قلل محللون سعوديون من التصريحات الحوثية الأخيرة التي هددت باستهداف المنشآت النفطية في المملكة، مؤكدين أن جماعة الحوثيين لا تمتلك القدرات العسكرية لتنفيذ هذه التهديدات، التي تعكس الوضع الصعب الذي تواجهه هذه المليشيا وحلفاؤها في الداخل اليمني، وتدخل في سياق الحرب النفسية وتمثل هروبا إلى الأمام ، بالرغم من إعلان الحوثيين وإعلام الرئيس السابق صالح من إطلاق صاروخ باليستي على الآراضي السعودية ، بالإضافة إلى الدعم الذي يقدمه خبراء في الحرس الجمهوري في مساندة الحوثيين في إطلاق ونصب الصواريخ .
وكان مصدر في الحركة الحوثية صرح لوكالة أنباء "فارس" الإيرانية بأن استمرار التحالف بقصف مواقع الحركة سيدفعها لاستهداف المناطق النفطية والغازية السعودية.
وقال رئيس "مركز الخليج للأبحاث" عبد العزيز بن صقر "هذه جعجعة سمعناها كثيراً، وكل ما لديهم كاتيوشا على الحدود، وحتى إذا ما افترضنا أن لديهم خلايا نائمة، فالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية كانوا أوفر حظاً لأنهم يستخدمون شبابا سعوديين، والتصريحات تشير إلى أنهم يواجهون متاعب في الداخل".
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي خالد باطرفي أن "أقصى ما لدى جماعة الحوثيين هو صواريخ سكود قصيرة المدى"، مبيناً أنهم سبق أن حاولوا استهداف المناطق السعودية الحدودية لكن تم إسقاطها عبر صواريخ باتريوت المتطورة.
فهذه النوعية من صواريخ سكود تحتاج إلى فترة تسخين ومكان مفتوح لإطلاقها، وهو ما يسهل عملية استهدافها من قوات التحالف، لاسيما وأن هناك مراقبة على مدار الساعة وتقنيات هذه الصواريخ من أيام صدام حسين الذي حاول هو الآخر استهداف المراكز النفطية وفشل وأسقطت كل الصواريخ التي أطلقها في ذلك الوقت.
وأشار باطرفي إلى أن مناطق المراكز النفطية في المنطقة الشرقية "بعيدة جداً. وأعتقد أن الأمر ليس مستغرباً فقد هددوا بالاستيلاء على مكة والمدينة، هذه من ضمن الحرب النفسية الغبية التي يستخدمونها".
عجز الحوثيين
وعن الجوانب العسكرية للتهديد، قال المحلل العسكري علي التواتي إنه من النواحي العسكرية التقليدية كاستخدام صواريخ أو أسلحة بعيدة المدى يبدو الأمر صعبا للغاية. لا يمكن للحوثيين استهداف المراكز النفطية السعودية من الناحية العسكرية التقليدية، لكن من ناحية الأعمال التخريبية ربما، بمعنى إذا كانت هناك خلايا نائمة أو تمكنوا من تهريب متفجرات، وهذا الأمر يمكن أن يحصل في أي بلد في العالم".
وفي سؤال عن القدرات العسكرية الحوثية بعد عاصفة الحزم، قال "لا توجد لديهم قدرات عسكرية بالمفهوم العسكري، فلا توجد تشكيلات عسكرية، ولا منظومات تسليح متكاملة، ولا ذخائر كافية. لا يوجد سوى مجموعات حرب عصابات تستخدم أسلحة حرب العصابات أكثرها تطورا صواريخ غراد الروسية التي يصل مداها ٧٠ كيلومترا".
ويذهب رئيس "مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية" أنور عشقي إلى أن جماعة الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي صالح ليس لديهم أي إمكانات في هذا المجال لأنهم في وضع حرج، بحسب وصفه.
واستطرد "استهداف المنشآت النفطية سوف يزيد وقوف العالم ضدهم، وإذا حاولوا القيام بشيء سيكونون في وضع حرج عالميا. أما بالنسبة للجانب الأمني فإن منابع النفط السعودية محمية إلى حد كبير، ولا يمكن لهم الوصول إليها".
واعتبر عشقي التصريحات الأخيرة "تدخل في نطاق الجانب النفسي والتشويش على المملكة ودول الخليج، وقال "إذا كانوا لم يصلوا لبعض المناطق الحدودية فكيف سيصلون إلى منشآت النفط".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك