قرار غير مسبوق أصدرته واشنطن بفرض عقوبات على مسؤولين بدولة حليفة في الناتو. القرار، الذي صدر يوم الأربعاء الأول من أغسطس/آب، يفرض عقوبات على وزير العدل عبد الحميد غول ووزير الداخلية سليمان سويلو على خلفية احتجاز القس الأمريكي أندرو برانسون في تركيا.
ووجهت السلطات التركية الى برونسون اتهامات بدعم منظمتين إرهابيتين، وهما جماعة "خدمة" التابعة لفتح الله جولن، وحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة على أنه منظمة ارهابية.
ولم يتأخر رد أنقرة على البيان الأمريكي، أذ سرعان ما أصدرت الخارجية التركية بيانا دعت فيه الادارة الامريكية "للتخلي عن هذا القرار الخاطئ.، واضافت أنه "سيكون هناك رد على هذا الموقف العدائي الذي لن يخدم أي هدف".
وجاء الخلاف الأخير بين أنقرة وواشنطن تتويجا لسلسلة من الخلافات حول عدد من الملفات الهامة التي لم تحسم بعد، وينتظر أن تظل مصدرا للتوتر بين الجانبين لفترة طويلة قادمة.
أول هذه الملفات هو الدعم الأمريكي للمقاتلين الأكراد في سوريا، وتحديدا وحدات حماية الشعب التي تمثل القوة الاساسية في قوات سوريا الديمقراطية. ويرجع هذا الدعم الى اعتماد واشنطن على المقاتلين الاكراد في التصدي لما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) من جانب، وحاجتها الى قوات موالية لها في شمال سورية تتصدى للنفوذ الروسي-الايراني من جانب آخر. غير ان المشكلة أن تركيا تصنف وحدات حماية الشعب على انها منظمة إرهابية بسبب ارتباطها، حسب ما تقول أنقرة، بحزب العمال الكردستاني. وبالتالي كان الدعم الأمريكي للأكراد في شمال سوريا محل أنتقادات متكررة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تسآل كثيرا في خطاباته عن أسباب دعم واشنطن لمن يصفهم بالإرهابيين في الوقت الذي تطالب فيه واشنطن قادة المنطقة بمكافحة الإرهاب.
ملف آخر مرتبط بسورية يبرز فيه التباين في وجهات النظر بين أنقرة وواشنطن، وهو التنسيق بين تركيا وروسيا وايران في اطار أتفاق آستانا لخفض التصعيد في مناطق محددة في سورية، هذا علاوة على التقارب الكبير بين موسكو وأنقرة في مجلات حيوية مثل مشاريع الطاقة ومشتريات تركيا من السلاح الروسي، وهو ما يثير حفيظة المسؤولين الامريكيين.
وتبقى مشكلة أخرى معلقة، وهي مشكلة الداعية الاسلامي فتح الله جولن الذي تتهمه السلطات التركية بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو/تموز 2016. وتطالب أنقرة السلطات الأمريكية بتسليم جولن، الذي يقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وهو ما ترفضه واشنطن. واقترح أردوغان مبادلة جولن مع القس الامريكي، وهو أقتراح ترفضه واشنطن.
وعند الحديث عن محاولة الانقلاب الفاشلة، لا يتوقف الخلاف حول دور جولن في دعم الانقلاب، حسب ما تقول أنقرة، بل تكررت الاتهامات في وسائل الاعلام التركية للمخابرات الامريكية بأنها كانت وراء محاولة الانقلاب الفاشلة، وأن قاعدة "أنجيرليك" الجوية، الموجودة في تركيا والتابعة لحلف الناتو، كانت مركز التخطيط لهذا الانقلاب.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
BBC
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك