وقع رئيس جنوب السودان سلفا كير وقائد التمرد، نائبه السابق، رياك مشار اتفاقا في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا لإنهاء خمسة أعوام من الحرب الأهلية في البلاد.
ووقع الرجلان الاتفاق وتصافحا أمام حشد ضم رئيسي أوغندا والسودان ورئيس وزراء إثيوبيا وقادة إقليميين وممثلي دوليين.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قبيل مراسم التوقيع إن "أنظار العالم متجهة إلينا إذ يتعهد قائدا جنوب السودان اليوم بالعمل معاً من أجل المصالحة والسلام الدائم في بلادهما".
واندلع الصراع المستمر في جنوب السودان بعدما اتهم كير في ديسمبر/كانون الأول 2013 نائبه آنذاك مشار بالتخطيط للانقلاب عليه.
ولعبت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) التي تضم ثماني دول أفريقية وترأسها أثيوبيا الدور الرئيس في مفاوضات السلام بين الجانبين.
وسبق أن وقع الطرفان اتفاقات سلام مماثلة بيد أنها لم تصمد طويلاً.
وقد انهار آخر اتفاق سلام بين الجانبين في يوليو/تموز 2016، إثر اندلاع القتال لعدة أيام في العاصمة جوبا، الأمر الذي أجبر مشار على الفرار منها.
وقد أعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، ديفيد شيرر، عن أمله "في وضع حد للنزاع الدامي الذي أوقع عشرات القتلى منذ أكثر من أربع سنوات".
وأضاف أنه بعد "توقيع هذا الاتفاق من جديد، يجب علينا بالإقرار علناً بأنه ليس سوى خطوة واحدة على طريق السلام، لكنها خطوة ترسي الأسس لجميع الخطوات التالية".
ويعتبر الاستقرار في جنوب السودان أمراً مهماً للسودان والدول المجاورة التي تخشى أن يؤدي تفجر الصراع من جديد إلى تدفق أعداد ضخمة من اللاجئين إليها.
ورحبت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج التي تعرف بـ "الترويكا الداعمة لجهود السلام" في جنوب السودان بتوقيع الاتفاق.
وقالت الدول الثلاث في بيان "نأمل أن تظل المناقشات مفتوحة أمام أولئك الذين لم يقتنعوا بعد باستدامة هذا الاتفاق"، مضيفة "ينبغي أن ننتهز فرضة هذا الزخم الإقليمي واسع النطاق لضمان تحقيق السلام لشعب جنوب السودان".
وقد شهدت الحرب الأهلية مذابح واعتداءات على المدنيين وحالات اغتصاب وتجنيد أطفال على نطاق واسع، وخلفت عشرات الالآف من القتلى ونحو أربعة ملايين نازح كما أدت إلى انهيار اقتصاد هذه الدولة الغنية بالنفط.