إبراهيم الأحمدي : التفضيل من الله لا يلزم التفضيل عند الله

 

الله تعالى قال ( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض ) ، فأثبت هنا أنه فاضل بين الناس ..

 

المقصود في النعم ..

 

وقال أيضا ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم ) ، ليبلوكم يعني يمتحنكم كيف ستفعلون بهذه النعم وبهذه المزايا التي أعطاها بعضكم دون بعض ، فالناس متفاضلون في الأجسام ومتفاضلون في الأرزاق والأموال ومتفاضلون في الجمال ومتفاضلون في المكانة الاجتماعية ( النسب )

........

 

سيقول البعض : كيف يتفاضلون في النسب وكلنا من طين وماء  .. هذا صحيح : التفضيل ليس في الخامة ، والنسب يعني الارتباط الأسري الذي ليس لك دخل في اختياره .. هذا ولد في بيت ملك وسلطان ومشيخ فالناس يحترمونه ويجلونه ، وذاك ولد في بيت مغمور لا يعرف فلايجد ما يجد الأول ، ألا ترى اليوم أن اليمني مثلا يسعى ويحرص لأن يأخذ جنسية بلد آخر خليجي أو أوروبي بسبب ما يجد معها من التكريم والاحترام ويزهد في جنسيته لأنها وللأسف لم تجد من يكرمها.

 

وليس معنى ذلك أن الخليجي والأوروبي أفضل في جيناته من اليمني - وإن كان بعض متعصبي الأوروبيين النازيين يرون ذلك - لكن ماعلينا منهم فدعواهم باطلة

الشاهد أن ميل الناس لانسابهم لأسر ومجتمعات محترمة وذات مكانة أمر فطري .

 

هذه سنة كونية وفطرة فطر الناس عليها ، مثل فطرتهم في حب المرأة الجميلة وعدم حب القبيحة ، وحبهم لأن يكونوا طوالا وعراضا ولا أن يكونوا قصارا ونحافا

............

 

لكن هذه النعم هل تكون بمجرد وجودها هي مقياس الرفعة عند الله .. قطعا لا .. فالله يقول ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ، وهذه النعم هي ابتلاء من الله لينظر كيف يعمل صاحبها ، فإن كان تقيا ازداد رفعة إلى رفعته وكان داخلا في قول النبي صلى الله عليه و آله وسلم( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف..... الحديث ) ، وإن كان شقيا كانت هذه النعم حجة ووبالا عليه وحوسب عليها عند الله .

* من صفحة الكاتب على الفيس بوك