اعترف مسؤولون أميركيون، يوم الاثنين، بأن خسارة قوات المعارضة المعتدلة، التي تدعمها الولايات المتحدة، النصف الشرقي من حلب أكبر مدن سوريا أمام القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا ستكون هزيمة لجهود الرئيس، باراك أوباما، لتشجيع الديمقراطية ودحر الإرهاب في الشرق الأوسط.
وعكس تقييمهم المتشائم توقع سقوط آخر مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في حلب، وتضم عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين قريباً في يد الجيش السوري، المدعوم من سوريا وإيران وفصائل شيعية من العراق ولبنان ومناطق أخرى.
وقال بول بيلار، وهو محلل أميركي كبير سابق لمعلومات المخابرات، إن "سقوط شرق حلب سيواجه الولايات المتحدة بحقيقة أن دعم معارضة معتدلة، مع أي أمل بأن تتولى الحكم في سوريا في المستقبل لم يعد أملا."
وقال المسؤولون إن هذه الهزيمة ستقلل من تأثير الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، على مسار الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات، والتي من المحتمل أن تستمر على نفس المنوال وتشعل عدم استقرار بشكل أكبر وتطرفاً عنيفاً وتدفقاً للاجئين وتناحرات إقليمية.
وستمثل خسارة قوات المعارضة المعتدلة انتصاراً كبيراً لبشار الأسد، وتضمن سيطرته على كل المدن السورية الرئيسية ومعظم الجنوب والقطاع الأوسط، الذي يمثل العمود الفقري والجناح الغربي المجاور للبحر المتوسط.
وستبرر هذه الخسارة أيضا رهان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن باستطاعته إنقاذ الأسد حليف موسكو منذ فترة طويلة بالتدخل في سبتمبر أيلول 2015 بقوة جوية ومدفعية طويلة المدى ومستشارين عسكريين ودعم آخر.
وقالت روسيا يوم الاثنين إنها ستبدأ محادثات مع الولايات المتحدة بشأن انسحاب المعارضة المسلحة من شرق حلب، وهي خطوة قال المسؤول الأميركي إن من المرجح أن تقبلها واشنطن لإنقاذ الأرواح.
وقال مسؤول كبير، طلب مثل الآخرين الذين تحدثوا لرويترز عدم نشر أسمائهم، "من يفوز؟ بوتين والإيرانيون والأسد.
ومع استعداد أوباما لترك منصبه في 20 يناير كانون الثاني مُنيت سياساته في العالم الإسلامي بسلسلة نكسات.
فقد تبددت آماله بتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقام بسحب القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية 2011 ولكنها عادت مرة أخرى بأعداد محدودة لمساعدة الحكومة على قتال تنظيم داعش. وفي أفغانستان بدأت طالبان تستعيد أراضي كانت القوات الأميركية والقوات المتحالفة قد طردتها منها. وتسود الفوضى ليبيا حيث قادت إدارة أوباما "من الخلف" عملية طرد معمر القذافي.
حلب تسقط ولكن الحرب مستمرة
ومع ذلك فإن سوريا أوضح هزيمة أميركية. وتحدث بعض المسؤولين الأميركيين بمرارة عن قرار أوباما بعدم التدخل بشكل أقوى في حرب أودت بحياة أكثر من 500 ألف شخص وأجبرت الملايين على النزوح من ديارهم وأدت إلى وصول موجات من اللاجئين إلى الدول المجاورة وأوروبا.
وقالوا إنه على الرغم من أن أوباما قدم بعض الدعم لجماعات المعارضة المعتدلة فإن ذلك لم يكن كافياً على الإطلاق لتحقيق هدف الولايات المتحدة بإجبار الأسد ومؤيديه من الروس والإيرانيين على التفاوض على أن تحل حكومة وحدة وطنية محل الأسد.
وتؤكد أيضا هزيمة المعارضة المعتدلة عودة موسكو كقوة إقليمية رئيسية ذات نفوذ وهو وضع لم تحظَ به روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991.
وقال مسؤول أميركي عن جهود واشنطن للتوصل لحل دبلوماسي مع موسكو "في النهاية الروس ليس لهم مصلحة في إنهاء الحرب.
"إنهم يريدون أن يكسبوها."
وقال بيلار إنه كان يشك في إمكانية تحقيق نتيجة من خلال التفاوض دائما، وقال "لم يكن هناك أبدا ما يكفي من مستقبل سياسي أو قاعدة لما يسمى بالمعارضة المعتدلة كي تصبح قوية.. قبل تدخل الروس أو بعده."
ولكن مع عرقلة نقص القوة البشرية للأسد فإن الحرب الأهلية التي بدأت قبل سحقه الاحتجاجات السلمية في 2011 ستستمر فارضة استمرار تدخل روسيا والحلفاء الآخرين للأسد.
وقال المسؤول الأميركي الأول "حلب تسقط ولكن الحرب مستمرة."
هل القاعدة ستعاود النشاط؟
وجادل هو ومسؤولون أميركيون آخرون حاليون وسابقون بأن مقاتلي المعارضة الذين يفرون من حلب سيواصلون القتال مع احتمال انضمام بعضهم إلى جماعات، مثل جبهة فتح الشام التي كانت تعرف سابقا بالنصرة، والتي تعتبرها واشنطن فرع القاعدة في سوريا.
وقال المسؤول الأميركي "الرجال الذين سيخرجون سيقاتلون بأسلوب حرب العصابات. سينضمون إلى النصرة.. العرب سيواصلون تمويل المعارضة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك