السعوديون ناموا في ظل حكم ملك واستيقظوا في ظل حكم ملكاً آخر واليمنيون 12 يوماً بلا رئيس ولا حكومة

 

قبل عشرة أيام كان السعوديون يتداولون فيما بينهم  "إنهم باتوا في أمان في ظل حكم ملك، واستيقظوا في أمان في ظل حكم ملك جديد"، وهم يشيرون بالطبع إلى عملية انتقال سياسية سلسة حدثت بشكل اعتاد عليه السعوديون منذ أن وحد أرضهم الملك عبدالعزيز.

 

وتعمد السعوديون في الإشارة إلى الأمن بشكل مهم في تعبير واضح لمعنى الحياة في بلد آمن ومستقر على الرغم من الفوضى السياسية والأمنية التي طالت دولاً عدة في المنطقة المجاورة لهم ، مثل اليمن والعراق .

 

وعاش السعوديون قبل ثلاثة أيام نهاية أسبوع حافلة بقرارات ملكية هامة، دفعت بوجوه شابة إلى حمل حقائب وزارية إضافة إلى صرف راتب شهرين لموظفي الدولة، وهو القرار الذي رآه السعوديون في مختلف وسائل التواصل بمثابة تعبير عن قوة ومتانة الاقتصاد السعودي في ظل تراجع أسعار النفط منذ عدة أشهر.

 

أما اليمن فما يقارب الـ 12 يوماً والبلد بدون رئيس ولا حكومة ، ولا حتى أدنى مقومات مؤسسات الدولة ، في ظل الإنقلاب الحوثي على شرعية الرئيس والحكومة ، والمواطن يبحث عن ما يسد به حاجته وقوت يومه ، في ظل تدهور مخيف للوضع الإقتصادي ، وتزايد أعمال العنف ، وعجز القوى السياسية عن التوصل لآلية يتم من خلالها إنتقال السلطة ، وقد يكون السبب الرئيسي في كل ذلك هو وجود الديمقراطية في بلداً يغيب عن أبناءه الوعي السياسي .

 

لا يطمح المواطن اليمني أن  يحصل على تلك الإمتيازات التي يتمتع بها المواطن السعودي ، نظراً للفرق الشاسع في الموارد بين السعودية واليمن ، ولكن يبحث المواطن اليمني عن الإستقرار ، بل أصبح يبحث في ظل الأوضاع الراهنة عن رئيساً للبلد ، يبحث عن حكومة تدير شؤون البلاد بدلاً من ترك المليشيات تعبث بمؤسسات الدولة ، وبالتالي ينعكس ذلك على إستقرار ووضع البلد .

 

في نهاية الأمر فإن القوى السياسية اليمنية تتحمل مسؤوليتها التاريخية عن الوضع الذي وصل إليه المواطن اليمني من فقر وعدم إستقرار وتغييب مؤسسات الدولة ، كونها شاركت بطريقة غير مباشرة من خلال شرعنة كل ما يقوم به الحوثيون منذ تهجير أبناء دماج حتى اللحظة .

 

(الصورة أعلاه ليمنيين في سجون السعودية )