انتظرت عائلة الأسير الفلسطيني محمد الطوس الملقب بـ"عميد الأسرى"، بفارغ الصبر، لحظة تحرره اليوم السبت من سجون الاحتلال الإسرائيلي ضمن صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة في قطاع غزة، بعد انتظارٍ دام نحو 39 عاماً قضاها الأسير خلف القضبان.
محمد الطوس البالغ من العمر 70 عاماً والمتحدر من بلدة الجبعة قضاء بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، جرى إبعاده إلى الخارج وبشكل مرحلي إلى مصر رفقة 69 أسيرًا آخرين اليوم السبت. وواجه محمد الطوس طوال سنوات اعتقاله سلسلة من عمليات التنكيل والانتقام الإسرائيلية، كان من بينها هدم منزل عائلته ثلاث مرّات، على خلفية نشاطه المقاوم ضد الاحتلال. كما أُسر وهو يعاني إصابة بليغة، وفق ما أوضح نجله ثائر الطوس .
وقال نجل الأسير: "يعاني الوالد من ظروفٍ صحية صعبة، وكنا نأمل ألا يُبعد، إلا أن قرار الاحتلال الإسرائيلي كان ينصّ على إبعاده إلى مصر، وحتى الآن، لا نعرف الوجهة التي تلي ذلك". واستحضر نجل الأسير ذكريات مؤلمة في عام 2015 حين توفّيت والدته (زوجة الأسير) ولم توافق محكمة الاحتلال في حينه على جهود قانونية بذلت لمحاولة الإفراج عنه، ومشاركة العائلة وداع زوجته التي كانت تعاني تدهوراً صحياً؛ نتيجة الظروف الصحية والنفسية التي كان يمرّ بها زوجها الأسير.
ولفت نجل الأسير الطوس إلى أن والده أجرى اتصالًا من داخل سجون الاحتلال صباح اليوم مع العائلة، أبلغهم فيه أنه سيُبعد خلال الساعات القادمة إلى مصر، وهو أول اتصال للأسير مع العائلة منذ الرابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023. وكانت سلطات الاحتلال شنت حملة تنكيل بحق الأسرى الفلسطينيين بعد ذلك التاريخ تزامناً مع حرب الإبادة على غزة، ما زاد مخاوف العائلة على حياة ابنها نظرًا إلى حجم الاعتداءات الإسرائيلية التي مارستها إدارة السجون بحقّ الأسرى.
وعن ترقب العائلة خبر الإفراج عنه، قال نجل الأسير: "يكفينا أن يتنفس والدي نسائم الحرية، فحريته هي ما يُسعدنا، ولن نظهر أي مظاهر للفرح احترامًا للظروف، خاصةً أن تهديدات الاحتلال قد وصلت إلينا، ولأن والدي سيُبعد إلى الخارج. كما أننا نمتنع عن الاحتفال تقديرًا لأهل غزة وصمودهم". وأشار الابن إلى انتظار وصول والده المؤكد إلى مصر لتجري العائلة ترتيبات لزيارته ولقائه هناك بعد أن حرمت سنوات طويلة من رؤيته نتيجة قيود الاحتلال الذي كان يحدد زيارة واحدة كلّ شهر أو شهرين مع حصرها بأشخاص محددين.
وقال نادي الأسير في بيان له إن الأسير محمد الطوس "أبو شادي"، عميد الأسرى، اعتقل في أكتوبر/تشرين الأول من العام 1985 على خلفية مقاومته الاحتلال وانتمائه إلى حركة "فتح"، وأُصيب في حينها بإصابات بليغة، وقد حكم الاحتلال عليه بالسّجن مدى الحياة. وأشار البيان إلى أن الطوس من المعتقلين القدامى منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو، وعددهم اليوم 21 أسيرًا. وبحسب بيان نادي الأسير، فإن "الاحتلال رفض الإفراج عنه في كافة صفقات التبادل والإفراجات التي تمت على مدار سنوات اعتقاله، إلى جانب رفاقه من المعتقلين القدامى، لا سيما عام 2014، حينما رفض الاحتلال الإفراج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين القدامى في إطار مفاوضات السلام بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك