استأنف المجتمع الدولي تحركاته لدعم وقف إطلاق النار الهش الذي أعلنه التحالف بشكل أحادي قبل 3 أسابيع، وإنعاش عملية السلام وفقا للمقترحات المقدمة من الأمم المتحدة.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن اجتماعات افتراضية منفصلة عقدها سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن في اليمن مع أطراف الأزمة الفاعلين، في مسعى منهم لاستغلال قرار وقف إطلاق النار الذي اقترب من إكمال أسبوعه الرابع دون تحقيق نتائج جوهرية.
وأشارت المصادر إلى "ضغوط دولية مكثفة" على الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي لتقديم تنازلات والقبول بمبادرة وقف الحرب التي قدمها المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وخصوصا عقب تفشي فيروس كورونا في 4 مدن يمنية وتسجيل 22 إصابة، بينها 4 حالات وفاة.
وأعلن السفير البريطاني لدى اليمن ميشل آرون، على تويتر، أن سفراء الدول دائمة العضوية لدى مجلس الأمن عقدوا، الثلاثاء، اجتماعا مع كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام، بعد اجتماعات مماثلة، يوم الأحد الماضي، مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث، ووزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي.
وأشار آرون، الذي تدفع بلاده بقوة نحو إنهاء الحرب باليمن، إلى أن السفراء أكدوا لطرفي الأزمة أن "أفضل دفاع ضد وباء كورونا هو وقف دائم لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية". وحث السفراء الطرفين على "الانخراط بشكل بنّاء مع نصوص الأمم المتحدة بهدف اعتماد الإعلان المشترك وحضور اجتماع الأزمة المقترح".
ولم يكشف الدبلوماسي البريطاني عن الموعد المقترح، أو تفاصيل إضافية حول الإعلان المشترك لوقف إطلاق النار، لكن المبعوث الأممي أكد في وقت سابق أن المبادرة التي قدمها هي خلاصة لمشاورات طويلة بين طرفي النزاع اليمني واستوعبت كافة ملاحظاتهم.
وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي من المبعوث الأممي حول المشاورات الجديدة، أعلن كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام، إجراء ما وصفه بـ"النقاش الواسع" حول القضايا السياسية والإنسانية في اليمن مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وقال عبد السلام، في تغريدة على تويتر: "أثبتنا حرصنا على السلام وما قدمناه من مبادرات آخرها الرؤية السياسية وقبلها المبادرة الرئاسية، وحرصنا على استمرار النقاش مع المبعوث الأممي من أجل وقف الحرب وفك الحصار".
ولم يكشف المسؤول الحوثي عما إذا كانت جماعته ستتراجع عن "الرؤية السياسية" التي قدمتها للأمم المتحدة أم لا، لكن حديثه عن "استمرار النقاش مع المبعوث الأممي"، يشير إلى نوع من التراجع عن موقفها المتصلب سابقا.
والأحد الماضي، أعلنت وزارة الخارجية اليمنية موقف الشرعية في النقاشات مع سفراء الدول الكبرى، وطالبت بأن تكون الأولوية لـ"تثبيت وقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجه جائحة كورونا التي بدأت تتفشى في البلاد".
وكان المبعوث الأممي قد طرح، في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، مبادرة لوقف الحرب، تتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار في عموم اليمن وتوحيد الجهود لمواجهة فيروس كورونا، والقيام بإجراءات لبناء الثقة تتمثل بفتح المعابر الإنسانية وإجراءات اقتصادية، ثم الانتقال إلى استئناف مفاوضات سياسية شاملة.
ولا يعرف ما إذا كانت الأمم المتحدة ستدرج تعديلات جديدة على مبادرتها السابقة لإقناع الحوثيين بالقبول بها بعد رفضها سابقا، لكن مصادر سياسية يمنية أشارت إلى أن سلطنة عمان دخلت على خط الوساطة وأقنعت الحوثيين بتقديم تنازلات.
ووفقا للمصادر، فإن سلطنة عمان تدفع لوقف شامل لإطلاق النار وبدء مفاوضات سلام متزامنة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة عليا من طرفي النزاع، تحت إشراف دولي، لمواجهة فيروس كورونا الجديد.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك