البطاقات التموينية (١)

 

في البداية يجب التأكيد على اننا سنتحدث هنا عن مجموعة من القضايا الفنية المتعلقة بتفعيل العمل بالبطاقات التموينية، ولن نتطرق الى اي ابعاد سياسية او اقتصادية مؤيدة او معارضة.

 

هذه القضايا الفنية تتمثل في حساب الزمن والجهد والتكلفة المتعلقة باعمال الطباعة والاعمال اليدوية والاجراءات التنفيذية والتشريعات المتاحة والانظمة الحاسوبية ومؤشرات الرضا .

 

وسوف نبدأ بموضوع الطباعة حيث من المفترض طباعة ما يعادل ٣٠٠ مليار ريال من البطاقات التموينية لـ ٥٠٪ من مرتبات الاشهر السابقة، وبمعدل ١٠٠ مليار ريال لكل فئة .

 

بمعنى انه سيتم طباعة ٢٠ مليون بطاقة تموينية من فئة الـ ٥ الالف ريال، و ١٠ مليون بطاقة من فئة الـ ١٠ الالف، و ٥ مليون من فئة الـ ٢٠ الف، لتغطية الـ ٣٠٠ مليار .

 

اي اننا نحتاج الى ١٤٤ شهر لطباعة الـ ٣٥ مليون البطاقة الملونة بمعدل ١٥ ثواني لكل بطاقة شاملة وقت تجهيز الاوراق وتبديل الاحبار وتنشيف الحبر وطبقة اليوفي.

 

هذه الفترة الزمنية تستغرقها طابعة ليزرية واحدة فقط بمواصفات عالية تعمل بطاقة ٨ ساعات يوميا دون توقف واوراق اي ثري ١٠٠ جم و ٦ بطاقات في الورقة الواحدة،

ولتقليل هذه الفترة الزمنية الكبيرة الى سنة مثلا فاننا نحاتج الى ١٢ طابعة عملاقة بنفس المواصفات ونفس الاداء، و ٢٤ طابعة اذا اردنا اكمال الطباعة في ٦ اشهر، وهكذا .

 

ليست المشكلة هنا رغم ان توفير ١٢ - ٢٤ طابعة بهذه المواصفات من القدرة على الطباعة والفرز والتلميع والتنشيف والتقطع فيه من الصعوبة ما فيه وفقا لظروف البلد ولحجم المشروع الكبير.

 

المشكلة تكمن في الفترة الزمنية التي يستغرقها العمل اليدوي بعد الطباعة والمتمثل في العد والفرز والختم اليدوي البديل عن الختم والعلامات السرية الموجودة في اوراق النقد.

ولاختزال فترة العمل اليدوي الى ٦ اشهر مثلا فاننا سوف نحتاج الى ٩,٣٣٣ عامل وموظف لاربع عمليات بالتوازي هي العد والفرز، الختم والتجميع، التوزيع والتسليم، والمراجعة والتدقيق.

 

ونحن الى هنا لم نتحدث عن التكلفة المالية للاجور والمواد والمصروفات الادارية والعمومية المصاحبة، ولم نتحدث عن الاعمال والادارات المستحدثة والادوار التشريعية والرقابية في المؤسسات.

 

لم نتحدث عن علاقات الشركاء في العملية وهم : الموظف والمؤسسة ووزارة الصناعة والوسيط البنكي والتاجر الوسيط المصدر للبطاقات وتاجر التجزئة، وانعدام التشريعات التي تنظمها.

 

لم نتحدث عن سلسلة التوريد التي لا يمكن ادارتها الا بانظمة حاسوبية متكاملة او ما يسمى بالانتربرايز سيستمز، وفتح نقاط لتبادل البيانات وتحديثها آليا وآنيا بين شركاء العمل.

( ذلك كله واكثر هو ما سنتحدث عنه لاحقا... )

*منقول من صفحة الكاتب على الفيس بوك