رصدت الولايات المتحدة أول إصابة بفيروس كورونا مع نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وسرعان ما انتشرت العدوى لتشمل أمس الجمعة مئة ألف شخص؛ مما جعل هذا البلد على رأس دول العالم في عدد الإصابات، وسط تساؤلات وغضب شعبي إزاء هذا الانتشار للوباء.
وما زالت نسبة الوفيات أدنى بكثير مما هي في العديد من الدول الأوروبية، فهي لا تتجاوز 1.5% من عدد المصابين، مقارنة مع 7.7% في إسبانيا، و10% في إيطاليا، إلا أن وفاة نحو 1600 شخص كانت كافية لنشر الرعب في نفوس الأميركيين.
أسباب الانتشار
ويتساءل كثيرون اليوم عن سبب وصول الأزمة في الولايات المتحدة إلى ما هي عليه اليوم، والجواب قد يتلخص في نقطتين رئيستين:
1- تأخير إجراء الفحوص: في بداية أزمة الوباء، اتُّهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتقليل من خطورتها عندما خالف آراء مسؤولي الصحة، وقال إن انتشار الفيروس محليا ليس أمرا "محتوما".
لكن السلطات بدت عاجزة عن رصد الأشخاص الذين كانوا على تواصل مع المصابين بشكل فعال لعدم توافر فحوص على نطاق واسع، حيث رفضت الحكومة السماح للولايات بتطوير فحوصها بنفسها، ولم ترفع القيود إلا في 29 فبراير/شباط عند أول حالة وفاة في الولايات المتحدة، وذلك بعد أكثر من شهر على رصد أول إصابة.
وأوضح مدير قسم طب الطوارئ في جامعة "جون هوبكينز" غابور كيلن أنهم لو تمكنوا من رصد الذين تواصلوا مع المصابين، كانوا سيعزلون مواقع الانتشار الكبير.
2- ضعف التنسيق الاتحادي: أصبحت ولاية نيويورك بؤرة الوباء في الولايات المتحدة مع تسجيل نحو 45 ألف إصابة، وأكثر من خمسمئة وفاة حتى الجمعة، تليها ولاية نيوجيرسي ثم كاليفورنيا وواشنطن وميشيغان وإيلينوي.
ويرى أستاذ الصحة العامة في جامعة هارفرد توماس تساي أن ما تحتاج إليه بلاده "هو مجهود وطني حقيقي بالتنسيق"، فلكل ولاية سياسة خاصة، مما تسبب في انتقال العدوى من ولاية إلى أخرى.
ماذا بعد؟
ويرى خبير علم الأوبئة في جامعة "تورونتو" ديفيد فيسمان أن "نسبة الوفيات لا تطمئن"، مضيفا أنها "ستزداد لأن الأمر يستغرق وقتا حتى تحصل وفيات. أتوقع أن تكون الولايات المتحدة على أبواب وباء كارثي بالمطلق".
ويتفق الخبراء على أن تدابير الابتعاد الاجتماعي ضرورية للاستمرار في "خفض مسار" انتشار الوباء، أي إبطاء عدد الإصابات الجديدة وسرعة تسجيلها لتفادي قدر الإمكان استنفاد طاقات المستشفيات كما يحصل في نيويورك.
ومن المحتمل أن يتحول الفيروس مع الوقت إلى شكل أقل فتكا -حسب رأي غابور كيلن- كما أن الحر والرطوبة قد يبطئان انتشاره.
وتتوقع كلية الطب في جامعة واشنطن أنه إذا استمر المسار الحالي، فإن ذروة انتشار الوباء ستكون منتصف أبريل/نيسان القادم، على أن يراوح عدد الوفيات نحو ثمانين ألفا اعتبارا من يونيو/حزيران القادم.
ويشير النموذج الذي وضعته الكلية إلى أن هذا العدد سيتراوح بين 38 ألف وفاة كحد أدنى و162 ألفا كحد أقصى.
وبالمقارنة، فإن الإنفلونزا أسفرت عن وفاة 34 ألف شخص في الولايات المتحدة خلال عامي 2018-2019.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك