بدأت المحكمة الجزائية الثانية في مدينة مغولا التركية، الإثنين، أولى جلسات محاكمةالمجموعة الانقلابية العسكرية، المؤلفة من 44 فرداً، والتي حاولت اغتيال الرئيس التركي،رجب طيب أردوغان، خلال المحاولة الانقلابية في منتصف يوليو/تموز الماضي.
واستهلت المحاكمة جلساتها بالاستماع إلى المتهم الثاني في القضية، الجنرال في القوات الخاصة التركية، غوكهان شاهين سونمازأتيش، والذي قاد الفريق الذي حاول اغتيال الرئيس التركي، وكان من المقترض أن يتولى قيادة المخابرات التركية في حال نجح الانقلاب.
واعترف سونمازأتيش بمشاركته في المحاولة الانقلابية، إلا أنه شدد على أنه ليس من أعضاء "حركة الخدمة" التي يتزعمها فتح الله غولن، المتهم الاول بإدارة الانقلاب الفاشل.
وأكد سونمازأتيش بأنه لم يتوجه مع مجموعته إلى منطقة مرميس على المتوسط، حيث كان يقضي الرئيس التركي إجازته، بهدف اغتياله، ولكن لإلقاء القبض عليه ونقله إلى قاعدة أكنجي الجوية بالقرب من العاصمة التركية أنقرة، حيث كان يتم إدارة المحاولة الانقلابية، قائلًا: "أنا لم أعط أي أوامر للحوامات بأن يقوموا بطلعاتهم ولا حتى بإطفاء الأضواء، وكانت مهمتي جلب الرئيس التركي سالمًا إلى قاعدة أكنجي الجوية، وبهذا المعنى فأنا لم أعطِ أي أوامر بإطلاق النار أو القتل لأي عنصر"، مضيفًا: "لو أنه كان قد تم تكليفي بعملية اغتيال لم أكن لأقبل بالمهمة ولم أكن لأذهب بأي شكل من الأشكال".
وأشار سونمازأتيش إلى أنه لم يختر الفريق الذي رافقه في الهجوم على مقر إقامة الرئيس في مرمريس، بالقول: "بينما كان العالم كله يقول إن الرئيس التركي توجه إلى إسطنبول، أوقعونا في فخ وقاموا بإرسالنا إلى مرميس، لم ألتقِ بالسكرتير العسكري للرئيس، ولو كنت مَن خطط للعملية فإنها إما كانت ستنجح أو كنت سألغيها، لا أؤمن بأن فتح الله غولن مسيح أو نبي، إن هذا تفكير أخرق، أريد أن أعرف من الذي ضللنا وجعلنا ننتظر أربع ساعات (لتنفيذ العملية)، أتحمل مسؤولية كل ما جرى، ولكنني لا أتحمل مسؤولية ماجرى في الأماكن التي لم أتواجد بها".
وأشار سونمازأتيش بأنه كان يظن أن أمر الانقلاب كان صادرًا عن القيادة العسكرية العليا في الجيش، منوّهًا إلى أنه لم يحضر أي اجتماع لأئمة "حركة الخدمة" في أنقرة قبل الانقلاب، ولا يعرف أي شيء عن الأمر.
وعن تاريخ معرفته بالمحاولة الانقلابية، أكد سونمازأتيش علمه بالمحاولة الانقلابية في 11 من تموز/يوليو، من خلال مكالمة هاتفية تلقاها من الجنرال سميح ترزي عبر الخطوط السرية في القوات المسلحة، والذي أوعز له بأن القيادات العليا في الأركان التركية تشعر بالانزعاج من إدارة البلاد السياسية، بينما علم ببدء التحرك لإجراء انقلاب بشكل صريح في 13 تموز/يوليو، مضيفًا أن "المهمة كلفني بها الجنرال سميح ترزي، ولم أكن قد أعلمت الفريق الذي رافقني في العملية بأي معلومات عن هدفها، وعندما قلت لهم بأن الجيش استولى على السلطة، كنت برفقة الفريق في الحوامات المتوجهة إلى العملية، وقلت لهم إن الأمر جاء من قبل رئيس هيئة الأركان، ولم أقل للفريق سوى إحداثيات العملية، وكان كل من شارك في المجموعة قد تلقي الأوامر من قيادته، ولو أننا كنا قد ابتعدنا عن عقلنا الرسمي (المهني العسكري) لما كنا ذهبنا".
يذكر بأن الجنرال سميح ترزي كان قائد لواء القوات الخاصة الأول، والذي توجه عبر طائرة شحن عسكرية برفقة أربعين من عناصر القوات الخاصة إلى المقر الرئيسي لتلك القوات في العاصمة التركية أنقرة، ليلة الانقلاب، بهدف السيطرة عليه، وإلقاء القبض على رئيس القوات الخاصة، الجنرال زكي أكسكالي، حيث قام الرقيب عمر خالصدمير بقتل ترزي بطلقة بالرأس بعد معرفته بالمحاولة الانقلابية بناءً على أوامر أكسكالي، قبل أن تقوم المجموعة المراففقة لترزي بقتل خالصدمير.
ونفي سونمازأتيش علمه بما يطلق عليه "توجيهات الأحكام العرفية"، وهي قائمة تضم الوظائف التي سيحصل عليها كل من شارك بالمحاولة الانقلابية في حال نجاحها وإعلان حالة الاحكام العرفية في البلاد، حيث كان من المفترض، بحسب توجيهات الأحكام العرفية، أن يحصل سونمازأتيش على منصب رئيس المخابرات التركية العامة.
وقال سونمازأتيش إن "الحديث حول تكليفي برئاسة المخابرات أمر لا يمكن أن يتقبله عقل، هذه القائمة أمر لا يمكن تصديقه، لقد تمت مخاطبتنا من قبل مركز التحركات في قاعدة أكنجي، وفي اللقاءات قيل لي بأن الأوامر قادمة من هناك، ومن ثم عرفت بأنه لايوجد مركز عمليات كهذا في القاعدة، وخلال العملية تم اتهامي بالعلاقة مع مجموعة لم أكن بجانبها في أي وقت في حياتي، وقام بعض الأشخاص في كل من قونيا وإزمير باتهامي بأني عضو في حركة الخدمة، وأنا لا أقبل هذا الأمر على الأطلاق"، مضيفًا: "لا يوجد أية معلومات أو صور متعلقة بهذا الاتهام، وبعد الاستماع إلى الجميع سأقوم بالتجهيز للدفاع عن نفسي".
وتابع سونمازأتيش: "عندما كنا ذاهبين لإلقاء القبض على رئيس الجمهورية، كنا سنقوم بإلقاء القبض على أي وزير يتواجد إلى جانبه، (في إشارة إلى وزير الطاقة، وصهر أردوغان، براءات البيرق). إن الإدارة التي كلقتنا بهذه المهمة كانت تعلم بأن الرئيس غير متواجد هناك".
وقاطعت جلست الاستماع أم الشرطي نديم جنغيز، الذي قتل خلال الهجوم على مقر إقامة رئيس الجمهورية في مرمريس، بأن وجهت سؤالًا إلى سونمازأتيش، بالقول:
"كأم، أريد أن أعرف من أطلق النار على ابني"، ليرد بالقول: "أنا أشارك أمنا الألم الذي تشعر به، وأعزيها، لقد تم إطلاق النار على شرطينا بينما كان يقوم بمهامه، كان شجاعًا، ولقد حزنت كثيرًا لهذا، ولكنني لم أكن في المكان الذي حصلت فيه الاشتباكات، ولم أدخل في هذه الاشتباكات، كنت في الجو، وقمنا بأداء المهام التي أوكلت لنا، ولم يكن لدي أي علم حتى بالاشتباكات التي جرت مع الشرطة، ولو كنت هناك لكنت حللت الأمور عبر إنشاء حوار مع الشرطة. إن الرئيس لم يكن هناك في الأصل، لم سنقوم باشتباكات؟".
وفي رده على سؤال محامي الرئيس التركي حول سبب مشاركته في المحاولة الانقلابية، قال سونمازأتيش: "أنا لا أريد هنا أن أقول رأيي السياسي، ولكن كما شارك كل من ألب أرسلان توركيش (رئيس حزب الحركة القومية والذي ألقى البيان الاول لانقلاب 1960) والجنرال كنعان إفرين (قائد انقلاب 1980 الدموي)، شاركت في الثورة للأسباب ذاتها التي شاركا بها، كوطنيين شاركنا لأجل دولتنا ووطننا".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك