شهدت هضبة حضرموت صباح الخميس حفلًا عسكريًا كبيرًا بمناسبة تخرج أول دفعة من قوات “حماية حضرموت”، في خطوة لافتة تُعلن عن أحدث مكون عسكري في اليمن تحت قيادة الشيخ عمر بن حبريش العليي، رئيس حلف قبائل حضرموت.
الحفل الذي أقيم في منطقة صحراوية مفتوحة بحضور قيادات قبلية وعسكرية، شهد عرضًا عسكريًا منظمًا جسّد مستوى التدريب والانضباط الذي تلقاه المجندون خلال فترة التأهيل، وسط استعراض للآليات والمدرعات وجاهزية قتالية واضحة.
وتُعد “قوات حماية حضرموت” أحدث تشكيل عسكري يعلن عن نفسه في اليمن، لتنضم إلى قائمة من الكيانات المسلحة التي تشمل القوات الحكومية التابعة للشرعية، قوات جماعة الحوثي، قوات المجلس الانتقالي، وقوات طارق صالح المدعومة إماراتيًا.
ويأتي ظهور هذا التشكيل الجديد في ظل تصاعد الأصوات المطالبة بتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم الأمنية بعيدًا عن الصراعات الخارجية، غير أن الخطوة أثارت في المقابل مخاوف أوسع من أن يكون ذلك مؤشرًا على اتجاه البلاد نحو مزيد من التمزق السياسي والعسكري وتحولها إلى كنتونات مناطقية تتقاسم النفوذ والجغرافيا.
مصادر سياسية اعتبرت أن تشكيل قوات منفصلة في كل منطقة يعمّق من الانقسام ويضعف مؤسسات الدولة الموحدة، ويهدد بفقدان السيطرة على المسار الوطني الجامع، لا سيما في ظل غياب رؤية شاملة تنظم هذه القوى تحت مظلة وطنية واحدة.
ويُنظر إلى قوات “حماية حضرموت” كجزء من مشروع سياسي وأمني يسعى إلى فرض حضور قبلي ـ محلي على مستوى المحافظة، وسط تجاذبات حادة بين القوى المسيطرة في جنوب وشرق البلاد، وتزايد الدعوات لمنح حضرموت وضعًا خاصًا في أي تسوية سياسية قادمة.
يُذكر أن حلف قبائل حضرموت بقيادة عمر بن حبريش كان قد صعّد مؤخرًا من تحركاته السياسية والعسكرية، وعقد سلسلة لقاءات موسعة في وادي حضرموت، في مؤشر على إعادة ترتيب المشهد الحضرمي بمعزل عن الكيانات السياسية والعسكرية التقليدية.
ويرى مراقبون أن استمرار هذا المسار دون تدخل حاسم من الدولة قد يؤدي إلى انفجار الصراعات المحلية، وتحويل المناطق المحررة إلى ساحات نزاع بين قوى متعددة الولاء، مما يُصعب من فرص الحل السياسي في البلاد.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك