أُفرِج مساء اليوم الخميس عن الشيخ محمد الكازمي، إمام وخطيب مسجد عمر بن الخطاب في مديرية المنصورة بالعاصمة المؤقتة عدن، بعد اختطافه من قبل مجموعة مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في عملية اقتحام مسلح للمسجد فجر اليوم.
وأكدت مصادر مطلعة، أن الإفراج عن الشيخ الكازمي جاء بعد نقله في وقت سابق عصر اليوم، من سجن شرطة دار سعد إلى معسكر قوات الحزام الأمني في مدينة الشعب.
صلاة الفجر تتحول إلى مشهد رعب.. قوة مقنعة تختطف الإمام وتطلق النار داخل المسجد
— منصة أبناء عدن (@Aden_newss) June 26, 2025
- قوة أمنية مقنعة تابعة للمجلس الانتقالي اقتحمت مسجد ساحة الشهداء في مديرية المنصورة اليوم بعد صلاة الفجر، واختطفت الإمام "محمد الكازمي" من أمام المصلين واقتادته إلى جهة مجهولة.
- المصلّون حاولوا… pic.twitter.com/jjoKbXT0qN
وأشارت المصادر إلى استمرار التحقيقات مع القوة الأمنية المتورطة في عملية الاقتحام التي أثارت موجة غضب شعبي ورسمي، وُصفت بأنها انتهاك صارخ لحرمة المساجد وحقوق المواطنين.
وتداول ناشطون مقطع فيديو للشيخ الكازمي في مسجده عقب الإفراج عنه، حيث ألقى كلمة قصيرة عبر فيها عن شكره لتضامن المواطنين ووقفهم إلى جانبه.
وكانت قوة أمنية من شرطة دار سعد بقيادة مصلح الذرحاني، قد اقتحمت فجر اليوم مسجد عمر بن الخطاب أثناء صلاة الفجر أطلقت النار واعتدت على الشيخ الكازمي قبل أن تختطفه بالقوة وتقتاده إلى جهة مجهولة، دون معرفة الأسباب والدوافع.
وأكد شهود عيان ومقاطع فيديو أن العناصر التي اقتحمت المسجد كانت ملثّمة ومدججة بالسلاح، وأن المصلين أصيبوا بحالة من الذعر والرعب، مؤكدين أن الإمام الكازمي شخصية تحظى باحترام واسع ومعروف بسيرته الطيبة ومشاركته في معركة تحرير عدن عام 2015، حيث أُصيب حينها أثناء مقاومته لمليشيات الحوثي.
وتشير مصادر حقوقية إلى أن المجموعة المسلحة التي نفّذت الاقتحام تتبع مدير شرطة دار سعد، مصلح الذرحاني، وهو متهم في قضايا وانتهاكات متعددة تتعلق بالخطف والتعذيب والاقتحامات غير القانونية.
وقوبلت هذه الجريمة، بإدانة شديدة من شخصيات دينية ومسؤولين حكوميين، بينهم وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد الدكتور مختار الرباش، الذي وصف ما جرى بأنه "إهانة لبيوت الله وعدن"، مطالبًا في رسالة عاجلة بمحاسبة المسؤولين عن الاقتحام وتقديمهم للعدالة.
كما عبّر وزير الشباب والرياضة نايف البكري عن استنكاره الشديد خلال زيارته للمسجد، مؤكدًا أن "الشيخ الكازمي يُعرف باعتداله ووسطيته"، وأن ما حدث "يعد ترويعًا للمصلين وانتهاكًا صريحًا لحرمة دور العبادة".
من جانبه، أصدر محافظ عدن ووزير الدولة، رئيس اللجنة الأمنية أحمد لملس توجيهًا رسميًا إلى مدير أمن عدن والأجهزة الأمنية المعنية، بفتح تحقيق فوري وعاجل في واقعة اقتحام المسجد، مشيرا إلى أن ما حدث من "إطلاق نار في حرم المسجد واحتجاز الإمام" يُعد انتهاكًا خطيرًا يستوجب التحقيق العاجل.
وشدد التوجيه على رفع تقرير مفصل إلى المحافظ، مع إحالة الأفراد المتورطين إلى الإجراءات القانونية، مؤكدا أهمية التعامل مع الواقعة بجدية تامة، نظرًا لحساسيتها وانعكاساتها الخطيرة على الأمن العام، واحترام حرمة المساجد وحقوق المواطنين.
ويأتي هذا التوجيه بعد تصاعد موجة من الغضب والاستنكار الشعبي والحقوقي والديني، إثر الحادثة التي وقعت فجر اليوم، والتي اعتُبرت "جريمة منظمة" وانتهاكًا صارخًا لحرمة بيوت الله، وسط مطالبات واسعة بمحاسبة المتورطين وكشف الجهات التي تقف خلف العملية، في ظل تحذيرات من أن السكوت على مثل هذه الانتهاكات قد يدفع بعدن نحو مزيد من الفوضى.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك