منذ أيام أشاد المسؤولون الإيرانيون بالتعاون المستمر مع موسكو، ودافعوا عن قرار السماح للطائرات الحربية الروسية باستخدام قاعدة همدان العسكرية لشن غارات في سوريا.
لكن فجأة أصبحت همدان نقطة خلاف، إذ ترافق وقف التسهيلات الإيرانية مع انتقاد وزير الدفاع حسين دهقان كشف موسكو خبر استخدامها القاعدة، واصفا ذلك بالعمل غير المدروس.
ما الذي فعلته روسيا، وما الذي أزعج إيرانمن حليفتها؟ يقول الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي لبرنامج "ما وراء الخبر" الذي يبث على قناة الجزيرة ، وكما تابع " اليوم برس " إن تصريح وزير الدفاع الإيراني جاء في مقابلة تلفزيونية وكان "عتابا" لروسيا التي أعلنت عن استخدام القاعدة بما يمكن وصفه باستعراض للعضلات أمام الغرب.
واستدرك قائلا إن التعاون العسكري الإستراتيجي بين البلدين سيستمر سواء من قاعدة همدان أو من غيرها، وإن غرفة عمليات مشتركة اتفق عليها في طهران مع روسيا وسوريا لإدارة الأزمة السورية.
أما اتفاق همدان فمن وجهة نظره كان ضمن مهمة محددة، غير أن وسائل الإعلام التي تحدثت عن قاعدة جوية روسية في البلاد أثارت لغطا داخليا.
الخبير السياسي والعسكري الروسي إيفان سافرانتشك ذهب أيضا للحديث عن مبالغات إعلامية، مشيرا إلى أن التعاون مستمر بين سوريا وإيران وروسيا وربما تنضم الصين إليه.
وبشأن رد وزير الدفاع الإيراني، قال إنه كان "قويا" وربما حمل خيبة أمل من تصريحات الروس لكنه لا يصل إلى حد تعطيل التعاون بين البلدين في الوضع السوري.
ولم يستبعد سافرانتشك أن يكون كشف الروس عن استخدام القاعدة جاء بعد انتهاء العمل منها، وأن خيبة الأمل الإيرانية تكمن في أنه أصبح علانية دون رغبتها.
من بيروت رأى مدير مركز المشرق للشؤون الإستراتيجية سامي نادر أن انتقاد وزير الدفاع الإيراني "الاستعراض" الروسي باستخدام همدان مرده خدش صورة إيران ومقامها، وهي التي تقدم نفسها قوة كبيرة في المنطقة.
الرد الإيراني - كما يضيف- جاء ليذكر بقواعد الشراكة مع روسيا على قدم المساواة، وألا تبدو إيران كأنها بحاجة لحماية روسية.
أما جوهريا فيرى نادر أن بين روسيا وإيران تعاونا تكتيكيا في سوريا لدعم النظام ولكن كلا الطرفين له أسباب مختلفة لهذا الدعم، ملاحظا أن روسيا تسجل نقاطا متوالية في رصيدها، بينما إيران تدفع الأثمان بما يمكن أن يكون سببا للتشنج بينهما.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك