أعلن اليوم في السعودية عن وفاة الصحفي البارز " تركي السديري " ، حيث فجعت الساحة الإعلامية عربياً، صباح اليوم الأحد، بوفاة عميدها تركي السديري؛ عن عمر يناهز ٧٥ عاماً قضى زهرتها في بلاط "السلطة الرابعة"، متوّجاً سيرته بلقب "ملك الصحافة"، الذي أطلقه عليه الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز.
و"السديري" الذي وُلد في محافظة الغاط عام ١٣٦٣هـ، كان قد دخل مجال الصحافة مبكراً في جريدة "الرياض" عام ١٣٩٤هـ، ومنذ ذلك الحين وهو يُنير دروب "الحرف" محرراً ثم رئيساً للتحرير حتى عام ١٤٣٦ هـ، عندما استقال من الرئاسة وظل مشرفاً عاماً مكملاً عقد الـ ٤٣ عاماً حتى قبض الله روحه، إثر معاناته صحياً خلال الفترة الأخيرة.
وتلقى "السديري"؛ تعليمه في الرياض، وتجلت اهتماماته الأدبية والصحفية في وقتٍ مبكرٍ من حياته العملية؛ حيث كتب في عديدٍ من الصحف والمجلات المحلية في مجالات متعدّدة، وأشرف على عددٍ من الأقسام التحريرية في جريدة "الرياض"، ثم تولى رئاسة تحريرها منذ عام ١٣٩٤هـ، واستمر بها حتى أمس.
ظل يكتب زاويته الشهيرة "لقاء" يومياً بجريدة "الرياض"، وأسهم بشكل فعَّال في تطوير الصحيفة، وجعلها في مقدمة الصحف؛ فيما شارك في عديدٍ من الندوات والمؤتمرات الصحفية والأدبية داخل المملكة وخارجها، وشارك في عضوية مجلس جائزة الصحافة العربية بالإمارات العربية المتحدة.
وشغل "السديري"؛ مناصب عدة، منها: عضو بمجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحفية، واُختير رئيساً للجنة التأسيسية لهيئة الصحفيين السعوديين، وانتُخب رئيساً لهيئة الصحفيين السعوديين عام ٢٠٠٤م، وانتُخب رئيساً لاتحاد الصحافة الخليجية عام ٢٠٠٥م، وتمّ انتخابه رئيساً لهيئة الصحفيين مرة أخرى عام ٢٠٠٨م، ثم تمّ انتخابه مرة أخرى رئيساً لاتحاد الصحافة الخليجية عام ٢٠٠٩م.
بالثوب الأدبي الجميل، تتجلى المهنية الخلاقة لتركي السديري؛ من خلال حواراته الصحفية الخالدة التي التقى فيها شخصيات سياسية ومسؤولة رفيعة، وزاويته شبه اليومية "لقاء" التي استحقت بأن يطلق عليها الزاوية الأطول عمراً في الصحافة السعودية؛ حيث استمرت 43 عاماً.
وفي عام 1392هـ، كانت ولادة زاوية "لقاء" التي رأت النور على صفحات جريدة "الرياض" في العدد 2300، ومنذ ذلك الحين أصبحت بمنزلة النافذة التي يطل من خلالها العالم على التحولات والانكسارات والنجاحات والتطورات التي حدثت في المجتمع السعودي والعربي حتى اليوم، ووصفها الباحث عبدالله السمطي؛ بالوثيقة التاريخية التي تتضمن صوراً شتى من الأحداث والوقائع والتحليلات المتعدّدة، وخاصة على المستوى السياسي، وكما وصف السديري بالشاهد على العصر.
وفي عام 1991م، شرعت صحف من لندن، والأيام من البحرين، والراية من قطر، في نشر زاوية "لقاء" يوم صدورها في جريدة "الرياض".
وعن حياته الخاصة قال الراحل " تركي السديري في مقابلة سابقه ، وعلاقته بوالدته قال : والدتي هي الأم والأب فهي من اعتنى بي بعد وفاة والدي، وأنا لا أتجاوز الـ10 أشهر فقد عشت يتيما، وكانت الوالدة رحمها لولوة العبدالكريم من الزلفي ومن أسرة معروفة شاعرة وذات شخصية قوية، وقامت بدور أسرة كاملة بعد وفاة والدي، حيث لم يكن هناك غيرها للاعتناء بي وكانت في الحقيقة جزلة الحضور والقدرة على التربية والرعاية، حتى إني أنسب تقدمي في ذلك السن المبكرة لها شخصيا، كما أنها بعد نضجي لم تكن بعيدة عن الاقتراب من كل مجالات التطور والحداثة، مما يجعلنا نقول إن المرأة في ماضيها القديم لم تكن أبدا متخلفة، وبالعكس كان لها حضور. والأدوار المهمة كانت تأتي ليس فقط من قبل الرجل، وإنما أيضا من قبل المرأة، صحيح أنه كانت هناك بعض المواقف القاسية بالنسبة للمرأة إلا أنه ليس كل امرأة تتقبل ذلك، وليس كل رجل يفعل ذلك، أذكر أنها أتت إلى مدرستي لتوبخ معلمي ومدير المدرسة بعد أن اعتدى المعلم عليّ بالضرب. وفي الحقيقة أنسب الكثير من مكاسبي إلى والدتي.
( الراحل السديري مع حفيدته )
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك