث توجهت فرق الدفاع المدني للمنطقة وأخمدت الحريق الناجم عن الانفجار وأزالت آثاره.
وأوضح أمين المشهد، مسؤول القطاع الصحي بالمجلس المدني لمدينة منبج، أن جراح المصابين طفيفة، دون إعطاء عدد نهائي لهم. من جهته، اتهم الإعلامي المنحدر من مدينة منبج محمد البكار "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بالوقوف خلف التفجير، مضيفا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن هذا النوع من التفجيرات الهدف منه ترويع الأهالي وزعزعة الأمن داخل المدينة.
وأصيب ثلاثة أشخاص في 17 يناير/ كانون الثاني الحالي، بانفجار سيارة مفخخة وسط مدينة منبج الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني السوري. والسيارة المفخخة هي الثالثة التي تنفجر في المدينة خلال نحو شهر بعد سيطرة "الجيش الوطني" على المدينة وطرد قوات "قسد" منها، يضاف لها التفجير الذي حدث اليوم.
وفي سياق متصل، أصيب سبعة مدنيين، بينهم طفلان، جراء قصف لقوات "قسد" بالصواريخ استهدف مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي، وفق ما أكده الدفاع المدني السوري. بدورها، أكدت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" استمرار عمليات القصف المتبادل والاشتباكات في منطقة سدّ تشرين بين مقاتلي الجيش الوطني ومقاتلي "قسد"، في الوقت الذي استهدف به الجيش الوطني بطائرة مسيرة تجمعا لمقاتلي "قسد" في المنطقة.
في المقابل، قال المركز الإعلامي لـ"قسد" إن 14 عنصرا من مقاتلي الجيش الوطني قتلوا بعمليات استهداف لمقاتليه في منطقة سد تشرين بريف حلب الشرقي، وفق بيان نشره اليوم. وأضاف البيان أن مقاتلي "قسد" نفذوا عدة عمليات في قرى أبو قلقل، تل عرش، وقلعة نجم، أسفرت عن مقتل 10 من عناصر الجيش الوطني.
ويدور صراع دامٍ في الأيام الأخيرة بين "قوات "قسد" وفصائل سورية منضوية في "الجيش الوطني السوري" التي تحاول السيطرة على سد تشرين وجسر قره قوزاق على نهر الفرات في ريف حلب، الذي يعد من أهم السدود المائية في سورية. وخاضت الفصائل معارك قوية ضد "قسد" استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والطيران المسيّر، إلا أنها فشلت حتى الآن في إخراج "قسد" من منطقة السد.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك