تبادل الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والإيراني محمد حسن روحاني التهديدات العدائية وسط تصاعد للتوترات بين واشنطن وطهران في الفترة الأخيرة مع بداية عودة العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين قوى الغرب وإيران.
وقال دونالد ترامب الاثنين إن إيران "سوف تعاني عواقب وخيمة لم يشهد التاريخ مثلها إلا القليل إذا "هددت الولايات المتحدة".
وقال روحاني في وقت سابق إن "الحرب مع إيران سوف تكون أم كل الحروب".
وانسحبت الولايات المتحدة في مايو/ أيار الماضي من الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمته إيران مع قوى الغرب مقابل رفع العقوبات الدولية التي كانت خاضعة لها.
وأعادت الولايات المتحدة العقوبات على طهران رغم معارضة بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، الدول الموقعة على الاتفاق، القرار الأمريكي.
ويذكرنا الخطاب الغاضب الذي ظهر في تغريدات الرئيس الأمريكي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بهجوم ترامب على كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، إذ نعته آنذاك "بالرجل المجنون". لكن كل الهجوم المتبادل بين الزعيمين انتهى بهما إلى مسار دبلوماسي بدأ بقمة تاريخية جمعت بينهما.
ورجح غلام حسين غياببارفار، أحد كبار القادة في الجيش الثوري الإيراني، أن تصريحات الرئيس الأمريكي ما هي إلا جزء من استراتيجية أوسع نطاقا تتبعها الولايات المتحدة مع إيران.
وأضاف أن "التصريحات التي يدلي بها ترامب ضد إيران تندرج تحت الحرب النفسية، وسوف يكون مخطئا إذا حاول اتخاذ إجراء ضد إيران."
وقال مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكية، الأحد الماضي إنه يريد منع دول العالم من استيراد النفط الإيراني بحلول نوفمبراستمرارا للضغط على طهران.
وأضاف، أثناء حديثه أمام مجموعة من الأمريكيين من أصول إيرانية في ولاية كاليفورنيا، إن "النظام الإيراني إنما هو مافيا أكثر من كونه حكومة."
وكان هذا التجمع هو الأول من نوعه الذي يشهد لقاء أحد كبار المسؤولين في الولايات المتحدة بعدد كبير من الأمريكيين من أصول إيرانية، ما فسره البعض بأنه جاء في إطار استراتيجية أمريكية لزيادة حدة الضغط الذي تمارسه إدارة ترامب على إيران.
لماذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي؟
وصف الرئيس الأمريكي الاتفاق النووي بين إيران وقوى الغرب بأنه "مريع ويحقق صالح طرف واحد وما كان ينبغي أن يُبرم مثل هذا الاتفاق أبدا."
زعم أيضا أن هذا الاتفاق ليس بالقوة الكافية لردع إيران عن التوسع في "أنشطتها التخريبية" في المنطقة، وأنه لا يمكن رصد أو متابعة أو منع أي خرق لشروطه.
ويرى محللون أن تصريحات ترامب الأخيرة تعكس الاتجاه السائد لدى صقور البيت الأبيض، في مقدمتهم وزير الخارجية بومبيو، ومستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون، علاوة على أنها تعكس أيضا ميل الرئيس الأمريكي إلى النيل من سياسات سابقه في الإدارة الأمريكية باراك أوباما.
من جانبها، تؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي تماما وأن التزامها بالاتفاق تم التحقق منه بمعرفة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدت أن إيران تحترم ما التزمت به في إطار الاتفاق مع قوى الغرب.
وقالت الوكالة إن مراقبيها تمكنوا من دخول جميع المواقع التي احتاجوا إلى زيارتها، لكنهم لم يسعوا إلى دخول أي من المواقع العسكرية التي أخبرهم المسؤولون في إيران أنها محظورة، وهو التحرك التي قالت الولايات المتحدة إنه تحرك يثير الشكوك حول مدى التزام إيران بالاتفاق النووي.
وأعلن بومبيو في مايو/ أيار الماضي 12 شرطا لابد أن يتضمنها أي اتفاق مع إيران، بينها انسحاب القوات الإيرانية بشكل كامل من سوريا، والتوقف عن دعم المتمردين في اليمن.
وتُعد إيران من أكبر منتجي النفط في العالم ويدر عليها هذا الإنتاج مليارات الدولارات سنويا. وتعاني إيران بالفعل من ضغوط اقتصادية أسفرت عن احتجاجات على نطاق واسع على ارتفاع الأسعار وتراجع في قيمة عملتها المحلية.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
BBC
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك